الحركة الشعبية ( شمال ) : سنمنع اجراء الانتخابات في جنوب كردفان
٤ابريل٢٠١٤
في إطار مشروعها لإيقاف الإنتخابات في ولاية جنوب كردفان، المزمع إقامتها في شْهر أبريل الجاري ، صعدت الحركة الشعبية (شمال ) من حملتها العسكرية على عدد كبير من المناطق في الجهتين الغربية والشرقية في الولاية ، مع تزايد الهجوم كل ما اقترب زمن الإقتراع لتمديد فترة نظام المؤتمر الوطني ، الأمر الذي أدخل رعب وسط سكان الولاية، الذين فضلوا النزوح الى مناطق أكثر امناً ، لا سيما وإن المواطن يتعرض للمعاناة من جهتين الاولى أثناء هجوم قوات الحركة الشعبية على المنطقة رغم ان عدداً من السكان يرددون إن قوات الحركة لم تستهدفهم بشكل مباشر لكنهم ومع ذلك لم ينجو من الموت او الا الاصابة ، والثاني هجوم الطيران الحكومي الذي درج على ضرب اي منطقة دخلتها الحركة ويسبب خسائر روحية ومادية .
هبيلا على خطوط النيران
ويقول جاد الله النور وهو شاهد عيان ومن أبناء هبيلا لـ(عاين) ان وقات الحركة الشعبية قامت بهجوم في صبيحة الجمعة 27 مارس المارس الماضي على حامية ( فيو الواقعة في مدخل مدينة ( هبيلا ) وفر عدد كبير من جنود القوات المسلحة من الحامية ، الأمر الذي فتح الطريق امام قوات الحركة للدخول الى وسط المدينة ، وتصادف ذلك الهجوم مع (يوم السوق ) ، ويضيف ( يوم الجمعة من كل أسبوع هو يوم سوق تتجمع فيه المناطق المجاورة لهبيلا للتبضع والذي يستمر الى اسبوع كامل ) ، ويشير الى ان السوق يشهد حضوراً كبيراً من التجار الذين يتوافدون من مناطق مختلفة بما فيها مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان ، ويقول ان المدينة الى جانب يوم السوق بها كثافة سكانية .
ويقول النور ان عدد القتلى حسب اخر احصائية بلغ (104 ) قتيل ، منهم ( 69 ) من الجيش الحكومي ومليشيا الدفاع الشعبي التابعة لها ، وان عدد القتلى وسط المواطنين بلغ (21 ) بعضهم أصيب بنيران قوات الحركة الشعبية عندما دخلت الى المنطقة ، وآخرون اصيبوا بقصف طائرات الأنتنوف بعد إنسحاب قوات الحركة الشعبية ، ويضيف الى جانب ان هناك خسائر مادية كبيرة وقعت ، ويشير الى ان اكثر من (12 ) سيارة محملة بالبضائع تم الاستيلاء . ويقول ( وقد ادى الاقتتال الى احتراق 300 منزل مبنية من القش وقد إحتراق معظمها بسبب القصف الجوي الذي شمل منطقة ” ام حيطان ” وخلف عدد من الاصابات وسط المدنيين ) ، ويكشف عن وجود قتلى وسط قوات الحركة الشعبية لم يتم
التعرف عليهم في منطقة ( ام حيطان ) .
من جهتة يقول الاستاذ حيدر جراهام من أبناء هبيلا لـ (عاين إن (هبيلا ) هي عاصمة المحلية ، وهي تجاور محليتي دلامي من الشرق والدلنج من الشمال ، ويشير الى انها من اهم المناطق الزراعية في إقليم كردفان لذلك يتوافد إليها عدد من التجار والمزارعين . موضحاً إن غالبية سكان المنطقة من المؤيدين للحركة ، وبها عدد من المقاتلين في صفوف الحركة الشعبية ، الأمر الذي ولد غبن لديهم بعد دخول الجيش الشعبي ، لكنه يعود ويقول ( كافة الإجراءات التي أُتخذت لإيقاف سيرالإنتخابات في الولاية ولكن مثل هذه الهجمات يتضرر منها المواطن، خاصة بعد أن فقدوا ارواح ومصادر دخل ) ، ويضيف ( قد ينعكس ذلك على تأييد الحركة الشعبية في برنامجها السياسي بالتخلي عنها غبناً ) ، مناشداً الحركة الشعبية بمواصلة الهجوم على المواقع العسكرية والبقاء مع الناس لحمايتهم من هجوم العدو الذي يتم فيه استخدام طائرات الانتنوف والسخوي .
