الحملة الصيفية … مزيد من قتل الأطفال وإستهداف المساجد والكنائِس والمدارس
– شبكة عاين – ٢٧ مايو ٢٠١٦ –
واصل سلاح الجو التابع للجيش السوداني قصفه الجوي على مناطق في جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان، وشهد شهر مايو الجاري أعنف الضربات الجوية التي إستهدفت مواقع المدنيين خاصة مدينتي “كاودا” و “هيبان” وما حولهما من المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان ( شمال ). وقتل طفل رضيع يبلغ من العمر (6) أشهر مع جرح (5) آخرين بينهم ثلاثة أشقاء، ليلحق الطفل “كجو جون” بالأطفال الستة الذين استهدفهم الطيران الحكومي في الأول من مايو الحالي. كما شهدت ولاية النيل الأزرق معارك عسكرية بين قوات الحركة الشعبية والجيش الحكومي، وروعت بلدة “أزرني” القريبة من مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بحادثة مقتل (9) أشخاص على يد مليشيا قبلية داخل المسجد أثناء أداءهم صلاة المغرب.
وقد إستهدف القصف مدرسة سانت فنسنت الإبتدائية التابعة لأسقفية الأبيض ومعهد كمبوني لتدريب المدرسين، التابعة أيضا لأسقفية الأبيض. ويعتبر إٍستهداف المدارس وأماكن العبادة والمستشفيات من قبل سلاح الجو السوداني أمر إعتيادي، وقد سبق أن تم إستهداف مستشفى الرحمة في كاودا قبل عامين وقد دمرت المستشفى تماماً، وفي الرابع والعشرين من مايو الجاري قصفت طائرات الجيش الحكومي مدرسة إبتدائية.
الإستهداف المستمر لمنطقة هيبان ومقتل طفل رضيع
وقال مراسل (عاين) في إقليم جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان ان سلاح الجو التابع للجيش السوداني قصف منطقة هيبان مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة (5) آخرين. وألقت طائرة أنتنوف قامت بطلعة جوية وتحلقت حول مدينة كاودا ثم إتجهت إلى مدينة هيبان وألقت ست قنابل برميلية متفجرة على المدينة، ويعتبر هذا الإستهداف هو الثاني خلال أسبوعين.
وأوضح مراسل (عاين) أن أكثر من ألف مواطن تجمعوا في ساحة المدينة لإقامة حفل التأبين لضحايا مجزرة الأول من مايو الجاري، وقال “لكن قبل بدء الحفل قامت طائرة أنتنوف التي تحلقت حول مدينة كاودا، ثم إتجهت إلى هيبان بإلقاء (6) قنابل برميلية متفجرة أدت إلى مقتل الطفل كجو جون والذي يبلغ من العمر (6) أشهر” مشيراً إلى إصابة (5) آخرين بينهم (3) أشقاء للطفل كجو جون، وتابع “رغم حالة الغضب التي اظهرها السكان لكن أبدوا إصراراً على إقامة التأبين في الأيام المقبلة“. والأطفال الذي أصيبوا بجراح هم: كوكو جون، زينب جون، كاكا جون، هاني سعيد كوري.
نهاية حملة الصيف الحكومية … الفشل في تحقيق الأهداف
وتوقع مراسل (عاين) أن تنتهي حملة الصيف على منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان في الأيام القليلة الماضية، وقال ان المواطنين منذ أكتوبر الماضي ومع بدء الحملة قد تحوطوا لها بشكل جيد لجهة تعودهم عليها لخمس سنوات. وأضاف مراسل (عاين) ان الكثيرين يعتقدون أن الحملة فشلت في تحقيق أهدافها، مشيراً إلى إن الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية كان قد إستعد عسكرياً وبشكل أفضل من الحملات السابقة.
