سكان لقاوة يطالبون بالافراج عن المعتقلين ويهددون بالاعتصام

سكان لقاوة يطالبون بالافراج عن المعتقلين ويهددون بالاعتصام

١١ مايو ٢٠١٥

من بين اشجارها العالية الوريفة خرجت جماهير محلية لقاوة عن بكرة ابيها منددة بالإعتقالات التعسفية التي  طالت عدد من أبنائها عقب انتهاء الإنتخابات التي قاطعها الشعب السوداني في ابريل الماضي ، وهدد سكان لقاوة بالدخول في اعتصام جديد مثل ما فعلوه في وقت سابق واستمر لمدة (مئة ) يوم على التوالي ، وكانت مطالبهم وقتها احداث تنمية في المحلية ، واتفقت لجان الاعتصام على بمقاطعة انتخابات النظام او دعم مرشحين مستقلين ، وقد اجمع المواطنون على دعم المستقلين من ابناء المنطقة وهو الذي حدث ، حيث تكتل ابناء لقاوة بكافة مكوناتهم الاثنية لدعم المرشحين المستقلين لاسقاط مرشحي المؤتمر الوطني ، ولكن عملية التزوير التي كُشفت ضربت بأمال المؤتمر الوطني عرض الحائط ، ودفع السلطات الامنية باعتقال الناشطين من ابناء المنطقة .

نقل المعتقلون الى الخرطوم بتوجيه الوالي غرب كردفان

كان والي غرب كردفان اللواء احمد خميس قد وجه جهاز الامن بترحيل معتقلي مدينة لقاوة ، وهم (محمد الحسن وكيل المرشح المستقل سليمان الدبيلو ،  والمحامي ياسر إبراهيم إبن عمدة عموم الفلاتة ، وعباس عثمان سلطان قبيلة الداجو ) الى العاصمة الخرطوم دون اخطار اهاليهم ، غير ان عدداً من التجمعات الرافضة لاعتقالهم حذرت من المساس بهم ، وطالبت باطلاق سراحهم فوراً او توجيه اتهام رسمي لهم ، وشرعت مجموعة ( من اجل لقاوة ) بجمع توقيعات من الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان والسياسين للمطالبة بوقف ترحيل المعتقلين الى اي جهة .

من جهته نفي اللواء احمد خميس والي غرب كردفان علاقته بعملية الإعتقالات وقال في حديث مقتضب لـ(عاين) عبر الهاتف ان الاعتقالات هي  شأن يخص الأجهزة الأمنية وليست لها علاقة بالحكومة ، ولكن توصلت (عاين) الى معلومات مؤكدة تؤكد الإشراف الفعلي  للواء احمد خميس على إعتقال شباب لقاوة خاصة بعد رفضهم فرز أصوات قوات الدعم السريع  والدفاع الشعبي المستجلبة من خارج  الولاية ، والتي اعتبروها عملية تزوير .

                                                                                                     

وكان خميس قد نفى في عدة افادات صحفية صلته بموضوع المعتقلين ، هذا في الوقت الذي تشير فيه الادلة على تورط الوالي في اعتقال شباب لقاوة ، وكشف الدكتور سليمان الدبيلو المرشح المستقل عن دائرة لقاوة عن جملة من الاتصالات قام بها لمعرفة اسباب الاعتقال ومكان المعتقلين لكن كل مجهوداته بأت بالفشل ،  وذكر في بيان اطلعت عليه (عاين) ان الامر قوبل بشىء من السخرية من قبل الاجهزة الامنية التي رفضت حتى الرد على اسئلته المشروعة ،  ويتوقع ان تتخذ لجنة (لقاوة الثورة ) وهي احدى اللجان الناشطة خطوات اكثر قوة من اجل اطلاق سراح المعتقلين ومخاطبة الحكومة الاتحادية ، وفي حالة عدم الاستجابة ستدخل في اعتصامات جديدة والانتقال الى مربع آخر .

اسباب الاعتقالات واجراءات الوالي

تعود اسباب الاعتقال حسب ابناء المنطقة الى نجاح حملة ارحل التي انتظمت السودان، ولكن في لقاوة لم يقاطع المواطنين الانتخابات . فقامو  بدعم مرشحهم المستقل الدكتور سليمات الدبيلو، الذي أسقط مٌرشح المؤتمر الوطني ، كما سقط جميع  مرشحي  المؤتمر الوطني في الدوائر والولائية والقوائم  ، الامر الذي اثار حفظية اللواء احمد خميس والي غرب كردفان  الذي حرك وفد  من جهاز الامن فقام بإعتقال كل  من  محمد الحسن وكيل المرشح المستقل سليمان الدبيلو ،  والمحامي ياسر إبراهيم إبن عمدة عموم الفلاتة ،  وعباس عثمان سلطان قبيلة الداجو بالقاوة ، غير ان تناقل خبر الاعتقالات جعل المواطنون يتحركون بسرعة والذين خرجوا في مسيرات حاشدة تطالب باطلاق سراح المعتقلين ، مهددين بالتوجه الى ( صيوان الاعتصام ) .

