الرصد الاسبوعي لحرب الصيف
إعتقالات وإغتيالات وسط المدنيين بواسطة الجيش السوداني
– شبكة عاين – ١٥ ابريل ٢٠١٦ –
دخلت المعارك العسكرية العنيفة بين القوات الحكومية والجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال اسبوعها الخامس في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ضمن حملة الصيف الحاسم التي اطلقها النظام الحاكم. وأُستخدمت في هذه المعارك مخنلف الآليات الثقيلة والخفيفية، كما أستخدم الجيش الحكومي سلاحه الجوي الذي تقول الحركة إنه يستهدف المدنيين العزل، فيما إستخدم جيش الحركة طريقة حرب العصابات بنصب الكمائن لمتحركات والهجوم على معسكرات القوات الحكومية في جبال النوبة، مما أعطى الجيش الشعبي مساحة للهجوم بدلاً عن الدفاع كما كان يحدث في الفترات السابقة.
وكشف مراسلو (عاين) في جنوب كردفان عن قيام القوات الحكومية بتصفية عدد من المدنيين في جنوب كردفان إلى جانب حملة إعتقالات واسعة شملت قيادات الإدارة الأهلية. وفي النيل الأزرق نقل مواطنون لمراسل (عاين) عن انبعاث راوئح كريهة بعد قصف جوي من قبل سلاح الجو السوداني منطقة (بيلاتوما).>
الحركة الشعبية تعلن تقدمها في عدد من المواقع
ويقول الناطق الرسمي بأسم الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال أرنو لودي في بيان له ان قوات الحركة حققت سلسلة من النجاحات على القوات المسلحة ومليشياتها – بحسب البيان. ويضيف في بيانه “لقد تكبدت قوات المؤتمر الوطني خسائر كبيرة في الارواح والعتاد العسكري” ويشير إلى ان قواته تمكنت من تدمير حاميتي (غرب كادوقلي وكحليات) تدميراً كاملا، و ان القوات الحكومية خلفت (11) قتيلاً على الارض. ذلك إلى جانب إستيلاء قوات الحركة الشعبية على عدد من الآليات العسكرية، ويؤكد البيان على وفاة جندي من قوات الحركة وجرح سبعة آخرون.
ويقول لودي إن قوات الجيش الشعبي هاجمت في الثامن من أبريل الجاري حامية (مرونج في محور كاو نارو)، ويضيف ان الهجوم خلف (17) قتيلاً وسط القوات الحكومية والاستيلاء على عدد من الأسلحة والمدافع وأجهزة الإتصال طويلة المدى. ويشير لودي إلى ان قوات الجيش الشعبى لتحريرالسودان في اقليم جبال النوبة/جنوب كردفان تمكنت في محور (العباسية – رشاد) تحت قيادة العقيد عبود الميرة من نصب كمين ناجح صباح التاسع من أبريل الحالي بين (شمشكة وكرنك) في مقاطعة رشاد. وقد قتل في هذا الكمين (8) من الجيش السوداني وتدمير سيارة ذات الدفع الرباعي وأخرى (بكب) محملة بالوقود، ويضيف “لا توجد خسائر من جانبنا“.
ويقول لودي في بيان آخر إن سلاح الجو الحكومي عبر طائرات (الانتنوف والميج) ألقى أكثر من (50) قنبلة برميلية حارقة على مناطق في جبال النوبة والنيل الأزرق خلال يومي الاحد والاثنين الماضيين، و ان القصف أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال ـ إلى جانب الأضرار في ممتلكات المواطنين. ويضيف لودي “في قرية طرين في محلية لقاوة في جبال النوبة ألقى سلاح الجو قنابل على القرية مما أدى إلى مقتل وجرح (3) أشخاص من اسرة واحدة وهم : عامر، اشرق واخلاص حسن ضو البيت“، مشيراً إلى ان منطقة كاودا فوق في محلية هيبان شهدت قصفاً جوياً أدى إلى جرح (4) أشخاص وهم: كوجى عثمان بكرى (16) عاماً، الطفلة مرينة عثمان بكرى (4) أعوام، عبدالقادر لونا (12) عاماً وحليمة ادم ابوعنجة (30) عاماً.
