الحكومة السودانية تقوم بتجنيد الاطفال لاستخدامهم في الحرب
٣ نوفمبر ٢٠١٤
حملات قاصرة
أقامت عدة قطاعات في جنوب كردفان، حملات مناهضة للتجنيد القسري للأطفال ،الذي بدأته الحكومة السودانية، وذلك بإستهداف الاطفال تحت سن الثامنة عشرعبرعدة طرق، أولها إختطاف بعضهم من عائلتهم بالقوة وارسالهم الى معسكرات التدريب العسكرية ،والطريق الاخر عبر الإغراءات المالية التي تقوم بها جهات داخل النظام ، اعتمدوا فيها على نفذوهم في السلطة والمجتمع مثل المعتمدين وبعض العمد والمشائخ الذين يتعرضون بدورهم لضغوط كبيرة من السلطات السياسية والعسكرية لتنفيذ هذا التنجيد ،فوصل الأمر الى التنسيق مع شيوخ الخلاوى لتفويج بعض الدارسين من الأطفال الى المعسكرات
غير ان حملة المناهضة ضد التجنيد القسري للاطفال والتي نظمتها قطاعات شبابية وإدارات أهلية مُستقرة خارج نطاق سيطرة الحكومة لم تُحظى بالإعلام المطلوب لعدة أسباب، أولها قصورالحملة على مواقع التواصل الإجتماعي ( الفيس بوك ، تويتر، ويوتيوب مع قلة الذين يستخدمون هذه الوسائط ) السبب الثاني هو صمت الإعلام الأكثر تاثيراً كالصحف السيارة ، القنوات الفضائية والإذاعات من التطرق الى مثل هذه القضايا بغرض حجب الأنظار عما يدور ، وهو الأمر الذي جعل الحملة غير فعالة لإيقاف التجنيد
أطفال الهامش هدفاً
يقول ناشط مدني عمل في منع تجنيد الأطفال لشبكة (عاين ) إن الأمر أصبح في غاية الخطورة خاصة وإن المستهدفين من عنصر مُجتمعي واحد، مما يؤكد أنً الحملة تستهدف مجموعات سُكانية مُحددة دون الأخرى مُستنداً في تحليله على العينات الشبابية التي رأها بعينه في مُعسكر السِليت ، وهو المُعسكر المُصنف في هذه الحملة بُمعسكر أبناء شمال السودان (الشباب الذين يتدربوا فيه من شمال السودان) ، ويضيف ( في حقيقة الأمر هؤلاء الشباب جغرافياً من شمال السودان، ولكن إثنياً هم قبائل الهامش، وغالبيتهم من جبال النوبة ودارفور) ومضى قائلاً – الإطفال الذين رصدناهم وعددهم (62 ) طفلاً هم دون السن القانونية وقد تم وضعهم في معسكر السليت وقد تمكنا من حصر بعضهم
بعض اسماء الاطفال الذين تم تجنيدهم
موسى عطرون من منطقة سلارا 15 عام – ابكر موسى هارون 18 عام من جنوب دارفور مقيم مع اسرته بأرقو – ضحية عبد الرحمن إزيكيال 17 سنة أصله من ام دورين مقيم مع اسرته بدنقلا ، إبرة دبوس 17 عام من منطقة الفرشاية مقيم مع عائلتة بريفي عطبرة ، جبريل على النور 14 عام اصوله من الجنينة مُقيم، على محمود على غبوش ، ايمن تية مسكي ، حسين موسى مدير ، ربك السر كوة ،ماجد مجدى ، بدر الدين سليمان ،فزارى تية مكى ، عبد النبى توتو مكى ، امير احمد ، محمد حريقة ، الصينى سليمان كوة ، زايد ابراهيم ، محمد تية رهيد ، كوكو كوة ، ،بدر الدين كافى اب دقن ، منير عثمان حمدون ، كمال خليفة كيكى
إختطاف ومرتبات مغرية للاطفال