ويقول سالم نورين عضو تجمع شباب لقاوة لـ(عاين) إن الأمر وصل مرحلة قصوى من الإستفزاز من قبل الاجهزة الامنية ووالي الولاية احمد خميس ، ويضيف ( كيف يتم إعتقال شباب من المنطقة لانهم وقفوا ضد مرشحي المؤتمر الوطني في الانتخابات؟ ) ،  متوعداً الحركة الاسلامية بالهزيمة لانها عملت على العداء ضد الناس ، ويضيف ( خاصة بعد عملية الإعتقال التي تمت بطريقة وحشية بعد ان دخلت عربات مدججة بالسلاح اقتادت خيرة ابناء المنطقة الى مكان مجهول ) ، ورجح سالم كفة المواجهة المسلحة مع الحكومة الولائية ومليشياتها في حال عدم اطلاق سراح المعتقلين او تقديمهم الى محاكمة عادلة ان كانت هنالك تهم ضدهم ، قائلاً ( السلاح هو الخيار الوحيد ضد هؤلاء) .

اقارب المعتقلين يحملون الأمن المسؤولية

من جانبها وصفت أسرة ياسر ابراهيم عملية الاعتقال بالتشفي من ابنها الذي وصفته بانه كان الدينمو المحرك لاعتصام اهل المنطقة ، ويقول شقيقه لـ(عاين)  إن الاعتقال لن يثني اخيه من عزيمته في مواصلة النضال حتى وان ادى ذلك الى فقدان الحياة ، ويضيف ( شقيقي ياسر من المنضالين الذين يعملون في صمت)  ،  محملاً جهاز الامن مسؤولية سلامة ابنهم ياسر الذي يعول اسره مكونة من اربعة ابناء فضلاً عن دعمه للاسرة الكبيرة ، كاشفاً عن جملة من التلفيقات والشائعات درج جهاز الامن على إلصاقها بالمواطنين في مدينة لقاوة، وتوقع ان يقود ذلك الى مواجهة شرسة بين سكان لقاوة وحكومة الولاية التي تعتمد على مليشيات الدفاع الشعبي من ابناء المنطقة ، ويضيف ان ما ينطبق على شقيقه ياسر ينطبق على بقية المعتقلين ، ويقول ( عليه ان سلامتهم هي ايضاَ من مسؤولية الأجهزة الامنية ) ، ويشير الى ان عملية وإن عملية الانتخابات شهدت تزوير في يومها الاخير وقد وقف ضدها اهالي المنطقة رافضين إعلان اي نتيجة مزورة .

من جانبها اعتبرت الجبهة الثورية السودانية عملية الإعتقالات التي شهدتها الساحة السودانية بما فيها منطقة لقاوة مرده حالة الفزاع التي  اصابت النظام بعد نجاح مقاطعة إنتخابات ، ويقول محمد عبد الرحمن الناير الناطق الرسمي باسم فصيل حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور  ، إن من يقف وراء اعتقال شباب مدينة لقاوة والذين قادوا اعتصام المئة يوم ، وبعده حملة (أرحل ) هو والي غرب كردفان احمد خميس وباشراف مبارشر منه ، ووصفه بالعمل الاجرامي ، ويقول الناير وهو من ابناء غرب كردفان ان هذا سلوك درج عليه المؤتمر الوطني الحاكم الغرض منه إذلال المعارضين لسياستها .


ويصف الناير قضية اهل لقاوة ذات المطالب التنموية والخدمية بالعادلة، ويقول ان شعب لقاوة اصابه الملل من الوعود الجوفاء الذي طلت تضربها الحكومة السودانية بين الفينة والاخرى ، مشيداً بالتماسك القوي الذي ساد المنطقة وتجلي في مطالبتهم بإطلاق سراح ابناءهم فورا ، ويضيف ان  حكومة الولاية قابلت هذه المطالب بنوع من البرود ، ويتفق معظم الناشطون بان كل الخيارات اما شعب لقاوة مفتوحة من اجل الكرامة والحرية ، ويرجحون ان المواجهة واحدة من الخيارات بين حكومة غرب كردفان وشعب لقاوة.

حملات المناصرة في وسائط التواصل الإجتماعي

من جانبها تابعت (عاين) الحملة التي إنتظمت في وسائط التواصل الإجتماعي  والداعية للتضامن مع شعب لقاوة ، وجاءت هذه المرة على أوسع نطاق، فامتلأت صفحة كلنا لقاوة على الفيس بوك باخبار المظاهرات لحظة بلحظة كما سُودت صفحة عدد من الناشطين عبارات مثل ( لقاوة الثورة  ، لقاوة الصمود ، لا السياط بتهد يقين ولا سجون العتمة بتودر طريق الكادحين ) ، وجاءت تغريدات تويتير للناشطين على نحو : ( علينا الوقوف مع لقاوة ، ولماذا لانثور شعب لقاوة هو الجسور  ، واخرى تنادي بالثورة المحمية بالسلاح انطلاقاً من لقاوة .