تصاعد القتال في جنوب كردفان
لا يزال القتال مستمراً في جنوب كردفان رغم التقاء وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال حول طاولة المفاوضات في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، لبحث الأوضاع الإنسانية والسماح بتدفق المساعدات في مناطقالحرب. وقد بدأ الجانبان التفاوض حول إمكانية فتح معابر آمنة لعبور المساعدات الإنسانية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، في حين كرر ممثلو الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال تصريحات سابقة أفادت بأن الحركة لن تناقشخلال المفاوضات الحالية مع الحكومة السودانية عقد إتفاق دائم للسلام، ما لم يشارك بها الأعضاء بتحالف الجبهة الثورية السودانية بما فيها حركة العدل والمساواة التي تقاتل الحكومة في إقليم دارفور.
في أغسطس من العام الماضي، وقعت حكومتا السودان وجنوب السودان مذكرةً منفصلة مع الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، عرفت بالإتفاق الثلاثي، للسماح بدخول المساعدات إلى السودان، وعلى الرغم من رسمالإتفاق لخارطة طريق حول ايصال المساعدات الإنسانية، إلا أنه لم ينفذ. و إنطلقت المفاوضات الحالية تحت رعاية الإتحاد الأفريقي، وبرئاسة الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي – رئيس جنوب أفريقيا السابق – الذي أدت جهوده لتوقيع إتفاق النفطوالأمن بين السودان وجنوب السودان، ورغم التقاء طرفي النزاع فإن العنف في جنوب كردفان لم يتوقف.
القتال على الأرض
في الاسبوع الماضي، سجلت (عاين) سقوط قرابة ٤٠ قنبلة في جنوب كردفان. أسفرت عن مقتل ٦ مدنيين وجرح ٣ آخرين، وهذه الأرقام تفوق الإحصائيات المسجلة لمجموع القنابل التي تم القاءها في الستة أسابيع الماضية مجتمعة. وكانتالحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال قد أقدمت في 12 أبريل على مهاجمة معاقل الجيش السوداني في المنطقة. حيث قامت بقصف كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، و لم تتمكن (عاين) من الحصول على معلومات كافية حول حجم الخسائربين المدنيين نتيجة القصف.
في ١٥ أبريل، قامت قوات من الحركة الشعبية–شمال بمهاجمة دندور. حيث تتمركز حامية عسكرية تابعة للجيش السوداني على بعد كيلومترات من عاصمة الولاية. إستمرت المعركة لحوالي ٤٥ دقيقة. قامت خلالها القوات الجويةالسودانية بقصف المنطقة بطائرات أنتونوف و ميج، وأسفر ذلك عن مقتل جندي واحد في صفوف الحركة، والتي صرح قادتها بدورهم بأن ١٧ جندياً من صفوف الجيش السوداني قد لقوا حتفهم أثناء القتال، وأسر جندي آخر لا يزال في حوزةالحركة. الطاقم الطبي لمستشفى مذر أوف ميرسي بـ(قديل) قال بأنهم إستقبلوا جريحين مدنيين جراء المعركة، بالإضافة إلى ١٨ جندياً من صفوف الحركة الشعبية – شمال.
تشكل دندور خط إمداد رئيسي للجيش السوداني في جنوب كردفان، وقد حاولت الحركة الشعبية–شمال إحتلالها عدة مرات في الشهور الأولى من الحرب، وهي تضم قرابة ٤٠٠ أسرة من المقيمين فيها، وقد إضطر الكثير منهم مغادرتها معتكرار الهجمات عليها، قامت (عاين) بزيارة البلدة خلال سيطرة الحركة الشعبية – شمال عليها، حيث دُمر ٦٠% من المدينة، وأثناء الزيارة كان الكثير من بيوت القرية لا تزال النيران مشتعلة بها. وقد إحتفظت الشعبية–شمال بالبلدة قرابة يومواحد قبل أن تتراجع إثر هجوم الجيش السوداني لإستعادتها، ووفقاً لما صرح به قادة الحركة، فإن عدة مروحيات عسكرية، بالإضافة إلى طائرات الأنتونوف و ميج التابعة للجيش السوداني قد قامت بقصف البلدة، مما دفع الحركة للإنسحابمنها.
على الرغم من إنعقاد مفاوضات أديس أبابا – والتي أُجلت إلى وقت لاحق من الشهر المقبل – إلا أن القتال على الأرض لا يزال مستمراً، وهو ما يؤدي إلى إزدياد أعداد النازحين في جنوب كردفان، ومع إقتراب موسم الأمطار وتردي الأوضاعالإنسانية في الإقليم، ستزداد الحاجة إلى مزيد من المساعدات، والتي كانت بدورها السبب الرئيسي لإنعقاد المفاوضات.
نشر في: ٢٩ أبريل ٢٠١٣