التقديم الإلكتروني للجامعات والمعاهد السودانية
انتهجت وزارة التعليم العالي نهجا مغايرا هذا العام فما يخص التقديم للجامعات والمعاهد العليا مستبدلة
التقديم التقليدي الورقي بالالكتروني في إطار ما أسمته بتسهيل عملية التقديم علي الطلاب وتوفير الجهد والوقت ومواكبة الثورة الالكترونية كما تقول وزارة التعليم العالي ,بداء التقديم فى الثالث من اغسطس الجاري وينتهي في الحادي والعشرون منه ,ويشتمل التقديم على شقين ,الاول التقديم الالكتروني الذي تم فيه استبدال الاستمارة الورقية التقليدية بالاستمارة الالكترونية, وهنا تتم عملية ادخال بيانات الطالب ,والشق الاخر استكمال الاجراءات المالية او دفع الرسوم التى بلغت اربعون جنيهاً
ويوفرالموقع الإلكتروني لوزارة التعليم العالي إرشادات للطالب عند التقديم وطرق سداد رسوم التقديم عبر البنوك وأفرعها ,الدفع عن طريق الانترنت وهوما سمي بالدفع الالكتروني ,والدفع عن طريق نقاط البيع , والصراف الالي ومن ثم الخطوات الواجب إتباعها عند التقديم الالكتروني وتتمثل في خمس خطوات
خطوات التقديم
تبدأ اولى الخطوات بالدخول لموقع التقديم الإلكتروني وملء البيانات الأساسية بصورة سليمة ( الرقم الوطني- رقم الجلوس- المساق – الولاية -) ثم الخطوة الثانية وهي ( إدخال رقم التلفون المحمول علي أن يكون منشطا) الخطوة الثالثة وتسمي الملف الشخصي للطالب وتشمل البيانات الأساسية (اسم الطالب – رقم الجلوس – المدرسة – اسم الوالدة- حالة سداد الرسوم- النوع- الرقم الوطني- الولاية – المساق) الخطوة الرابعة وهي اختيار وترتيب الرغبات ويقوم الجهاز في هذه الخطوة بنصح ومشورة الطالب عند تقديمه في الكليات المختلفة وذلك بوضع الكليات التي يرغب الطالب في الترشح لها بألوان محددة (اللون الأحمر يشير إلى أن الطالب غير مؤهل لهذه الكلية، البرتقالي يشير إلى أن إمكانية الترشيح ضعيفة، واللون الأخضر أن فرصة الترشيح للكلية أعلى) الخطوة الخامسة ويشترط فيها سداد الطالب لرسوم التقديم وعند اكتمالها يتحصل الطالب علي رقم الاستمارة ،وهو الرقم المعتمد عند الوزارة وعليه ايضا الحصول على رقم الايصال المالي للمراجعة ،وعندها يكون الطالب قد تحصل علي الاستمارة الالكترونية للتقديم وتعتبر هذه الخطوة الاخيرة وهي الوثيقة النهائية للتقديم وبدونها لا يعتبرالطالب قد قام بإكمال عملية التقديم ولا تعتمد الرغبات التى اختارها للتقديم ,وعلي الطالب التأكد من إتمام كل العملية بنجاح وإلا عليه إعادة المحاولة من جديد الأمر الذي قد يستغرق وقتا – حسب شبكة الإنترنت ، وقد يحالف البعض الحظ بالتقديم في زمن وجيز لا يتعدى العشر دقائق والبعض قد يضطر لقضاء يوم بأكمله
.جولة في الولايات
تقول (مهاد) من مواليد غرب دارفور الجنينة انها لم يسسبق لها ان استخدمت جهاز الحاسوب من قبل ,لذا اضطرت ان تذهب لمزكر جامعة زالنجي في مدينة الجنينة وهو المركز الحكومي الوحيد في الولاية , وتضيف (مهاد) بانها لم تستطيع اكمال اجراءات التقديم في اليوم الاول وانها عادت في اليوم الثاني لسحب استمارة التقديم ودفعت مبلغ (5 ) جنيهات لسحب الاستمارة ،وتتابع اكتشفت ان الاستمارة لازم فايدة وقمت بالتقديم من احد مراكز الانترنت بسوق المدينة بثلاثون جنيها إضطررت ان أدفع مثيلها مرة أخري لأنني نسيت أن أكتب أحدي الرغبات
اما (احمد) هو ايضا من الجنينة وبرغم معرفته بالحاسوب ,إلا انه أضطر للذهاب الى البنك الوحيد المخصص لاجراءات التقديم الالكتروني في الولاية ,لان طريقة الدفع وشروط التقديم تتطلب منه ذلك ويتعين عليه الدفع عبر البنك لسحب (كرت الشحن) بقيمة ( 50 )جنيهاً اضافة الى (5 )جنيهات تدفع كرسوم لكرت الشحن نفسه ، ويعتقد احمد أن الطريقة التقليدية افضل واسهل بكثير لانها غير مكلفة سوى سحب الدليل ثم ملء البيانات ودفع الرسوم
