شنطة المدرسة

١ يوليو ٢٠١٣

تتجه أنظار الأسر إلى الأسواق بداية  كل عام دراسي. حيث يجتهد الوالدان لتوفير الاحتياجات الأساسية لأبنائهما بغية مواصلة العملية التعليمية، ولكن ثمة مظاهر ارتبطت بتدهور مستوى دخل الفرد جعلت من الإقبال على الأسواق لشراء كافة المستلزمات الدراسية  ضرباً من المستحيل، وعادة ما تكتفي معظم الأسر السودانية بتوفير الكتب والكراسات وغض الطرف عن شراء زي مدرسي جديد والذي يعتبر دافعاً معنوياً للطلاب خاصة الأطفال منهم، ولكن ارتفاع تكاليف الحياة المضطردة في السودان انعكس على الاستعداد للعام الدراسي خاصة مع التدهور الذي يشهده الاقتصاد بعيد القرارات التي صدرت من الحكومة وصادق عليها البرلمان فيما يختص  بزيادة أسعار المحروقات. مع الوضع في الاعتبار أن مرتب موظف من الدرجة الرابعة لا يتجاوز الـ 2000 جنيه سوداني، وهو الرقم الذي لا يكفي لإعالة أسره من 5  أبناء يتوزعون بين مرحلتي الأساس والثانوي، ناهيك عن الدراسة الجامعية. (عاين) تجولت في الأسواق الرئيسية لكل من الخرطوم ومدني والفاشر مع قرع أجراس العام الدراسي الجديد وتعرفت من خلال جولتها على أسعار المستلزمات المدرسية لطلاب المدارس الحكومية.

تغيير المناهج

أعلنت وزيرة التعليم العام سعاد عبد الرازق، انطلاق العام الدراسي الجديد يوم السبت 22 يونيو، وكشفت عن تغييرات أحدثتها الوزارة على المناهج الدراسية على مستوى مرحلتي الأساس والثانوي بإعادة معظم مواد المنهج القديم (العلوم – الفيزياء – الكيمياء – الأحياء – الرياضيات المتخصصة – التاريخ) ما قد يمثل اعترافاً ضمنياً من الوزارة بفشل منهجها الجديد، ومهما يكن الأمر فإن تلك التغييرات التي أحدثتها الحكومة لم تؤثر إيجاباً على أسعار المستلزمات الدراسية.

أسعار باهظة

بلغ سعر الزي المدرسي بسوق أم درمان لمرحلة الأساس 65 جنيهاً للبنين، و 48 جنيهاً للبنات، أما سعر الزي المدرسي للمرحلة الثانوية فبلغ 75 جنيهاً للجنسين، فيما ارتفع سعر الأحذية المدرسية للأولاد من 25 إلى 50 جنيهاً، والبنات من 35 إلى 45 جنيهاً.

أما الحقائب المدرسية فقد بلغ سعرها 50 جنيهاً للحقيبة المتوسطة، و 75 جنيهاً للكبيرة. فيما بلغ سعر دستة الكراسات (12 كرساً) إلى 18 جنيهاً.

في سوق الفاشر الكبير لم تتفاوت الأسعار باختلاف الجنس لكنها سجلت ارتفاعاً ملحوظاً عن مثيلاتها في العاصمة، فقد بلغ سعر الزي المدرسي لمرحلة الأساس 75 جنيهاً، و90 جنيهاً للمرحلة الثانوية، فيما تراوح سعر الأحذية بين 50-75 جنيهاً، والحقائب من 50 إلى 60 جنيهاً, mدستة الكراسات 25 جنيهاً.

وفي مدني بلغ سعر الزي المدرسي لمرحلة الأساس 48 جنيهاً للبنات و65 جنيهاً للأولاد، وتوحد سعر الزي المدرسي للجنسين في المرحلة الثانوية ليبلغ  80 جنيهاً.

حرمان من الجديد

وتقول المواطنة أسماء طه، من أمام إحدى المحال التجارية بسوق أم درمان أن أسعار المستلزمات المدرسية هذا العام “لا يطاق وفوق مستوى دخلها“ موضحة أنها تكتفي بشراء الكراسات والأقلام والحقائب، وكسوة واحد من أبناءها الثلاثة فيما تحاول إقناع بقيتهم بلبس القديم إلى حين تيسر الأمور .

وتشاركها فوزية علي، الأم لخمسة أبناء نفس الشعور حيث قالت لـ (عاين) أنها ادخرت مبلغاً من المال على مدى الشهور الماضية حتى تتمكن من شراء المستلزمات المدرسية لأبناءها، وأضافت بأن أبنائهم كانوا يدرسون في مدارس خاصة لكنها إضطرت إلى تسجيلهم هذا العام فى مدارس حكومية لتقليل النفقات، لأن دخل زوجها لا يكفي لدفع رسوم المدرسة الخاصة.

ويقول رفعت الحاج، صاحب أحد المحال التجارية لبيع المستلزمات المدرسية بميدان الشهداء بأم درمان أن سبب ارتفاع المستلزمات المدرسية يعود لتوقف المصانع المحلية عن الإنتاج خاصة الكراسات، ومصانع الورق، ومحدودية المصانع المحلية المنتجة للأقمشة (المبرقع) و(الكاكي) المستخدمة في تفصيل الزي المدرسي. مما أدى إلى انحسار المنافسة، وخلو السوق من البضائع المستوردة لارتباطها بالدولار الذي يرتفع تارة وينخفض تارة أخرى .

 يلاحظ أن متوسط تكاليف الطالب الواحد في مرحلة الأساس بلغ 250 جنيهاً بدون الرسوم المدرسية وشراء الكتاب. إضافة إلى المصاريف اليومية في المدارس الحكومية. أما تكلفة طلاب الثانويات فقد وصلت إلى 350 جنيهاً أيضاً بدون الكتب والرسوم الدراسية والمصاريف اليومية. مع الوضع في الاعتبار أن هذه الأرقام هي إحصاء لتكاليف بداية العام الدراسي الذي يمتد بفصليه لأكثر من 8 أشهر.