وقال أن القصف الجوي إستهدف بشكل كبير المؤسسات المدنية من مستشفيات ومدارس ومزارع المواطنين وممتلكاهم الخاصة، وأضاف “بل قد إستهدف القصف الجوي اليومي هذه المرة الأطفال بشكل واسع حيث قتل سبعة أطفال في إسبوعين وجرح العديد منهم“. وقد القت الطائرات خلال حملة الصيف ما لا يقل عن (200) قنبلة متفجرة، كما إستخدمت طائرات الأنتنوف، السوخي والميج إلى جانب القصف المدفعي.
لماذا يستهدفون المدارس … هذا الشعب لا يستحق ذلك
ابتدرت منسقة التعليم بأسقفية الأبيض كاثي سولانو حديثها بغضب وحزن في آن معاً مع (عاين) عقب قصف مدرسة “سانت فنسنت” في كاودا، ان الرب حفظ أطفال المدرسة لانهم لم يتواجدوا عندما تم القصف الجوي. وبلغة إستنكارية أضافت “لماذا يستهدفون المدرسة … الأطفال في إجازة ولولا ذلك لقتلت إحدى هذه الشظايا أحد الأطفال … لكن لقد تم تدمير من الأثاثات والمباني“، وقالت سولانا إن شعب جبال النوبة شعب طيب لا يستحق ما يحدث له لأنه لم يرتكب أخطاء، واضافت “أنهم لم يفعلوا شيئاً … لماذا يتم إستهدافهم؟”
إنفجار مخزن الأسلحة تابع للجيش الحكومي في أبوجبيهة
ولم يسلم المواطنون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من إعتداءات الجيش وإن كان بشكل غير مباشر، حيث أدى إنفجار مخزن للإسلحة والذخيرة في حامية الجيش السوداني في مدينة أبوجبيهة في ولاية جنوب كردفان إلى إصابة (4) مواطناً بإصابات متفاوتة. وتم نقل المصابون إلى مستشفي الأبيض، ورجح مصدر عسكري أن يكون سبب الإنفجار تعبئة مخزن الأسلحة فوق طآقته، وكشف عن تخزين أكثر من (10) ألف قطعة سلاح شملت مدافع ثقيلة.
ويعد مخزن السلاح في حامية أبوجبيهة من المخازن المهمة لتشوين القوات المسلحة والمليشيات التابعة لها لخوض العمليات في جبال النوبة، لا سيما مناطق “كاو نارو”، “ورني” والمواقع الواقعة في محلية “تلودي”. وتم التخزين تحت درجة حرارة مرتفعة وهو ما أدى إلى حدوث الإنفجار، وقد تأثر السكان بتلك الإنفجارات حتى الذين يقيمون بعيداً عن حامية الجيش.
ورغم أن المصدر العسكري الذي تحدث لـ (عاين) قد نفى وجود أيادي وراء هذه العملية، إلا أن هنالك شائعات داخل المدينة كانت تتحدث عن وجود جهات وراء تفجير الأسلحة داخل المخزن. وطال الإنفجار قرية “فطاطات” التي تبعد حوالي (25) كلم من مدينة أبوجبيهة، وسمع المواطنون في قرية “أم هشيمة” دوي الإنفجارات، وتبعد القرية نحو (40) كلم، وقد أصيب مواطنون في أحياء “المدارس” و”القلعة” داخل المدينة. وقال المصدر العسكري “ليس هناك طابور خامس وراء هذه الإنفجارات ونتائج التحقيق الأولية لم تثبت تورط أي فرد في عملية الإنفجار“.
مطالبات بترحيل معسكرات الجيش خارج المدينة
وكان مواطنو مدينة أبوجبيهة قد طالبوا في وقت سابق بترحيل مباني حامية القوات المسلحة التي تقبع وسط المدينة وتمتد إلى داخل أكبر مقبرة في المدينة. لكن ظلت الحكومة ترفض، وتجدد رفض وجود الحامية داخل المدينة بعد الإنفجار الأخير في مخزن السلاح. ويقول فضل الله مختار المحامي شقيق أحد المصابين لـ (عاين) ان وجود حامية للقوات المسلحة وسط المدينة أمر مرفوض لأسباب موضوعية، أولها الأضرار التى تقع على المواطن بسبب سلوك الافراد من القوات المسلحة وسط الأسر والمواطنين. الأمر الثاني هو تجنيب السكان آثار الإنفجارات والأعيرة النارية التي تصدر من التدريبات العسكرية، إضافة إلى الأعيرة النارية الطائشة، موضحاً أن حالة شقيقه محمد مختار مستقرة، ولكن هنالك حالات أخرى خطرة.