فيما تصف حنان عملية التقديم بـ”المعاناة” رغم أن الجامعة عقدت ورشة لشرح طريقة التقديم للطلاب إلا ان عدد الذين حضروها كان اكبر ,ورغم أن الوزارة قالت أن التقديم مجاني إلا أن مجمل التكلفة بلغت (85 ) جنيهاً الى جانب رسوم سحب الاستمارة (5 ) جنيهات ، اضافة الى رسوم الدليل بـ25جنيه ، ثم كرت الشحن او الرصيد بمبلغ(55 ) جنيهاً
الضعين
وانضمت جامعة امدرمان الاسلامية في الضعين الى التقديم الالكتروني للجامعات، وشرح مسؤول الحاسوب في الجامعة لـ(عاين) طريقة الدفع والتي تبدأ بسحب الدليل ويتم دفع مبلغ (25 )جنيهاً, وإستمارة التقديم بملغ 25 جنية ,وسحب كرت مدفوع القيمة للوزارة بحوالي 50جنيهاً ,واعفاء أبناء دارفور من الرسوم عن طريق استمارة خاصة بملغ 20جنيهاً وبذلك تكون جملة الرسوم 115جنيهات , مؤكدا أن جميع الإستمارت تم إستلامها من الطلاب رغم وجود صعوبة بالشبكة الانترنت
وذكر احد المعلمين بالمرحلة الثانوية لشبكة (عاين) انه قام بمهام التقديم لعدد من الطلاب , والان يواجه صعوبة فى ارسال جميع الاستمارات ,غير أن إدارة الجامعة طمأنته بأن الإستمارت التي لم ترسل سيتم أرسالها بالطائرة لادارة القبول العام بالخرطوم ، مؤكداً وجود أستثناءات لطلاب ولايات دارفور في مثل هذه الظروف ،فيما قال الطالب (الدومه) انه يخشى من ان تسقط بعض اسماء المتقدمين في نتيجة القبول بسبب الزحام الذي اصبح معتاداً في الايام الاخيرة للتقديم
و من جانبه قال ادم بابكر من ادارة المرحلة الثانوية في ولاية شرق دارفور, ان عدد الطلاب الذين جلسوا لامتحانات الشهادة السودانية هذا العام بلغ ( 6.124 )الف طالب وطالبة اما عدد الناجحين حتى الان لم يتم رصدهم نسبة لظروف شبكة الانترنت وصادفت التجهيزات لفتح المدارس للعام الجديد 2014 -2015
وقصص اخرى في نيالا
بدأ التقديم الالكترونى للجامعات للمعاهد العليا في نيالا متأخراً عن زمنه بيوم واحد ـ وقد بلغ عدد المراكز في مدينه نيالا ( 4 ) مراكز ويتم تسديد رسوم التقديم عبر البنوك مثل بقية الولايات ,وبلغ عدد الطلاب المقدمين للجامعات في ولايه جنوب دارفور اكثر من ( 10 ) الف طالب وطالبة حسب ما ذكر- الاستاذ ابراهيم عبدالصمد لشبكة -عاين
وسبب قلة مراكز التقديم الحكومية المعتمدة وضعف الايدى العامله بها, قد دفع المستثمرون لفتح مراكز تقديم تجارية لتسهيل اجراءات التقديم وادى ذلك الى زيادة رسوم التقديم المقررة ,ويتم بصورة آمنة نوعا ما بعيدا عن ازدحام المراكز الحكومية مما يضطر العاملون في هذه المراكز للعمل لاكثر من 13ساعة فى اليوم
وقد أبدي عدد من أولياء الامور إرتياحهم لفكرة المراكز التجارية حتي يتجنبوا الوقوف لساعات طويلة امام مراكز التقديم الحكومية حيث إضطروا للذهاب مع أبناءهم فى الأيام الأولي للتقديم في مراكز التقديم الحكومية ,اضافه للانتظارفي الصفوف الطويلة أمام البنوك خاصة ان هناك بنكين في الولاية مخصصين لدفع الرسوم ،وهما بنك النيل وبنك الادخار والتنمية
وقال عدد من اولياء الامور لـ(عاين) انهم مضطرون للذهاب مع ابناءهم سواء للبنوك أو مراكز التقديم التي توجد في الأسواق مما قد يعرض أبناءهم لمضايقات تصل الى حد التحرش سواء من المارة ومن بعض أفراد القوات النظامية مما حدا بالأمهات الذهاب مع بناتهن والوقوف في الصفوف بدلا عنهن
الولاية الشمالية
ويقول عبد المنعم والد احدى الطالبات لـ (عاين ) انه قضى حوالي (4 ) ساعات من نهار يوم الثلاثاء الماضي في محل الإنترنت الموجود في قريته “دبة الفقرا” في محلية الدبة, للتقديم لابنته بعد أن اكمل إجراءات البنك في زمن وجيز ,ويضيف أن المشكلة في الموقع الإلكتروني للوزارة , واذا قارنا تقديم هذا العام بالأعوام السابقة فأن عبد المنعم يرى أن التقديم الإلكتروني أفضل بكثير ويصفه بـ”الطريقة الحضارية ” كما تجنبه مشقة التقديم بحاضرة الولاية الشمالية – دنقلا
