استمرار مظاهرات السودان و إعلان جمعة الموت

 

استمرار مظاهرات السودان و إعلان جمعة الموت٢٦ سبتمبر ٢٠١٣

شيعت الخرطوم عشرات الضحايا منذ عصر أمس الأربعاء الموافق ٢٥ سبتمبر. بعد استخدام قوات الأمن السوداني الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. حيث سيطرت على شوارع العاصمة موجة من الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت اعلان الحكومة عن رفع الدعم عن المحروقات. غلب عليها خروج غير منظم لطلاب المدارس والجامعات في مختلف مناطق مدني بولاية الجزيرة، الخرطوم وأم درمان، وقد انتشرت المظاهرات في أنحاء من البلاد شملت مدينة الأبيض بشمال كردفان، مدينة الدويم بالنيل الأبيض ومدينة بورتسودان بالبحر الأحمر.

 

 

وقال شاهد عيان لـ(عاين) من منطقة الكلاكلة بالخرطوم، أن السلطات كانت تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين مباشرة صوب الرأس والصدر، وأن هنالك ثلاث أفراد من المتظاهرين سقطوا أمامه برصاص الأجهزة الأمنية، ويواصل شاهد العيان افادته بأنه حضر دفن ٧ جثث من قتلى المظاهرات في مقابر البكري.

 

 

ويقول المصدر: “إن التعامل العنيف مع المتظاهرين أدى إلى الرد بعنف أيضاً من قبلهم. حيث قام المتظاهرون بحرق ١٠ مقار للمؤتمر الوطني، و ١٨ وحدة إدارية بالمحليات المختلفة داخل العاصمة،    و٦٠ محطة وقود، إضافة إلى ٨ أقسام شرطة وعدد من مراكز بسط الأمن الشامل، وعدد غير محصور من حافلات شركة الخرطوم للنقل المعروفة شعبياً بباصات الوالي”.

 

 

وتشير البيانات التي تحصلت عليها (عاين) عبر شاهد عيان أن عدد المتظاهرين فقط في منطقة الفتيحاب بأم درمان يقدر بحوالي ٤٠٠ شخص من الرجال والنساء معظمهم من طلاب المدارس في المنطقة الواقعة بين لفة سراج وجامعة أم درمان الإسلامية. التي انضم طلابها إلى المظاهرة. أما في الكلاكلة اللفة فقد قال ذات الشاهد في وقت لاحق أن عدد المتظاهرين كان يقدر بـ٢٠٠ شخص في مواقع متفرقة احتشدوا في مجموعات حسب وصفه.

 

 

وفي سياق متصل، صرح مصدر عسكري لـ(عاين) فضل حجب اسمه، أن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد، كان قد أفاد في اجتماع داخل مقر القيادة العامة للقوات المسلحة صباح اليوم أن مهمة الجيش هي حماية المنشآت العسكرية فقط. في اشارة مفادها أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني بالإضافة إلى أجهزة الشرطة المختلفة هي المخولة وحدها للتعامل مع هذه الأحداث.

 

 

وقد تضاربت التقارير من الجهات المختلفة حول عدد القتلى. حيث تقول الجهات الرسمية أن عددهم قد بلغ الـ١٠ أفراد في عمليات قام بها “بعض المخربين” حسب وصف السلطات، في صحف الخرطوم الصادرة اليوم. بينما تحصلت (عاين) على نسبة الوفيات من قبل الناشطين والإدارات الأهلية فكانت تقارير الناشطين تشير إلى ١٣٠ قتيل. بينما تقول الإدارات الأهلية من عمد ومشايخ أن حصيلة القتلى ١١٠ شخص ٤٠ منهم يتبعون للأجهزة الأمنية. فيما وصل عدد الجرحى إلى رقم يصعب حصره، حيث امتلأت مستشفيات الحوداث بالجرحى لدرجة أن بعض المستشفيات أعلنت حالة الطوارىء، كمستشفى أم درمان للحوادث، ومستشفى البشائر، ومستشفى البلك.  

 

 

وتجدر الإشارة إلى أن المظاهرات التي عمت السودان قد غلب عليها غياب التنظيم. إلا أن مجموعات متفرقة من الأحياء بادرت بتنظيم نفسها خارج نطاق القوى السياسية والتنظيمات الشبابية وأعلنت عزمها على الخروج عقب صلاة الجمعة فيما أطلق عليه “جمعة الموت”، وقد انتشرت العمليات الاحتجاجية بمناطق متفرقة في نفس الوقت بطريقة يصعب حصرها ويصعب احتواء المظاهرات من قبل الأجهزة الأمنية، وهو ما يؤدي إلى استمرار عمليات القمع واطلاق الرصاص الحي فى كافة أماكن التظاهر.

 This is debug window. Set define(‘DEBUG’, FALSE) in config.php file to hide it.