شلل في أسواق السودان بعد صعود غير مسبوق للدولار
10 سبتمبر 2020
أصابت فوضى الأسعار غير المسبوقة لسعر صرف الدولار، الأسواق السودانية بالشلل التام، حيث نفذ صاغة الذهب بالخرطوم اليوم الخميس، إضرابا جزئيا إحتجاجا على هبوط الجنيه لأدني مستوياته، فيما أعلن أصحاب مصانع إغلاق أبوابها وتعطيل إنتاجها والتوقف عن عمليات البيع والشراء وتسريح العمالة، في ظل تسارع ارتفاع الدولار الذي تجاوز حاجز 270 جنيها.
واغلق سعر جرام الذهب الخام في مداولات اليوم الخميس 18 ألف جنيه، بينما تراوح جرام الذهب المشغول مابين 16-17 ألف جنيه، وسط اضراب جزئي بسوق الذهب بالخرطوم، وقال رئيس اللجنة التمهيدية للإتحاد العام للصاغة والتعدين محمد ابراهيم تبيدي لـ(عاين)، أن الإضراب لايتجاوز 30٪ واشار إلى أن عدد من المعارض مارست نشاطها بشكل طبيعي .
واعتبر تبيدي أن الاضراب لايحل أزمة سعر الصرف وانما عبر ايجاد حلول جذرية وعميقة من الآلية الاقتصادية تتعلق بضبط اسعار العملات ومراقبة أسواق النقد الأجنبي، ووصف الزيادة الكبيرة التي طرأت على الدولار بانها عبارة عن مضاربات في سوق النقد الأجنبي والذهب وستؤدي إلى توقف العمل تماما.
انهيار العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الخام دفع رئيس مجموعة شركات دال للمنتجات الغذائية أسامة داؤد عبد اللطيف-اكبر شركات المواد الغذائية في اسودان- إلى إصدار قرار الثلاثاء الماضي بإيقاف بيع منتجاته في الأسواق المحلية. وحسب مصدر موثوق بالشركة تحدث لـ(عاين) مفضلا حجب هويته، فإن القرار يتعلق بإعادة التسعيرة بعد ارتفاع الدولار، واكد ان المجموعة عاودت نشاطها وقامت بإنزال بعض المنتجات للسوق”اللبن طويل الأجل” وفقا لزيادات جديدة وأشار إلى أن قسم المبيعات بدال في اجتماعات مستمرة للإعلان عن الأسعار الجديدة حيث يجري تقييم كل منتج لوحده مع التقلب المستمر في سعر الصرف.
فيما تخوف أصحاب مصانع من الوصول إلى مرحلة ركوض الأسواق واعلنوا ايقاف عمليات البيع والشراء وتعليق النشاط ترقبا لما تسفر عنه الايام القادمة. وقال رجل الأعمال ورئيس اتحاد الغرف الغذائية السابق عبد الرحمن عباس لـ(عاين):”للحفاظ على رأس المال قررنا التوقف عن العمل”.
واقر بأن المشكلة ستكمن في العمالة المقدرة بملايين الاشخاص، حيث سيتكفل أصحاب المصانع بتغطية أجورهم لمدة تتراوح مابين شهرين الى ثلاثة أشهر يتم بعدها تسريحهم .
ووجه عباس، إنتقادات للحكومة الإنتقالية واتهمها بالتقصير، وحذر من ارتفاع خيالي في الأسعار بسبب الانفلات في سعر الصرف. وقال : “نحن لسنا ضد الدولة وتوجهاتها ولكن الحكومة ضعيفة ولاتوجد هيبة للسلطة”.
واضاف، “خسارة الجنيه أمام الدولار يوميا تترتب عليها خسائر ضخمة في القطاع الصناعي والتجاري .. اذا زاد الدولار 10-20-30 جنيهات تكون الخسارة تكون مماثلة”.