طلاب بلا قاعات جامعة الدلنج – جنوب كردفان

 في مطلع يناير من العام 2018م اطلق أحد أفراد الجيش بولاية جنوب كردفان يتبع للفرقة”22″ الكتيبة “401” النار على طالبين بجامعة الدلنج يجوبون حرمهم الجامعى يفتحون حوارات أكاديمية ، أجتماعية، سياسية وغيرها من المناشط. يوجه فوه بندقيتة إلى أحدهم يرديه قتيلاً ثم يحول البندقية إلى طالبة في وسط كل تلك الجلبه ليرديها هى الاخرى قتيلة، وتنتهى كل تلك الماساة بنتحار الجاني.

صرح تعليمي يتكون من قاعات دراسية وبعض المكاتب يطلون على الحياة العامة واحتمالية التعرض للخطر من أحداث نهب وسرقات تصل إلى الاجهزة والمعدات الاساسية للجامعة، بالاضافة إلى مرتبات العاملين والطلاب مشاهد وحكايات يمكنك الاستماع اليها في أحاديث المواطنين بالمدينة، او الطلاب الوافدين اليها من مدن وأرياف أخرى.

25 عاماً على تاسيس الجامعة

تاسست جامعة الدلنج في العام 1994م في العهد الذى عرف بثورة التعليم العالى فقد عرفت سابقا بمعهد المعلمين التبعة لجامعة كردفان و كغيرها من موسسات التعليم العالى المنتشرة في ولايات وأقاليم عديدة بالسودان، تحاول عاين تسليط الضوء على تلك الجامعات وأبرز المشكلات التي تواجهها.

وتضم الجامعة عدد ثمانية كليات ” الطب والعلوم الصحية بكادقلي بالاضافة إلى سبعة كليات بمدنية الدلنج وهي كلية الزراعة، معهد المعلمين، كلية التربية، وكلية العلوم الزراعية، وكلية تنمية المجتمع، وكلية علوم الحاسوب بالاضافة إلى المراكز المتخصصة مثل مركز السلام وتنمية الموارد، ومركز المعلوماتية.

وبالرغم من مرور مايقارب الـ25 عاماً على تاسيس الجامعة إلى أنها الان تعاني الكثير من الضعف في المقومات الاساسية لاستمراريتها مع التزايد المطرد في أستيعاب مجالات أضافية للجامعة، بالاضافة إلى تزايد أعداد الطلاب سنوياً أيضاً.  أذ يبلغ عدد طلابها الان مابين 11000الف إلى 12000 الف بحسب مدير الجامعة ، ويشير أن برغم هذا التطور في استيعاب التخصصات إلى أن الجامعة لا تزال على حالتها السابقة من حيث البنية التحتية، و يعتبر أكبر التحديات  النقص الحاد في القاعات الدراسية والمعامل والمكاتب بالاضافة إلى اسكان الطلاب والذى يسع حالياً لـ5 الف طالب من جملة الطلاب.

جامعة الدلنج- جنوب كردفان

ويضيف مدير الجامعة” أن لاسباب النقص في القاعات يواجهون مشكلة تتمثل في التراكم السنوي للطلاب من كل التخصصات حيث تمتد سنوات الدرسة لاكثر من 4 او5 إلى اكثر بحسب الكورسات وعدد الساعات في التخصص المعين. ونتيج لذلك قررت أدارة الجامعة فتح الدراس لعدد من الكليات بنسبة 50% وأعطى الكليات المتبقية أجازة لمدة فصل دراسي والذى يستمر لمدة 4 شهور، ثم يبدون فصل دراسي للكليات الاخرى لمدة فصل دراسي آخر. والذى زاد من الاتفاق المالي حيث تمتد السنة الدراسية لاكثر من تسع شهور، كما أن الطلاب بالجامعة يتخرجون في فترة مابين 6 سنوات  ومافوق مقارنة مع الدفعات في الجامعات الاخرى. كما واجه أساتذات الجامعة التعايش مع عدم وجود عطلة سنوية لهم لتعويض التقصير الناجم عن عدم وجود البنية التحتية وضعف جاهزية الجامعة .

الاستقرار الامنى

ويقول المدير انه احد المعينين حديثاً لمعالجة المشكلات الادارية والاكاديمية في الجامعات عقب تشكيل حكومة الفترة الانتقالية والتي يمتد فيها مدة التعيين مابين6 اشهور إلى سنة، وقد شرع  خلال هذه الفترة خطة أصلاحية تتضمن مراجعة اللوائح والقوانين الخاصة بالاتحادات الطلبية وأخرى يرتكز اعمالها حول أعادة النظر في هيئة التدريس والجوانب الادارية المتعلقة بالوظائف والترقيات وقد خلصت هذه اللجان من اعمالها في أنتظار الاجازة النهائية  من قبل مجلس أمناء الجامعة. وبالرغم من انقضاء الفترة الا أن اوضاع الجامعة لم تشهد اي تطور ملحوظ ويعلق بالقول ” سابقاً يمثل عدد الموظفين بالجامعة في الادارات المختلفة بالاضافة إلى أعضاء هيئة التدريس يقارب الـ1100 موظف وبمراجعة قوائم الرواتب والعاملين تحصلوا على بعض الوثائق الوظيفية  لاشخاص غير متواجدين ضمن العاملين في الادارات المختلفة مع الاستمرار في صرف الاستحقاقات الشهرية والذى يصفه بتبديد للموارد وعدم الترشيد في أستخدامها للنهوض بالجامعة وقد جاءت المعالجة بتخفيض عدد العاملين إلى 900 موظف شاملة كل الاقسام. 

وتمثل كبرى التحديات بالنسبة للادارة الان ضعف أعضاء هيئة التدريس في عدد من الكليات وتجى كلية الطب في المرتبة الاولى من حيث الحوجة الماسة لمحاضرين في بعض التخصصات، ويرى مدير جامعة الدلنج عن عدم الاستقرار الامنى للمنطقة فاخم من حجم تخوف العديد من الاساتذة من العاملين في الجامعات السودانية الاخرى فغالباً يرفضون قبول الوظيفة بالدلنج بعتبرها منطقة نزاعات تكثر فيها الموجهات العسكرية تحت اي لحظة. ولا يتجاوز هيئة التدريس الـ5 اعضاء مما تضطر الادارة الاتجاه إلى التعاقدات المؤقتة من الاطباء بوزارة الصحة.

ومع ظروف جائحة كورونا المستمرة منذ عام واتجاه الجامعات إلى نظام التعليم الالكتروني لم يكن بمقدور جامعة الدلنج مواكبة التحولات لضعف البنية التحتية والنقص الذى تعيشه الادارة. كما اثنى مدير الجامعة على المجهودات التى تبزلها الادارة الاهلية بالمنطقة وعدد من المبادرات الشعبية والخيرين من أبناء جنوب كردفان الذين ظلوا يقدمون الدعم المادي للمساهمة في أستمرار فتح أبواب الجامعة.