ايبولا.. في طريقها الى السودان عبر حدوده الغريبة
٢٩اغسطس٢٠١٤
لقد اكتشف فايروس ايبولا عام 1976 في(انزارا) احدى مناطق مقاطعة غرب الاستوائية في السودان، وفي منـطقة (يامبوكوك) في زائير- جمــهورية الكونغو الديمقراطية الان ، وذلك عقب انتــــشار أوبئة كبيرة في المنطقتين ،وقد بلغ معدل الوفيات بفيروس إيبولا 90% من حالات الإصابة,وبعدها اصبح المرض معروفاً وانتــشر بكثافة في الدول الافريقــية ,حيث كان اخر ظهـور له في غيـــنيا الاستوائية في التاسع من فبراير الماضي ، وامتد ليشمل نيجيريا , ليبيريا, سيرليون وبعض الحالات المشتبه فيها في كل من تـــــشاد ,كينيا والكاميرون ,وحتي الان اصيب بهذا المرض حوالى 3069 شخص وتوفي منهم 1552 شخص حسب اخر تقرير من منظمة الصحة العالمية
ظهورالمرض اثار مخاوف عالمية وبالضرورة محلية في السودان لاسيما في اقليم دارفور نســـبة لحدوده المفتوحة مع دولتي تشاد وافريقيا الوسطى وهما دولتان تقعان الى الجزء الغربي من القارة التي اضــــحت معروفة بانتشارالوباء فيها الى جانب وجود العاملين في بعثة اليوناميد بدارفورغالبيتهم قدموا من دول غرب افريقيا
وذكرعدد من رؤساء تحريرالصحف المحلية في السودان عن تلقيهم اخطاراً عبرالهاتف من قبل جهاز الامن والمخابرات بعدم الكتابة او تناول موضوع الايبولا في صحفهم ، في اتجاه للتعتيم على المرض
مخاوف من انتقال المرض إلى دارفور
لقد توفي شخص قادم من دولة تشاد في مدينة الجنينة غرب دارفور يعتقد انه مصاب بمرض الايبول,غير ان وزيرة الشئون الصحية بالسلطة الاقليمية لدافور فردوس عبدالرحمن اكدت لوكالة السودان للانباء عدم وجود مرض الايبولا في الجنينة كما تردد, واستبعدت ان تكون حالة الشخص المتوفي سببها مرض الابيولا ,نظرا لعدم ظهور المرض في دولة تشاد المجاورة , ولكن الاطباء والمواطنون في دارفور ازدادت مخاوفهم بعد انتشار خبر وفاة الشخص الذي قيل انه قادم من دولة تشاد منذ منتــــصف اغسطس الجاري ، وقد توفي في مستشفى الجنينة في غرب دارفور، وقـد وصل المريض قبل وفــاته من مدينة ابشي التشـادية إلى مدينة الجـنينة، لــتلقي العلاج
وقال طبيب في مستشفى الجنينة طلب عدم تعريف اسمه لـ (عاين) ان المريض جاء إلى مستوصف الرحمة في المدينة انه كان يعاني من حالة استفراغ واسهال دمويان واحمرار في العينين ،مشيراً الى حجز المريض في المسـتوصف ليومين قبل ان تتدهور حالته الصحية و يتم تحويلة إلى مستشفي الجنـينة الـتعليمي، وقـال ( بعد نقل المريض إلى مستــشفي الجنينة واجراء الفحوصـات الطبية الروتنية له ، ظهرت اعراض شبية باعراض الايبولا، مما جعل الاطباء يشتبهوا في إصابته بالمرض، خاصة انه قادم من دولة تحازي دول غرب افريقيا المحتمل انتشار المرض فيها ) ، واضاف ( تم حجز المريض في قسم الحوادث بالمستشفي لمدة (24) ساعة ، وبعدها تم تحويله إلى العنبر بالمستشفي بعد ان تدهورت حالته الصحية) ، واوضح ان المريض توفي بعد (48) ساعة من دخوله المستشفي
وكشف المصدر الطبي عن أن ادارة المستشفي أبلغت وزارة الصحة بحالة المريض، لاتخاذ الاجراءات الاحترازية الطبية اللازمة، إلا انها لم تتحرك بالسرعة المطلوبة، متهماً الوزارة بالتباطؤ في التعامل مع التحذيرات الصــحية التى اطلقها الاطباء، خاصة وان عدداً كبيراً من الــكوادر الطبـية بالمســتشفي وفي المســتوصف الطبي، تعاملوا مع المريض بــصورة مباشرة، إضافة إلى مرافقي المريض أثناء احتجازة بالمستشفي، وذويه الذين قاموا باكــمال اجراءات دفنه، حيث لم تقم الوزارة باجراء الحجز الـصحي حتى تكتمل فترة حضانة الفيروس واجراء الفحوصات اللازمة
