الحكومة تحشد الآلاف من قواتها إلى المنطقتين وإستهداف للمدنيين
– شبكة عاين – ٦ مايو ٢٠١٦ –
تسعى الحكومة السودانية في الفترة المقبلة إلى حسم المعارك – قبل نهاية ما أطلقت عليه بالصيف الحاسم – في منطقتي جبال النوبة / جنوب كردفان والنيل الازرق عسكرياً بحشودها الضخمة التي وصلت مدينتي الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، والدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق. وبحسب المصادر فإن القوات التي وصلت مدينة الأبيض تبلغ نحو (3) الف جندي غالبيتهم من مليشيا الدعم السريع، على متن (400) سيارة ذات الدفع الرباعي مزودة بالاسلحة. وفي ذات الوقت كثف سلاح الجو التابع للجيش السوداني من غاراته وقصفه على مناطق عدة في جبال النوبة، حيث قتل ستة أطفال في منطقة هيبان جراء القصف الجوي في الرابع من مايو الجاري. فيما نفذت قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية عدة كمائن إستهدفت القوات الحكومية ومليشياتها إلى جانب إعلانها إسقاط مروحية مقاتلة في الاسبوع الثالث من أبريل الماضي وإصابة طائرة أنتنوف سقطت لاحقاً في مطار الأبيض في الثاني من مايو الجاري، ولم يصدر بيان من الجيش السوداني ينفي هذه الأنباء.
وقف الأعمال العدائية من جانب واحد
وأعلنت الحركة الشعبية التي تقاتل في جنوب كردفان والنيل الازرق إلى جانب الحركات التي تقاتل في دارفور عن وقف للأعمال العدائية لستة أشهر. ووقع على البيان رئيس الحركة الشعبية مالك عقار، رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي. وأوضح البيان أن الهدف من وقف العدائيات هو حماية المدنيين، وتوفير وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى السكان المتضررين من الحرب، وخلق بيئة مواتية لعملية السلام والحوار الوطني الدستوري الشامل.
وفي زيارة اطلقت عليها بعض وسائل الاعلام الموالية للحكومية “قلامين الرُقاب“، قادت وزيرة الرعاية الإجتماعية مشاعر الدولب وفداً مركزياً بالطواف على قوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان. وصفت في خطابها قوات الدعم السريع ب”حماة الضعفاء” وقالت “أنتم في الدعم السريع حراساً للامن والسلام وحماة الضعفاء“. وأشارت إلى أن زيارة وفدها بغرض تقديم الدعم المعنوي والعيني، وطالبت الدولب قوات الدعم السريع بأن تشوي المتمردين، في اشارة منها الى احراق قوات الحركة.
حشود عسكرية حكومية للتوجه إلى جبال النوبة والنيل الأزرق
وبدأت الحكومة في حشد قوات جديدة من الجيش ومليشيا الدعم السريع، ووصلت إلى مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان حوالي (3) الف من القوات الحكومية ومليشيا الدعم السريع على متن أكثر من (400) سيارة وآليات عسكرية أخرى. وقال مصدر مطلع طلب عدم ذكر إسمه لـ (عاين) ان هذه القوات جابت مدينة الأبيض وظلت مرابطة جزء منها داخل الحامية واخرى خارج المدينة، مضيفاً أن عدد اً ضخماً نت القوات ستتوجه إلى جبال النوبة لمواصلة الحرب هناك ضخم، مشيراً إلى الفترة الماضية وصل عدد كبير من جرحى العمليات إلى مستشفى الأبيض وبعضاً منهم تم نقلهم إلى الخرطوم.
من جانب آخر قال رئيس الأركان المشتركة للجيش السوداني الفريق أول عماد الدين عدوي، ان الجيش مستمر في عمليات الصيف ضد من أسماهم “مرتزقة الجيش الشعبي“، بهدف حماية أرض الوطن من الإستهداف الخارجي الممنهج بمعاونة المتمردين وتوفير الأمن للمواطنين. واضاف عدوي لدى مخاطبته كتائب الجيش في قيادة الفرقة (14) أن القوات المسلحة قادرة على إجبار المتمردين على قبول خيار السلام بقوة السلاح، ووعد بمواصلة الجيش العمليات حتى يتحقق السلام.
من جانبه أكد قائد الفرقة 14، اللواء الركن ياسر العطا، استعداد القوات المسلحة للدخول لمناطق أخرى، بعد أن أحكمت قبضتها على مناطق استراتيجية في المرحلة الأولى من عمليات هذا العام. وقال العطا ان قواته ستنتصر من أجل إحلال السلام وتأمين الوطن، لكي ينعم أهل ولاية جنوب كردفان بالأمن والاستقرار.
من جانب آخر وصلت قوات أخرى قرابة الـ (3) الف جندي معظمهم من مليشيات تابعة لقوات المعارضة المسلحة ضد حكومة جنوب السودان، وأوضح مصدر من كادوقلي لـ (عاين) ان قوات عسكرية ضخمة وصلت كادوقلي في السابع عشر من أبريل الماضي على متن (150) سيارة ذات الدفع الرباعي محملة بالمدافع الثقيلة، مشيراً أن هذه القوات بقيادة توماس ضال ملوال من دولة جنوب السودان.
