السودانيون يتحدون طوقاً أمنياً ويتظاهرون أمام قصر الرئاسة

19 ديسمبر 2020

اقتحم المئات من المتظاهرين السودانيين اليوم السبت، محيط القصر القصر الرئاسي وسط العاصمة بعد ان تجاوزوا طوقاً امنياً وضعتة السلطات، قبل ان تبدأ قوات الشرطة التى تتطوق المكان بقذف عبوات الغاز المسيل للدموع لكنها سرعان ماانسحبت من المكان وتبعتها مركبات عسكرية كانت تحيط القصر.

واحتشد الآلاف في مدن السودان المختلفة عقب الدعوات الواسعة التي اطلقتها قوى الثورة السودانية في ذكراها الثانية بين تيارين ينادي الاول بتصحيح مسار الثورة، وآخر يدعو لإسقاط الحكومة الانتقالية لاسيما المكون العسكري الذي يتقاسم السلطة مع المدنيين على مستوى مجلس السيادة.

ورصدت (عاين)، تجمع مئات المتظاهرين باحياء جنوب الخرطوم، عند محطة سبعة وتوجهت نحو تقاطع باشدار بالديوم الشرقية والتحموا بمواكب أخرى وتحركوا نحو القصر وانضم اليهم ثوار الخرطوم (3) واتجهو مباشرة بشارع القصر المؤدي الى القصر الرئاسي ولم تعترض اي قوة امنية المتظاهرين طوال خط سيرهم اذ لم يكن هنالك تمظهر امني على غير العادة.

وعند بلوغ المتظاهرين تقاطع شارع الجمهورية مع شارع القصر اجتازت الحشود طوقاً امنياً وازالت السلك الشائك الذي وضع قبل مسافة قليلة من القصر ووصل المحتجين الى محيط القصر وباشروا بترديد هتافات بالقصاص للشهداء وتحقيق مطالب الثوة فيما كانت تهتف مجموعات بإسقاط المجلس العسكري.

فيما انسحبت قوات الشرطة إلى شوارع جانبية قبالة القصر وبدأت في وقت لاحق إطلاق الغاز المسيل للدموع.

وتمركز مئات المتظاهرين شرق الخرطوم من احياء بري والجريف في ساحات عامة شرق المدينة قبل ان يتوجهوا إلى القصر الرئاسي.

اغلاق القيادة

الجيش السوداني، أغلق كل المنافذ المؤدية الى القيادة العام من ناحية السكة حديد والشوارع الرئيسية والفرعية تحسباً لمحاولات دخول القيادة العامة للجيش، وكانت الحركة المرورية منسابة  فى الكباري التي مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم – ام درمان – الخرطوم بحري) ماجعل حركة المواكب ممكنه بين المدن اذ درجت السلطات الأمنية على إغلاقها ومنع التقاء المواكب فى مثل هذه الأوقات .

حشود البرلمان

واحتشد المئات من ثوار مدينة ام درمان وتحركت مواكبهم إلى مبني البرلمان السوداني يرددون شعار “المشنقة بس (130) فى اشارة للقصاص وانضمت اليهم مجموعة من ثوار مدينة بحري بعد ان تمكنت من اجتياز الكبري الذي يربط بين المدنتين .

وفيما يلي الإشتراطات الصحية المتعلقة بجائحة كورونا كانت رافقت سيارات خط سير المواكب وتجري عمليات رش وتعقيم واسعة، فيما تواجد اشخاص مهمتهم الأساسية توزيع الكمامات وسط الحشود.

والتزم المتظاهرين بالسلمية اثناء تحركهم فى شوارع الخرطوم الرئيسية يحملون لافتات تطالب بتشكيل المجلس التشريعي وإكمال هياكل السلطة الإنتقالية التي اعتبروها تأخرت كثيراً، وقاموا بحرق إطارات السيارات فى نقاط التجمع والتقاطعات الرئيسية فى الشوارع.

وقال المتظاهر عصام شرف الدين، لـ(عاين)، ” السلطة الانتقالية في البلاد ظلت تماطل في حسم ملفات عديدة، نحن نعلم ان المشكلة تكمن في لجنة أمن البشير التي شاركنها الحكم بعد انتصار ثورتنا- في اشارة إلى المكون المجني- هذا الأمر يجب ان يصحح الآن”.

خطر الإنتقال

من جهته، قال عضو في مجلس السيادة السوداني – فضل حجب اسمه –ان التظاهرات اوضحت التفاف السودانيين خلف الثورة الا ان الانقسام اصبح واضحا في قوى الثورة من المدنيين الأمر الذي يشكل خطراً على عملية الانتقال برمتها”.

وأضاف لـ(عاين)، “في الوقت الذي تمسكت فيه بعض الاحزاب من قوى الحرية والتغيير بدعم الحكومة ورفض التظاهرات سارعت احزاب مثل الشيوعي لتبني خط التظاهرات”.

وتابع ” لو نظرنا الى الشارع اليوم نجد ان القاسم المشترك هو السخط على اداء الحكومة لكن المطالب مختلفة تتراوح بين الاسقاط و اكمال هياكل الحكم بتشكيل المجلس التشريعي ونحى آخرون الى حل مجلس الشركاء.. عدم وحدة الهدف ايضا ساهم في اضعاف اخراج اليوم بشكل يليق بذكرى ثورة عظيمة”.