كاميرا (عاين) تلتقط صوراً لمدنيين تمت تصفيتهم بواسطة القوات الحكومية
ولكن وفق متابعات (عاين) عبر مراسليها في جنوب كردفان، ان القوات المسلحة قامت بتصفية عدد من المواطنين اثناء التحقيقات العسكرية في منطقة كركراية. والتقطت كاميرا (عاين) عدد من الجثث للمدنيين، يظهر من خلال الصور تصفيتهم الجسدية. وقال مراسل (عاين) في جنوب كردفان ان القوات المسلحة ومليشياتها أحدثت تلفاً لحياة المواطنين حيث تم إحراق المدرسة الوحيدة في منطقة (كراكرية)، وهي مدرسة تستوعب طلاب المنطقة والقرى المجاورة لها، موضحاً ان قوات الحكومة قامت أثناء خروجها من المنطقة بحرق المنازل وقتل مواشي المواطنين. وأضاف مراسل (عاين) “تم العثور على جثث جماعية لعدد من المواطنين لم يتم التعرف عليهم“.
من جهة آخرى كشف مراسل (عاين) في المنطقة عن تعرض عدد من مناطق جنوب كردفان لعمليات قصف جوي في الأسبوع المنصرم، حيث قام سلاح الجو السوداني بقصف منطقة (ام سردبة) دون ذكر خسائر في الارواح. وتم قصف جوي آخر في محلية كاودا دون خسائر في الارواح، ويشير المراسل إلى ان القصف شمل قرية (تناسا) التابعة إلى محلية (البرام). وقال مراسل (عاين) ان القصف أسفر القصف عن بتر يد الطفلة تشيشيا دانيال كوكو، إلى جانب إصابات متفاوتة لكل من نيلسون ميخائيل (12) سنة، آسيا دانيال كوكو (14) سنة، مصطفى داينال كوكو (16) سنة وهامير كوكو (65) سنة.
روائح كريهة تنبعث عقب القصف الجوي على النيل الازرق
وفي إطار القصف الجوي العشوائي لحملة الصيف الحاسم الحكومية قال مراسل (عاين) في ولاية النيل الأزرق ان سلاح الجو السوداني قصف المناطق الواقعة بالقرب من (كلقو) لكنه لم يذكر وقوع خسائر بشرية. غير انه أشار إلى زيادة الحشود العسكرية من طرفي النزاع حول المنطقة التي فشلت القوات الحكومية في أكثر من (20) معركة للسيطرة عليها، وهي منطقة إستراتجية وتبعد حوالي (20) كلم من مدينة الدمازين عاصمة الولاية. وقال المراسل “لقد أسقط سلاح الجو السوداني “4 ” قنابل برميلية على منطقة (بيلاتوما) في العاشرة من مساء الاثنين الحادي عشر من أبريل الحالي وقد تسبب في هلع كبير وسط المواطنين“.
ويروي العمدة يحي تولا عمدة منطقة (بيلاتوما) الواقعة في مقاطعة الكرمك عمليات لـ(عاين) بقوله “سمعنا الطائرة تحلق بعد ان خلدنا إلى النوم ثم سمعنا انفجاراً هائلاً تبعته رائحة شاذة أتعبت الذين يسكنون في القرية“. ويشير العمدة إلى ان تلك الرائحة كريهة وقد أصابت المواطنين بالخوف خاصة ان لم يسبق ان اشتموها في وقت سابق الذي شهد عمليات قصف جوي مستمر، مناشداً المنظمات العاملة في حقوق الانسان بالتدخل لمنع القصف الذي اصبح مخيفاً اكثر بسبب الروائح التي تنبعث من القنابل التي يتم إلقاءها في الأونة الإخيرة. وقال “ربما تحمل مواداً سامة تستهدف الإنسان والزرع تظهر نتائجة في المستقبل“، مؤكداً ان القنابل البرميلية ألتفت المزارع في المنطقة.