إستهداف هيبان ليومين وطائرات الميج تقتل ستة أطفال
يقول المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية أرنو نقوتلو لودي في بيان صحفي، ان ستة أطفال قتلوا بقصف جوي قامت به طائرات ميج تابعة لسلاح الجو السوداني على مدينة هيبان في جبال النوبة، مشيراً إلى أن بين القتلى ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، وهم: نضال عبدالرحمن ابراهيم (12) عاماً، ابراهيم عبدالرحمن ابراهيم (10) أعوام، جيهان عبدالرحمن ابراهيم (5) أعوام، حافظ محمود (10) أعوام، كوكو دولى (4) أعوام، يوسف يعقوب (4) أعوام. وقال “هؤلاء اطفال ابرياء يعتبرون قادة المستقبل تزهق ارواحهم هكذا بطائرات حربية من نظام الابادة والتطهير العرقي“.
وفي الثاني من مايو الجاري إعتدت طائرة أنتنوف تابعة لسلاح الجو على منطقة هيبان في اليوم التالي الثالث من مايو وألقت بأربعة قنابل أدت إلى جرح كل من : نجمة موسى كنة (22) عاماً، سامية ادم (21) عاماً، وفي اليوم الثالث واصلت طائرات الجيش الحكومي عمليات قصفها على مدينة هيبان وألقت قنبلتان دون حدوث خسائر وسط السكان. وفي اليوم الرابع من مايو الحالي واصل الطيران الحكومي قصفه على المدينة لليوم الرابع حيث ألقت طائرة انتنوف (24) قنبلة على منطقة (حجر باقو، اورو ومدينة هيبان)، دون ذكر تفاصيل.
وكانت الحركة الشعبية قد أعلنت في الاسبوع الثالث من أبريل الماضي إسقاط قواتها لمروحية مقاتلة تابعة للجيش السوداني في منطقة “العتمور – النقرة” غرب ام سردبة. والاسبوع الماضي أعلن لودي عن إصابة مدفعية الجيش الشعبي لطائرة “أنتنوف” سقطت لاحقاً في مطار الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ولم يتسنى الحصول على تعليق من المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية.
معارك في نهاية أبريل الماضي في جبال النوبة
يقول لودي إن الجيش الشعبي نفذ هجوماً في السابع والعشرين من الشهر الماضي على متحرك قوات ومليشيات المؤتمر الوطنى المتمركزة في مقر القوات المشتركة سابقا غرب منطقة (ام سردبة)، ويشير إلى أن قواته قتلت اكثر من (45) من جنود القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها الى جانب (70) جريحاً، ومن جانب الجيش الشعبي (6) قتلى وحوالي (18) جريح.
ويقول لودي إن معارك آخرى جرت في منطقة دلامي عندما صدت قوات الحركة هجوماً من القوات الحكومية حاولت السيطرة على منطقة “الحدرة” في مقاطعة دلامي. وفي التاسع والعشرين من الشهر الماضي قصف الجيش الحكومي بالمدفعية منطقة “نياكما” في مقاطعة هيبان تمهيداً للهجوم عليها – بحسب لودي – ويضيف أن طائرة أنتنوف قصفت منطقة “أم سردبة” في مقاطعة ام دورين بست قنابل دمرت ممتلكات المواطنين. واضاف “تم قصف آخر بنحو 17 قنبلة برميلية متفجرة أدت إلى نفوق عدد من رؤوس الماشية وأحراق بعض الممتلكات وقد تم قصف قرية ‘نياكما’ باربعة قنابل، وبست قنابل قرية ‘حجر باقو’ وقرية ‘اورو’ بثلاث قنابل، ومدينة هيبان باربعة قنابل“.
وكانت الحركة الشعبية قد اعلنت في الخامس عشر من أبريل الماضي عن شنها هجوماً على الشريط الرملي غربي ولاية جنوب كردفان. وقال لودي “إن قوة ‘الموبايل’ التابعة للجيش الشعبي بمحور الشريط الرملي في جنوب كردفان نفذت عند الساعة الثانية من فجر الثلاثاء الماضي، هجوما ناجحا على حامية ‘زلطاية’، (3) كلم شمالي مدينة الدلنج“.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد قال إن الجيش الحكومي نفذ عمليات نوعية وهو مسنود بقوات نظامية أخرى – في إشارة لمليشيا الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني – خلال الفترة الأخيرة قادت إلى إنتصارات حاسمة في ولايات دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. واضاف في كلمة له في افتتاح دورة الانعقاد الثالث للهيئة التشريعية القومية أن القوات المسلحة استفادت من التقنية الحديثة في إدارة وتنفيذ وتخطيط العمليات لتحقق انتصارات حاسمة.
وكان الناطق الرسمي بأسم الحركة الشعبية ارنو لودي قد ذكر في بيان “كما أكدنا فى بيان سابق عن إلحاق هزيمة كبيرة على قوات ومليشيات المؤتمر الوطنى التى حاولت إحتلال منطقة الروم بإقليم النيل الأزرق في الثامن عشر من أبريل الماضي“، مشيراً إلى أن اكثر من (24) من جنود القوات الحكومية قد قتلوا وتم أسر (3) إلى جانب تدمير واستيلاء على الكثير من الأسلحة والسيارات.
وفي محور الجبهة الثانية (النيل الازرق سنار) قال لودي إن قواته إستولت على العديد من الأسلحة والعتاد والسيارات وقد قتل (7) من قوات الحركة.