سلسلة دولة المليشيات الحلقة الثالثة: جرائم الحرب والمجتمع الدولي
سلسلة دولة المليشيات
الحلقة الثالثة: جرائم الحرب والمجتمع الدولي
خلال الحلقة الثالثة من سلسلة دولة المليشيات يستعرض الأستاذ أحمد حسين أدم الدور السلبي الذي لعبه المجتمع الدولي خلال الفترة بين العام 2003 – 2004، والذي قاد بشكل أو آخر إلى أنتشار المليشيات المسلحة في دارفور. وقتها كان المجتمع الدولي منشغلاً بضرورة تحقيق السلام في جنوب السودان. مشيراً إلى تداخل بعض المطامع الشخصية من قبل بعض قادة المجتمع الدولي لصالح اكتساب جوائز عالمية مثل (نوبل) مرهوناً بذلك السلام. وقد أدي ذلك لفرض سياسات حكومية في دارفور تقلل من وجود المنظمات التي يعتمد عليها النازحين بصورة أساسية في تزويدهم بالغذاء والكساء و. وبذلك تستطيع الحكومة إخفاء أهم الإدلاء التي تشير إلى حقيقة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور كما يمكن استخدام هذه الإدلاء لاحقاً ضدها لدى المحكمة الجنائية مستفيدة من انشغال المجتمع الدولي بتحقيق السلام بين الشمال والجنوب.
و لغياب الإرادة الدولية لملاحقة البشير وأركان نظامه تواصلت الانتهاكات حتى عقب صدور مذكرة القاء القبض عليه، وفي العام 2013 أقدمت الحكومة على طرد أكثر من 13 منظمة تقدم المساعدات الإنسانية في دارفور في ظل تجاهل مجلس الامن الدولي وتقديم العون لصالح ضحايا الحرب في دارفور. كما بذلت الحكومة مجهودات جبارة للتضييق على قوات اليوناميد ومحاصرة صلاحياتها، وتفويضها لمناطق محددة في ظل انتشار مليشيات تخصصت في قتل المدنيين، ويعد ذلك تجاهل لكافة مواثيق وقوانين الأمم المتحدة التي تنص على وجوب حماية المدنيين. كما أنه غرق للقرار 1556 الصادر في العام 2004 م والذي يطالب بتفكيك قوات الجنجويد وتقديم قادتها للمحكمة مهما أدعوا من مسميات( حرس حدود – دعم سريع)،وغيرها من المسميات. بالمقابل قامت الحكومة باستيعاب قوات الجنجويد داخل الاجهزة النظامية ومحاولة إعطائها الصفة الشرعية بذات النهج القديمة للهروب من تنفيذ قرارات المحكمة الجنائية.