وتؤكد ناشطة في مجال حقوق الانسان طلبت عدم كشف اسمها لـ(عاين) صحة عمليات التجنيد القسري للطفال والتي وصفتها بالإجرامية، وتضيف ( لأن ارسال الاطفال الى مناطق العمليات الحربية تعمل على قتل روح هؤلاء الشباب، وصرفهم عن أساسيات الحياة لا سيما ان هناك اغراءات مالية تقدم لهم ) ، وتقول ( لقد وصل الراتب الشهري الى” 1000 “جنيه (مليون بالقديم) )واكدت ان ابنها قد تم إختطافه من منطقة الشجرة بالخرطوم لارساله الى معسكر تابع لقوات الدعم السريع
وتروي الناشطة قصة ابنها المختطف الذي كان قد ذهب لتمرين كرة القدم مع رفاقه عشية السبت منتصف شهر اغسطس الماضي وتضيف (كالعادة كان يرجع الى المنزل عقب التمرين مباشرة ولكنه في ذلك اليوم لم يعد الى المنزل حتى التاسعة مساءاً) وتقول (حينها قمنا بالإتصال ببعض الأقارب الذين كان يتردد عليهم ففوجئنا بعدم ذهابه إليهم حتى افادنا احد أقرانه بأن ابني غادر مع أحد ضباط الدعم السريع، يُدعى “شرف” وبصحبتهم 6 من الاطفال
تهديد وتعذيب للاطفال
وتقول الناشطة ان ابنها إستمر غياب ابنها لمدة ثلاثة أيام ، لم تتوقف في البحث من طرق باب ، لمعرفة مكان المعسكر حتى تمكنت من العثورعلى أرقام هواتف لضباط في معسكر التدريب، فسارعت على الفور بالإتصال وتقول ( اتصلت أنا وزوجي وقلنا للضابط أمامك خيارين اما إطلاق حرية ابني “علي” ومن معه من الإطفال الذين تم إقتيادهم عنوة ، او نحن سنقوم بإقتحام المعسكر كعوائل لإسترجاع إبناءنا) وتضيف ( ان الضابط قائلاً هؤلاء رجال ليس اطفال قدموا الى هذا المعسكر بإرادتهم ، ونحن سنعيد إستشارتهم إن رفضوا سنترك سبيلهم والدولة ليست بحوجة الى تجنيد إجباري) وتشير الى ان ابنها في ذلك المساء عاد الى منزل اسرته وتقول ان ابنها سرد سؤ المعاملة من ضرب ورش بالماء البارد في الصباح الباكر، فضلاً عن ( ربطهم بالحبال ) لكل من يخالف التعليمات
الاطفال المجندين يسردون ما حدث
وفي السياق كشف احد الاطفال الذين تعرضوا للتجنيد القسري من كادوقلي لـ (عاين ) خطورة ما تعرضوا له خلال عمليات التجنيد ، واوضح ان هناك اكثر من (80) طفلاً اصغرهم في السابعة من عمره تم تجنيدهم من مناطق حول كادوقلي ، ويقول انه تم حشدهم بواسطة مُعتمد ريفي البرام جابر إبراهيم وكافي طيار من مناطق أنقولو ( شاد وابو سنون ) ثم تم ترحيلهم الى معسكر (خالد بن الوليد شمال الخرطوم) موضحاً إن كافي طيار الذي يعمل تحت إشراف عبد الباقي قرفة الضابط السابق في الجيش الشعبي في شمال السودان وانضم الى الحكومة في الخرطوم كان ضمن الذين حضروا التفويج ،وخاطب أسر الاطفال ويضيف ( وبعدها قاموا بتسليم كل أسرة مبلغ 1000 جنية وبعض الدعم العيني كالسكر والدقيق والشاي)
حملة قوية لمنع تجنيد الاطفال
وتبقي أزمة تجنيد الاطفال، بُغية الدفع بهم في معارك عسكرية ضد مكونات الجبهة الثورية تُمثل الخطر الحقيقي الذي يطل برأسه وتؤرق مضاجع عدد كبير من الأسر التي لا تعرف طريق لإيقاف الزج بفلذات أكبادها في أتون الحرب الدائرة ، مع صمت الوسائط الإعلامية والمنظمات العاملة في هذا الشأن، رغم المناشدات التي قدمها قساوسة الكنائس وأئمة المساجد ، فضلاً عن المشائخ والعمد بجبال النوبة لتبصير الراي العام بما يحدث في مناطقهم من إختطاف للاطفال، ومع ذلك هناك تحركات واسعة اصبحت تنتظم لمطالبة المجتمع الدولي بالتحرك السريع لانقاذ الاطفال من العسكرة