الحركة الشعبية تسخر من تصريحات الجيش الحكومي
من جهتها وصفت القوات المسلحة السودانية الهجوم على هبيلا بالجرائم ضد الإنسانية ، وقال العقيد الصورامي خالد سعد في تصريحات صحفية، إن الحركة أرتكبت جرائم ضد الانسانية ، بمهجومها على المواطنين في منطقة هبيلا .
بينما عدت الحركة الشعبية شمال ان عمليتها في (هبيلا ) بانها تحرير لاهم منطقة إقتصادية في الولاية ، وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي العميد أرنو لودي لـ(عاين) إن تحرير حامية هبيلا شرق الدلنج يعتبر من أهم العمليات التي قامت بها قوات حركته مؤخراً ، موضحاً ان المنطقة تعتبر مهمة اقتصادية وظلت تسيطر عليها النخب الحاكمة في الخرطوم طيلة الحقب التاريخية الماضية ، ويشير الى ان هنالك اكثر من ( 2 مليون ) فدان لم يستفد منها إنسان المنطقة الذي ظل عاملاً على الارض او ما يعرف ( بالجنقو) ، ويضيف ( هي من المناطق الإستراتجية للحركة الشعبية ) .
وفي رده على إتهام القوات المسلحة بإرتكاب الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية جرائم ضد الانسانية ، ويقول ( نحن نرصد الاحداث بالحقائق والحركة الشعبية تمكنت من ضرب حامية هبيلا في معركة لم يصمد فيها الجيش الحكومي طويلاً، كعادته وقد خلف وراءه مايفوق الخمسين قتيلاً ) ، مناشدً المواطنين بالإبتعاد عن معسكرات الجيش السوداني وكل المواقع العسكرية في البلاد لانها هي تقع ضمن المواقع التي تستهدفها قوات الجبهة الثورية .
رئيس هيئة اركان الجيش الشعبي : لن تجري انتخابات في هذه الولاية
بعد ان نشرت ( عاين ) مقطع فيديو لنائب رئيس الحركة الشعبية ورئيس هيئة أركانها عبد العزيز الحلو، الذي كان يخاطب قواته وشدد على عدم اجراء الانتخابات في ولاية جنوب كردفان ، بدأ الشارع العام يتحسس أطرافه للخروج من دائرة الصراع ، قبل وصول قوات الحركة الشعبية ، ويقول الناشط بالمجتمع المدني بمنطقة الابيض الاستاذ على ابراهيم النور لـ(عاين) إن عدد النازحين اصبحوا في تزايج وان منهم من اتجه نحو مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كرجفان وان آخرين وصلوا الى مناطق الرهد ، ويضيف ان الحديث الذي ادلى به الحلو ترك صدىً واسعاً لان هذا القائد يتبع حديثه بالعمل .
من جهة اخرى تأكد لـ(عاين) ان نسبة زيادة النازحين في كل من ( أبو كرشولا ،رشاد ، العباسية ، الفيض ام عبد الله، كالوقي، ابوجبيهة ، كادوقلي والدلنج ) ، مما يجعل بعض المناطق في ولاية جنوب كردفان شبه خالية تماماً ، وظل الناس يرددون (الحلو قال مافي إنتخابات الكلام دة مالعب) ، وقد ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( اوشا ) في تقرير له نشره اواخر مارس ( الماضي ) ، اطلعت عليه ( عاين ) إن عدد النازحين وصل الى ( 23,600 ) مواطن وهم يحتاجون الى مساعدات إنسانية عاجلة .
ويرجع على ابراهيم ازدياد عدد النازحين بهذه النسبة العالية الى عدم إطمئنان المواطن الى طرفي النزاع ( الحكومة السودانية والحركة الشعبية ) ويقول ان هجوم الحركة المتوقع في اي وقت سيعقبه قصف من الطيران الحكومي الى جانب الاعتقالات العشوائية التي تقوم بها الاجهزة الامنية ، مطالباً الحكومة السودانية بايقاف الانتخابات فوراً ، ويضيف ( على الحكومة ان توقف اجراءات الانتخابات على الاقل في ولاية جنوب كردفان الى حين التوصل الى اتفاق يحمي الابرياء من الموت ولكي تتم حماية للمواطنين ) .
هذا وقد تشهد الولاية مزيد من العمليات العسكرية لإيقاف الإنتخابات في جنوب كردفان حسب تصريحات نائب رئيس الحركة عبد العزيز آدم الحلو ، مع إصرار الحكومة السودانية على إقامتها في الوقت الذي تفقد فيه دوائر جغرافية في مناطق سيطرة الحركة التقليدية ،إضافة الى تأثر دوائر جديدة بالنازحين الجدد، مما يشل عملية الاقتراع في جنوب كردفان ، ويصبح السؤوال : ماذا ستفعل المفوضية مع تلك المناطق التي اصبحت خالية من السكان ؟