تظاهرات بشرق السودان رافضة لإتفاق السلام

3 أكتوبر 2020

تظاهر العشرات في مدينة بورتسودان شرقي السودان، رفضاً لمسار الشرق في إتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه اليوم السبت، بين الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية السودانية بعاصمة جنوب السودان جوبا.

وردد المتظاهرين شعارات مثل (لا لا للمسار، لا لا للكيزان)، كما رددوا هتافات مناوئة لقادة مسار الشرق، واعتبروهم لايمثلون الإقليم، فيما اغلق آخرون الطريق القومي الذي يربط البلاد بميناء بورتسودان عند منطقة (العقبة).

ووقعت الحكومة الانتقالية بالعاصمة جوبا اليوم السبت، اتفاقاً نهائياً للسلام الشامل مع تحالف الجبهة الثورية وسط حضور دولي وإقليمي عقب مفاوضات استمرت لنحو عام.

وقال القيادي بحزب مؤتمر البجا – تيار الحرية والتغيير – عبدالله موسى، إن عملية التفاوض عبر المسارات تتناسب مع وضع الحركات المسلحة التي تحمل السلاح، وأن المجموعة التي تمثل شرق السودان ليست بحركات مسلحة.

وأضاف موسى لـ(عاين) “سبق وأكدنا رفضنا للمضي في طريق الإتفاقيات الثنائية بما فيها اتفاقية سلام شرق السودان، لانها لم تحقق السلام والإستقرار، وأن تحقيق الإستقرار والسلام في البلاد لن يتم عبر الإتفاقيات الثنائية التي انتهجها النظام البائد”.

وأقر موسى بحق سكان إقليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان في التوصل لإتفاق ينهي الحروب التي تعاني منها تلك المناطق، وأردف: “لكن ذلك لا يعطي الجبهة الثورية حق أن تجعل للشرق مساراً، وذلك لعدم وجود حرب في الإقليم”.

ويرى القيادي بحزب مؤتمر البجا، أن حل مشكلة شرق السودان يتم عبر مؤتمر جامع تشارك فيه كل مكونات الإقليم، لمناقشة جميع القضايا السياسية والإقتصادية والثقافية والتوصل لحل توافقي بشأنها”.

ولفت موسى إلى أن مسار الشرق الذي أقرته الجبهة الثورية، جعل الإقليم منطقة للصراعات الأهلية والإنفلات الأمني، بعد الإستقرار الذي شهدته عقب توقيع إتفاق سلام الشرق في العام 2006، وتابع: “وفد التفاوض الحكومي غلب عليه الجانب التكتيكي وغاب عنه الخط الإستراتيجي الذي يحفظ وحدة السودان”.

وأشار إلى أن إتفاق السلام تضمن خلل آخر وهو مناقشة قضايا مصيرية مثل فصل الدين عن الدولة وتقرير المصير ونظام الحكم، إضافة لمنح منطقة جبال النوبي خيار الحكم الذاتي والذي يمكن أن تطالب به بقية الأقاليم.

وأرجع موسى هذه الإشكاليات لعدم مشاركة قوى الحرية والتغيير ومجلس الوزراء في صياغة الإتفاق وهيمنة المكون العسكري على جميع الملفات.

ويضم تحالف الجبهة الثورية قوى مسلحة من دارفور ممثلة في حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان-المجلس الانتقالي – بقيادة الهادي إدريس يحيى، وهو الذي يرأس تنظيم الجبهة الثورية حالياً.

كذلك يضم التحالف الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار التي فاوضت عن منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب تنظيم حركة كوش النوبية وهي التي فاوضت باسم شمال السودان، إضافة لتيارات داخل الجبهة تمثل شرق ووسط السودان، وقعت جميعها بإسم هذه المسارات.