تعايش في ظل الحرب .. جنوب كردفان

يروي بعض القيادات الدينية بولاية جنوب كردفان (جبال النوبة) ان التسامح الديني ثقافة سائدة في المنطقة، وان التسامح الديني تظهر ملامحه الواضحة في المنطقة الشرقية، و تجد التعاون بين المسيحيين والمسلمين، والمشاركة في تشييد الكنائس والمساجد، وبعض المرافق التعليمية الاخري. اغلب الطوائف الدينية موجودة بالولاية، واثرها كبير في بناء النسيج الاجتماعي التي انصهرت مع بعضها البعض نتيجة للتزواج بين القبائل المختلفة، والسبب وراء ذلك العامل الديني، نعم هناك بعض المشادات بين الصوفية والجماعة السلفية في بداية الامر، لكن في نهاية الامر تعايشوا مع البعض. يوضح اخرون ان الديانة المسيحية لها اثر واضح في بعض المجتمعات، انها ثقفت بعض القبائل، وطورت نمط حياتها، خاصة في الجبال الشرقية دلامي، ساهمت في الجوانب التعليمية والصحية، ايضا لها دور في اغاثة المحتاجين، ثم تقديم العلاج لهم، تعتبر العلاقة بين الاديان ثقافية، وينفي بعضهم وجود نزاعات بين المسلمين والمسيحين بجبال النوبة، متداخلين مع بعضهم، يقدمون نموذج حي للتعايش السلمي الاجتماعي، الا ان الحرب قد احدثت بعض التحولات، لان معظم المناطق المسيحية وقع عليها الحرب. كشف بعضهم ان الدولة في عهد النظام السابق، روجت ان الحرب الدائرة في جنوب كردفان، انها حرب ضد الاسلام من قبل التمرد، بهدف الكسب السياسي، المطلب الاساسي الذي تنتظره مجتمعات جنوب كردفان، ان يتحقق السلام، اما اخر يعتقد ان الكنيسة في المنطقة طيلة سنوات الحرب، بنت المدارس، وشيدت الكنائس، والمراكز الصحية، ووفرت الكوادر في المناطق المقفولة، وكان للكنيسة شقين، شق مادي وروحي، ولا توجد صدامات بين المسيحيين والمسلمين بجنوب كردفان.