ثورة السودان في ذكراها الثانية بين تيارين دعمها أو “تسقط تالت”

14 ديسمبر 2020

انقسمت قوى الثورة السودانية في السودان، حول الموقف من الدعوات الواسعة لاحياء الذكرى الثانية لثورة ديمسبر، في وقت تمسكت احزاب وقوى رئيسية بدعم الحكومة الانتقالية دعت لجان مقاومة وقوى ثورية أخرى ورفعت شعار “تسقط ثالث” في اشارة لإسقاط الحكومة الإنتقالية.

ودعا الحزب الشيوعي السوداني الذي غادر مغاضبا تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير- التحالف الحاكم، إلى ما سماه مليونية إسقاط السياسات التى تنفذها الحكومة الإنتقالية فى السودان بالتزامن مع الذكرى الثانية للثورة، واعتبر السياسيات الحالية للحكومة الانتقالية هو اعادة إنتاج للنظام السابق وسياسته الخاطئة.

وقال القيادي بالحزب، صديق فاروق لـ(عاين)، ان حزبه يسعي لإسقاط سياسات وليس إفراد وانه ينحاز الى خط الجماهير. واضاف، ” نحن ندعو الى إسقاط سيطرة الرأسمالية الطفيلية التي يتوافق عليها الطرفين المدني والعسكري الذين يعملان على تنفيذ سياسات التحرير الإقتصادي والتي يتحمل مسؤوليتها الشق المدني فى الحكومة”.

وأشار فاروق، إلى ان الحكومة حتى الآن ومنذ عامين،  الى لم تنفذ سياسات تخص معاش الناس المتدهور في وقت تمضى الحكومة الإنتقالية فى تنفيذ التحرير الإقتصادي وهو اشد قسوة على المواطن”.

ذكرى "المجزرة ".. هل تطال التسوية ملف شهداء الثورة السودانية؟

وجدد القيادي الشيوعي، رفض حزبه للتعديل الذي تم فى الوثيقة الدستورية وتضمين اتفاق سلام جوبا، واعتبره خرقا واضحا، وان العسكريين يتمددون فى السلطة بواسطة هذه الخروقات الدستورية  المستمرة. بجانب مطالبتهم بإسقاط سياسات التبعية للمحور فى العلاقات الخارجيه الإقليمية والدولية.

فيما رفض الأمين السياسي لحزب الأمة القومي، د.محمد المهدي الحسن، خروج التظاهرات في الذكرى الثانية للثورة. وقال لـ(عاين)، ” لا يوجد سبب للجوء الى الشارع الآن والبلاد تتجه نحو الإتفاق والبناء والشروع عملياً فى تنفيذ السلام” ، واضاف، “السودان اقدم على رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب اذاً الأمر يحتاج الى تروي وحكمة ومواقف دون اللجوء الى الشارع وتهييجه.. نحن قطعنا الشوط الأكبر من المصاعب وننتظر إتفراج إقتصادي قريب لذا التحلي بالصبر فى هذه المرحلة انسب الحلول فى تقديرنا”.

في غضون ذلك، تتأهب لجان المقاومة في العاصمة السودانية والولايات للمشاركة في احياء الذكرى الثانية للثورة وسط تابين في مواقفها من الحكومة الانتقالية بالبلاد. وقال عضو لجان مقاومة البراري- شرق الخرطوم-  مصعب سوار، لـ(عاين)، “لم نحدد هدفنا في الخروج للشارع السبت المقبل سنجتمع غداً لتحديد اهدافها ومطالبها بشكل واضح”. فيما دعت لجنة مقاومة جنوب الحزام- جنوبي الخرطوم، عضويتها للتظاهر واسقاط الحكومة الانتقالية.

قلق دولي من تأخر السودان في الكشف عن نتائج تحقيق "مذبحة القيادة"

من جهته،  قال القيادي بتجمع الأجسام المطلبية، خالد طه ، ان “التجمع دعا قواعده فى كل السودان وجماهير الشعب السوداني للخروج فى مواكب 19 ديسمبر،  وذلك من أجل إستكمال مطالب الثورة وإستعادة مكاسبها، واكد ان التجمع لم يتحدث عن إسقاط حكومة، لكن نطالب ان تكون حكومة ” عهد الثورة ” بقدر عزيمة الثوار وتطلعاتهم،  مع المطالبة بالأداء الجيد والجدية في التعاطي مع كل متطلبات المرحلة .

واكد خالد لـ(عاين )، ان مطالب التجمع تتمثل فى تكملة بناء وتكوين مؤسسات السلطة المدنية، بقيام مجلس تشريعي ثوري، يضمن تحقيق الإنتقال الديمقراطي السلس، ورفض ابتداع أي ” جسم حوكمي” جديد والإبقاء على كل المتوافق عليه في الوثيقة الدستورية بكامل الفعالية، بجانب إنفاذ العدالة الإنتقالية كمدخل صحيح للسلام الذي لا يجب أن يحصر فى الإتفاقيات مع حركات الكفاح المسلح فقط، والعمل على إنجاز سلام حقيقي وشامل ومستدام وعادل ينهي الحروب إلى الأبد.

وشدد طه، على ضرورة إعتماد سياسات إقتصادية تضع ” تيسير المعيشة الكريمة ” هدفاً وغاية، ومحو عسكرة المشهد،  فى كل المناحي وتحقيق الدولة المدنية بوصفها مطلب أساسي من مطالب الثوار، وحل القضايا المطلبية فى كل أنحاء السودان والتى هي نتاج للسياسات الخاطئة والمعالجات الجائرة.