في بورتسودان لا توجد معاناة في التقديم
وفي مدينة بورتسودان يقول عبد الهادي لـ (عاين ) ان مدينته لا تعاني من مشاكل في شبكة الإنترنت لوجود الكيبلات البحرية, ووفرة المراكز التجارية التى تضع عشرة اضافية كرسوم لها أدى لعدم وجود ازدحام ,ولكن المشاكل تتعلق في الموقع الالكتروني الخاص بوزارة التعليم العالي
وزارة التعليم لن تمد ايام التقديم
وقد اعلنت وزارة التعليم العالي في وقت سابق ,أن الأسبوع الأول شهد تقديم 65% من العدد المستهدف ,وقال الناطق الرسمي للوزارة أسامة العوض في رده علي صعوبات تواجه التقديم باكتمال العدد المستهدف حوالي 129 الف من 149 ألف طالب وطالبة قبل المواعيد ,بمعنى انتهاء التقديم قبل مواعيده , وأن التقديم في ولاية البحر الأحمر فاق العدد المتوقع وكذلك في ولايات ودارفور الخمس والنيل الازرق ، وأن الولاية الوحيدة التي لم يكتمل فيها التقديم حتى الآن “وقت كتابة هذا التقرير” هي ولاية الخرطوم حيث بلغت نسبة التقديم 95%, وقال العوض أن التقديم في خواتيمه لذا لا تري الوزارة أي داعي لتمديده , في حين وصفت وزيرة العلوم والاتصال تهاني عبدا لله عطية في اجتماع لها بمجلس الوزراء التجربة بالناجحة , وقدر المجلس القومي للمعلومات حصيلة الأسبوع الأول من التقديم بأكثر من ملياري جنيه
موظفو البنوك يشتكون
وواجه موظفوا البنوك وقتاً عصيبا نتيجة لضغوط جراء كثرة العمل الأمر الذى جعلهم يعبرون عن ضيقهم وطول فترات العمل , وذكرت احدى العاملات في بنك الإأدخار فرع مدينة نيالا لـ(عاين) ان البنوك لها سعة محددة لخدمة العملاء فقط ,ومع عملية دفع رسوم التقديم في البنوك اصبحنا نعاني من صعوبة في الإجراءات والازدحام الشديد وأزدياد ساعات العمل حيث يتعين علينا العمل لاكثر من ( 13) ساعة متواصلة لتكملة الإجراءات ,كما لاتوجد مظلات تقي المتقدمين من حرارة الشمس والامطار ,مما تسبب في حالات إغماء بين الفتيات
معوقات التقديم الالكتروني
في ولاية جنوب دارفور – نيالا دخل اضراب نقابة المعلمين اسبوعه الثالث, مما عرقل عملية استخراج تفاصيل نسبة النجاح في الشهادة السودانية التي لا تتم الا من المدارس. فضلا عن بطء استخراج الرقم الوطني والذي حل محل الجنسية في عملية التقديم وكل المعاملات
هناك ايضا معيقات اخرى تتمثل في افتقار المحاسبين للتعامل مع اجهزة الحاسوب, وضعف وانقطاع التيار الكهربائى وتذبذب شبكة الانترنت
وقد اجرت شبكة (عاين ) استطلاعات وسط عدد من الطلاب وأولياء الأمور وأشتكي غالبيتهم من تعثر شبكة الانترنت ، وقد قضي بعضهم اسبوعاً بأكمله لإتمام عملية التقديم , وخاصة فى ولاية غرب دارفور- الجنينة التي انقطعت عنها شبكة الاتصالات لاكثر من خمسة ايام متتالية
وخففت مراكز التقديم التجارية من الازدحام و معاناة المتقدمين ,الا ان صاحب أحدى محلات الانترنت التجارية اشتكى لـ”عاين” من سوء الشبكة ، وقال انه أضطر لإيقاف خدمة التقديم الإلكتروني وإرجاع الكرت الخاص الذي بموجبه يتحصل علي الخدمة للشركة المخدمة , ويضيف انه اضطر للاتصال بالشركة التي أبلغته بدورها أن العطل يتعلق بموقع الوزارة ,وقال أن الموقع لا يتحمل الضغط نتيجة لمشاكل الفنية التي تتعلق بالموقع وتصميمه
وعلى مشارف انتهاء الفترة المحددة للتقديم الالكتروني وهي الخميس السادس من اغسطس الجاري يري الكثير من المهتمين وخاصة الطلاب واولياء ,ان وزارة التعليم العالي ان كانت تريد احلال التقديم التقليدي الورقي واستبداله بالالكتروني حتى يتثني للجميع سهولة التقديم والاستفادة من الجهد والوقت ومواكبة الثورة الالكترونية, فان عليها تصميم موقع جيد ,وتوفير مراكز تقديم كافية ومتطورة في كل الولايات,وتدريب الكادر الذى يعمل في هذه المراكز ,والاخذ بالاخطاء والاخفاقات التى حدثت في التقديم الالكتروني هذا العام