اللاجئون السودانيون من النيل الازرق يواجهون اوضاعاً صعبة في معسكراتهم بدولة الجنوب
تقرير : عاين
تدهورت الاوضاع بمعسكرات ولاية اعالي النيل مما ادى الى إزدياد معاناة اللاجئين والنازجين من دولتى السودان وجنوب السودان .خاصة بعد تصاعد وتيرة القتال بين كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب السودان برئاسة الفريق سلفاكير ميارديت والحركة الشعبية المعارضة برئاسة نائب الرئيس السابق د. رياك مشار بالقرب من معسكرات اللجوء والتى احدثت عمليات نزوح متواصلة منذ اندلاع الحرب حتى هذه اللحظة . خاصة الى معسكرات مقاطعة المابان وزاد من تدهور الاوضاع الامنية الهجوم المسلح على معسكر على المابان الذي وقع في ال3 من مارس الجاري من قبل مجهولين
ويقول مراسل (عاين) بالنيل الازرق إن الهجوم كان من مجموعة مجهولة اطلقت نار بكثافة ثم إختفت على الفور في الطريق المؤدي الى معسكرات دورو كاشفاُ عن حالة وفاة واحده من المدنين بالقرب من المعسكر واصابة اخر بينما فرت اعداد كبيره من الناس 12 منهم لم يتم العثور عليهم مرجحا ان تكون المجموعة التى اطلقت النار تنتمي الى قبيلة المابان نفسها . يذكر أن مقاطعة المابان تضم اكبر عدد من لاجئي السودان وصلو اليها بعد الحرب التى اندلعت بين الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، والحكومة السودانية في العام 2011 وتضم مقاطعة المابان اربعة معسكرات كبيرة وهى كل من كايا (18610) لاجىء، ويوسف باتل (39000) لاجىء، ودورو (47160) لاجىء، وجندراسا(17200)لاجىء. ويصبح العدد الكلى للاجئين بمقاطعة المابان وحدها اكثر من(1220000 ) حسب احصائيات المجموعة السودانية للديمقراطية اولاً.
من ناحية اخرى يقول مراسل (عاين ) في النيل الازرق إن تدفق النازحين من جنوب السودان بعد الحرب التي اشتعلت في ديسمبر الماضي الى معسكرات المابان ادى الى ازدياد معاناة الناس وظهرت حالات عديدة من الامراض في منتصف شهر فبراير الماضي خاصة وسط الاطفال وكبار السن مع ازدياد حالات الاجهاض لدى الحوامل. بينما اصبحت السلع الغذائية في حالة ندرة كاملة .
من جانبها تقول السيدة زينب على في افادة ل(لعاين ) من معسكر دورو ان المشكلة التى نواجهها الان هى مرض الاطفال خاصة الالتهابات وبعض الامراض الناتجة عن فقدان الاكل التى تسببت في مضاعفات للاطفال مع غياب التغذية موضحة انها ام لاربعة اطفال اكبرهم يبلغ من العمر 8أعوام يعانون جميعهم من امراض مختلفة . بالرغم من ان المنطمات الانسانية خاصة اطباء بلا حدود موفرين ادوية لكنها غير كافية لكل ناس المعسكر خاصة بعد إزدياد كثافة السكان بعد حرب الجنوب . فيما يقول الشيخ ادم الاحمر لعاين المشكلة الكبيرة هي التوتر الامني (نحن جينا جارين من الحرب وما قعدنا كويس هسى تاني ظهروا لينا ناس مسلحين بيضربو زخيرة ساي ما عارفنهم من وين ) مناشداً الجهات المختصة وإدارة المعسكر بتوفير الامن اللازم للناس قائلاً ( مافي حتة نمشي ليها .في الجنوب حرب وفي الشمال حرب ونحن هسي بقينا في النص نسوى شنو؟) وتفيد متابعات (عاين) أن هنالك عدد من اللاجئين فضلو العودة الى داخل ولاية النيل الازرق من البقاء في الاوضاع الإنسانية بالرغم من التوقعات بحملة عسكرية على مناطق سيطرة الحركة بعد الانباء الوارده التى تؤكد ان هنالك حشود عسكرية مثكفة بعاصمة الولاية الدمازين تستعد لهجوم عسكري
غير ان شاليس ماكدونو المتحدثة الاقليمية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة في نيروبي قالت لـ (عاين ) ان البرنامج اسقط مواد غذائية للنازحين في معسكر ( المابان ) خلال الاسبايع الثلاث الماضية ، مشيرة الى ان المواد الغذائية التي تم توصيلها تصل الى نحو (٩٢ ) طن بواقع اسقاط ٠(٣٢ ) طن في كل رحلة جوية ، لكنها اقرت بوجود صعوبات في توصيل الغذاء عبر السيارات بسبب الاوضاع الامنية التي تعاني منها دولة جنوب السودان ، واكدت وجود تهديدات امنية في المعسكر بسبب نزوح اعداد كبيرة من مواطني جنوب السودان الى ذات المعسكر ، وقالت ان اشتباكات وقعت بين القادمين الجدد من الجنوبيين واللاجئين من مواطني النيل الازرق السودانيين ، واضافت ( نتيجة تلك الاشتباكات قتل شخص وجرح اخر اصابته خطيرة )
وعدت المسؤولة الاممية ان من اسباب تدهور الاوضاع الامنية في معسكرات المابان قلة المواد الغذائية مع الاعداد الكبيرة من لاجئ السودان والنازحين الجنوبيين ، وقالت ان برنامج الغذاء العالمي سيقدم مواد غذائية في الاسبوع القادم ، لكنها عادت واكدت ان الحرب في جنوب السودان خلفت اوضاعاً صعبة في معسكرات المبان والتي قادت الى الاشنباكات بين النازحين معسكرات المابان
ويبقي تدهور الاوضاع الامنية بمعسكرات اللاجئين خطراً جديد يطل براسه فضلاً عن الاوضاع الانسانية المتردية منذ فترة ليست بالقصيره مع تعثر المفاوضات السياسية بين كافة المجموعات المتحاربة سواءً كان في السودان او جنوب السودان ينذر بكارثة انسانية جديدة على مستوى الاقليم اذا لم تتضافر الجهود الاقليمية والدولية بالضغط على كافة اطراف الصراع لايقاف حمام الدم السائل قبيل إعلان دولة الجنوب الى يومنا هذا في اجزاء كيبرة من الدولتين الجارتين من اقليم دارفور غربا الى النيل الازرق في الجنوب الشرقي من جهة السودان . ومن ولاية الوحدة الى اعالي النيل بجنوب السودان في الحدود المتاخمة للبلدين . وهنا لابد من الاشارة الى تحذير الامم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية في السودان وجنوب السودان خاصة بعد إزدياد عدد النازحين واللاجئين بسبب الحروب الاهلية مما زاد احتياجتها للمساعدات الانسانية لان هنالك( 6.1 مليون) يحتاجون الى مساعدات بنسبة زيادة بلغت 40% من ميزانية العام الماضي الخاصة بدولة السودان . وان هنالك اكثر من خمسة ملايين شخص يحتاجون الى مساعدات بجنوب السودان .