ومن جهة اخرى يقول مصدر من ادارة التأمين الصحي بولاية غرب دارفور لـ(عايان) ان قرر وزارة الصحة باغلاق المستوصفات الخاصة له اثر على الخدمة العلاجية , ويضيف ( الان مستشفى الجنينة يغطي 25% من الخدمة والمستوصفات المغلقة تغطي 40% ومراكز التأمين الصحي تغطي 35% ) ، ويقول ( اما الان وبسبب اغلاق المستوصفات اصبحت الخدمة ضاغطة على مراكزنا , لان اغلب الزوار الان من الذين لم يدخلوا تحت مظلة التأمين الصحي وكانوا يتلقون العلاج فى تلك المستوصفات الخاصة
محاولات للتدخل و التوعية
عقب انتشارخبر موت المريض المشـتبه فيه بالاصــابة بمرض (الايبولا) قامت وزارة الصــحة بإغلاق جميع المستوصــفات الخاصة في مدينة الجنيــنة ،واعلــنت عن اطلاقها حمـلة توعية عن المرض وطرق الانتقال والوقاية منه
و قال المدير العام لوزارة الصحة في ولاية غرب دارفور، يونس هارون أدم لـ(عاين) إن الوزارة أتخذت جملة من الاجراءات الاحترازية لمـــنع انتقال المرض، والتي ستشمل حمــلات توعية باعراض المرض وطرق انتقاله والوقاية منه، وسط اعداد كبيرة من قطاعات المجتــمع، مشيراً الى ان الحملة بدات بالقوات السودانية التشادية المشتركة ،على الحدود بين الدولتين، وعناصر الجوازات والهجرة، اضاــفة إلى القوات المسلحة والشرطة وجهاز الامن، علاوة على بث برامج توعوية حول المرض للمواطنـــين عبر الاذاعة المحلية
واوضح آدم ان الوزارة انشئت مناطق عزل صحي في الحدود مع تشاد وداخل مستشفي المدينة في خطوة احترازية من ظهور المرض، كما قامت بعمل نقاط مراجعة طبية على الحدود لمراقبة المسافرين، و مداخل مدينة الجنينة، و أكد أن الوزارة اغلقت عدد (7) مستوصفات طبية خاصة لمدة اسبوعين،كاجراء احترازي لمنع انتقال المرض خاصة وان معظم المرضى الاجانب القادمون من تشاد يطلبون العلاج في المستوصفات الخاصة، مؤكد أن المريض القادم من تـشاد الذي توفي في مستـشفي المـدينة، كانت يــحمل اعراض مرض الايبولا، وكــشف عن ان الســلطات الصـحية لم تقوم باخذ عينة من المريض وارسالها الى المـعمل القومي بالعاصمة للتأكد من الحالة ،واضاف(عند حضورالخبيرالمختص من الخرطوم لاخذ العينة وجد ان المريض قد توفي وتم دفنه)، لكنه قلل من مخاوف احتمال اصابة الشخص المتوفي بالايبولا، بعد الرجوع إلى تاريخ المريض وجد انه كان مصاباً بمرض نقص المناعة الايدز
قدرة ضعيفة لمواجهة المرض
وأعربت نقابة أطباء السودان عن تخوفها من المخاطر الصــحية التى تواجه البلاد، بـسبب انهيار الخدمات الطبية وتردي صحة البيئة ، وقال نقيب الأطباء الـــسودانيين دكتور أحمد الشيخ لـ(عاين) إن البلاد تواجه أخطارا كارثية، وهي مهددة بانتـشار عدوى الوبائيات وعلى رأسها امراض الكوليرا والايبولا الذي وصــفه بالمرض الــقاتل، واضاف ( ليس باســتطاعة الحـكومة الـسودانية محاصرة مرض إيبولا نــسبة لـعدم توفر الإمكانيات لديها وترامي أطراف البلاد، وعدم قدرتها لسيطرة على الحدود مما يصعب عليها محاصرته) ، مطالبا الحكومة الإستعانة بمنظمة الصحة العالمية حتى تستطيع إيقاف خطر تمدد المرض الذي يهدد البلاد خاصـة عـبر ولايات داروفور، مبيناً أن مخلـفات الأمطـار والســيول قد تزيد من خـطر الإصــابة بمرض الإيبولا، مشدداً على ضرورة الاسراع في معالجة آثار الخريف والاستعداد للخريف القادم ،منتقدا تقاعس الحكومة عن القيام بدورها في درء هذه المخاطر