إعتقالات قيادات أهلية بمناطق الحكومة وتهديد مبشر كنسي بالقتل
وصاحبت العمليات العسكرية من قبل القوات الحكومية حملة إعتقالات قامت بها الأجهزة الأمنية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومية وشملت هذه الإعتقالات قيادات في الإدارة الأهلية، إلى جانب التعبئة العامة وتجنيد الاطفال في القوات الحكومية. وأجرت السلطات الأمنية في الخرطوم مع المبشر الكنسي سعيد جدو تحقيقات تكررت معه، ويقول جدو الذي تم إطلاق سراحه لـ(عاين) ان الأجهزة الأمنية ظلت تكرر إعتقاله وتتهمه بإنتماءه للحركة الشعبية. ويقول جدو “تعرضت للتهديد بالقتل عدة مرات الاولى كانت عبر عصابة النيقرز الذين أبلغوني بالحرف ان الحكومة اطلقت يدهم لإستهدافي“. ويقول “وفي صبيحة يوم ما تفأجات بجيران من الناحية الشرقية تجاذبوا معي نقاش حاد إتهموني بالخيانة، ودرج هؤلاء الجيران على تسميعي صوت تعميرة الكلاش صباحاً ومساءاً عن قصد“.
وفي ذات السياق قامت سلطات الاستخبارات العسكرية بإحتجاز الرجل الثاني في الإدارة الأهلية في (مملكة تقلي) العمدة ادريس محمود الزئيبق. ويقول شقيق العمدة لـ(عاين) ان السلطات العسكرية في (العباسية تقلي) قامت بإستدعاء العمدة قبل إسبوعين ووجهة له تهم تتعلق بمساعدة التمرد. وتابع الشقيق “منعت السلطات العمدة من مغادرة المدينة مع الحضور للتمام مرتين في اليوم“، ويقول ان المجتمع المدني في العباسية صمت خوفاً من ان تطالهم الإستخبارات العسكرية.
من جهة اخرى كشف مواطنو منطقة (لقاوة) في غرب كردفان عن حملات تعبئة مسعورة وسط الشباب والأطفال لاستقطابهم للإنضمام للقوات المسلحة. ويضيف العمدة الشريف ل(عاين) “نرفض إستهداف الأطفال وتحويلهم إلى وقود حرب ضد المواطنين السودانين في أي مكان، ل ان الحرب الحالية لا ناقة لنا فيها ولا جمل“. وحذر المواطنون من انهم سيتخذون خطوات أكثر صرامة في حال عدم إنسحاب قوات الدفاع الشعبي من المنطقة ولحماية أطفالهم.
ويشير شريف إلى تعرض قرية (الطرين) لقصف عنيف يوم الخميس السابع من أبريل الجاري أدى إلى إصابة أُسرة كاملة بجروح خطيرة تم نقلهم إلى مستشفى لقاوة. ويضيف شريف ان هنالك معلومات عن الهجوم الذي وقع من قبل مجموعات قبلية لم يسمها بيد انه قال إنها قبائل تعمل ضمن مليشيات الحكومة، ويرى ان الهجوم سببه رفض منطقته لعمليات التجنيد العسكري في كل مناطق المحلية.
دارفورمعارك جديدة والجيش الحكومي يعلن إنتهاء التمرد فيها
ولم تقتصر المعارك على منطقتي جنوب كردفان والنيل لأازرق لوحدهما، بل العمليات العسكرية إستمرت في جبل مرة بين القوات الحكومية وحركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور. وقالت الحركة إنها إشتبكت في السابع من ابريل الجاري مع متحرك للقوات الحكومية شرق جبل مرة، وألحقت بها هزيمة قاسية أسرت جنود وإستولت على أسلحة، بحسب المتحدث الرسمي بأسم مكتب رئيس الحركة محمد الناير الذي قال لـ(عاين) ان المتحرك الحكومي كان قادماً من منطقة (كتر إلى دربات). وأوضح الناير ان قوات الحركة إستولت في تلك المعركة على (5) سيارات رباعية الدفع محملة بأسلحة مختلفة، ويقول ان حركته اسرت عدداً من الجنود الحكوميين جاري التحري معهم توطئة لإعلان أسماءهم.