وكشف تجمع شباب أبوجبيهة عن وجود حملة رافضة لإقامة مصنع لتكرير الذهب ستقوم برفع مذكرة تطالب فيها بإخراج معسكرات الجيش الحكومي إلى خارج المدينة لتجنيب المواطنين الآثار السالبة عن وجود الجيش وسط السكان، خاصة بعد توافد مليشيا الدعم السريع بكثافة إلى المدينة. وتجدر الإشارة إلى أن حامية أبوجبيهة الموقع الرئيسي لتقديم الإمداد إلى القوات المسلحة ومليشياتها، الدعم سريع والدفاع شعبي، في العمليات العسكرية في جنوب كردفان. كما يتم إستخدامها كنقطة تجميع للقوات وتوزيعهم، ووجود هذه القوات داخل المدينة يؤدي إلى احداث فوضى.
والذين أصيبوا بإصابات مختلفة هم: محمد حسن حاشي أصيب بكسور في ساقيه وجروح في الجسد وقد أجريت له عملية في مستشفى الأبيض، حماد محمد على حليو تم بتر أحد أصابع قدمه، احمد ديناب أصيب بكسر في الرأس جراء سقوط حائط منزله بسبب الإنفجار، مقدم (معاش) محمد مختار أصيب بحروح وتم أسعافه ولكنه ما زال يتابع العلاج، عريف م. سليمان إسماعيل، رقيب محمد حسن هاشم، تسابيح قرشي محمد، محمد قرشي محمد، عبدالرحمن ديناب، يحي ابكر، السعودي عبد الرحمن، أمنه عثمان، ليلى على سالم.
إستنفار وزيادة اجور في النيل الأزرق
وضمن حملة التعبئة العسكرية شهدت ولاية النيل الأزرق حملة تعبئة واسعة وسط سكان الولاية بإشراف من معتمدي المحليات والادارات الأهلية. وقال مصدر ل(عاين) من داخل الولاية إن حملات استنفار واغراء بزيادة الاجور للجيش والدفاع الشعبي قد بدأت بشكل مكثف. وكان وزير الدفاع قد أعلن أمام البرلمان زيادة اجور الجيش لتهيئة الكتائب التي امضت فترات طويلة للاستعداد للمعارك العسكرية القادمة.
غرب دارفور إستهداف مصلين داخل المسجد
وفي غرب دارفور لقي (9 ) أشخاص مصرعهم في أحدى القرى القريبة من مدينة الجنينة، حيث أطلقت مليشيا قبلية النار على مصلين داخل مسجد القرية أثناء أداءهم صلاة المغرب. وخرجت مظاهرة كبيرة في مدينة الجنينة من قبيلة المساليت توجهت إلى مستشفى الجنينة ليتسلموا جثامين ضحاياهم، بعد أنطافت المسيرة شوارع المدينة الرئيسية.
وقال العمدة عبد السلام توج لـ(عاين) إن المشكلة بدأت بخلاف بين أفراد في إحدى أماكن بيع الشاي في أزرني القريبة من مدينة الجنينة، وحدث إشتباك بالأيادي، وأضاف أن شاباً من الذين كانوا في تلك الإشتباكات قام بتسديد طعنات بسكينه أودت بحياة أحد أفراد المجموعة الأخرى وإصابة آخر. وأوضح أن مجموعة مسلحة وصلت إلى البلدة ودخلت إلى المسجد عند صلاة المغرب وأطلقت نيران كثيفة على المصلين أدت إلى مقتل (9) أشخاص وإصابة آخرين من بينهم إبن عمه محجوب الذي أصيب في الحادثة. وقالت حكومة ولاية غرب دارفور أنها رفعت درجة الإستعداد داخل الولاية وستجري تحقيقاً حول الحادثة.