ومن جــهة اخرى طالب عدد من الاطباء في مدينة الجنــينة وزارة الـصحة باتخاذ تدابير أكثر فعاليه لمنع انتقال المرض الى الاقليم ، و قال عدد منهم تحدثوا لـ(عاين) إن الاجراءات التى اتخذتها الوزارة لا ترتقي لدرء خطورة المرض، واضاف الاطـباء ان الوزارة تقاعــست في اخذ عيــنة من المريض الذي توفي في الجنينة وقد اشتبه بانه مصاب بالمرض، وقال الاطباء ان اخذ العينة لفحصها كان سيؤكد وجود المرض من عدمه التأكد ، و اضافوا ان السماح لذويه بدفنه يوضح الجهل بالاجراءات التي تتبع في مثل هذه الامراض الفيروسية الوبائية ،واشاروا الى ان الوزارة لم تقوم باجراءات احترازية تجاه الكادر الطبي واهل المريض الذين تعاملوا معه، كما لم يتم اجراء الفحوصات الطبية اللازمة، و اوضحوا ان مناطق العزل التى اقامتها الوزارة داخل المستشفي عبارة عن خيام قريبة من عنابر المرضي لا تحمي من انتـــشار المرض، وطالبوا بإطلاق نداء للمنظمات الدولية للمساعدة في منع دخول المرض ،إضافة لرفع حالة الاستعداد القصوي وسط الحــقل الطــبي لمواجهة الايبولا ،حتى لو استدعى الامراغلاق الـحدود مع الجارتين تشاد وافريقيا الوسطي
اليوناميد تحتاط والسلطات تمنع الصحفيين عن التغطية
قال موظفون محليون في بعثة اليوناميد لـ(عاين) ان احتمالات تفشي مرض الابيولا عن طريق البعثة وارد ,لان عدد كبير من الاجانب ينتمون للدول التى ظهر فيها المرض ويعملون فى البعثة, وانهم يـــسافرون الى بلدانهم ويعودون الى السودان مرة اخرى دون اي رقابه صحية ,الا ان بيانا صدر من البعثة اعلنت فيه انها اتـخذت جميع التدابير للـحد من انتـشار مرض ايبولا من خـلال التـنسيق مع منظمة الصـحة العالمية ,واكــد الفريق الطبي في البعثة المشتركة – بحسب البيان – ان العاملين المسافرين من والى مناطق انتشار المرض يخضعون لاجراءات طبية قبل مغادرتهم وعند عودتهم اضافة الى اصدار ارشادات للوقاية
ومـن جانب اخر ذكر احـد مراسـلي الـصــحف السودانية في دارفور طالباً عدم تـعريف اسـمه لــ(عـاين) ان السلـطات المحــلية بولاية غرب دارفورمنـعته من التـغـطية والكاتبة فـيما يـخص مرض ايبولا وعن حــالة الاشتباه عن المرض بمستشفى الجنينة
معلومات عن المرض الايبولا
وفقا لنشرة منظمة الصـــحة العالمية الصادرة فى الثامن و العــشرون من الشهر الجاري ان حـالات الاصابة و صــلت 3069 اصــابة ،في كل من غينيا ,ليبيريا ,نيجيريا وسراليون وقد توفي 1552 شخص حـتى الان وفيروس الابيولا مرض معد ليس له علاج معروف ويؤدي بحياة 90% بمن اصيبوا به
والايبولا هي حـمى نزفية فيروسية تصيب البشر، ويمكنها أن تــنتقل إليهم من الحــيوانات البرية، ويمـكنها الانتــشار كذلك عن طريق ملامــسة سوائل جسد شـخص مصاب أو متوفي بسبب إصابته بالمرض، ويقول الأطــباء إن الأعراض الشـائعة للمرض تبدأ فجاءة مـع مرحلة تشبه الانفلونزا يكون هنـاك شـعور بالــحمى الشديدة والصداع و الالم فى المفاصل البطن , الاستفراغ و الاسهال و فقدان الشهية تليها نزيف من فـتحات الجسم هذه هي الاعراض الشائعة ,اما الاعراض الاقل شيوعا فهي التهاب الحلق ,الم الصدر ,ضيق التنفس صعوبة فى البلع , وقد يظهر طفح جلدى يليها نزيف من فتحات الجسم و تتراوح فترة حضانة المرض من يومين الى 21 يوما