اتساع مقاطعة عملية الاقتراع في اليوم التالي للانتخابات … والصور لا تكذب

اتساع مقاطعة عملية الاقتراع في اليوم التالي للانتخابات ... والصور لا تكذب

تقرير : عاين

١٤ابريل ٢٠١٥

رغم تقارير الصحف السودانية الموالية للنظام الحاكم بان عدد الذين ادلوا باصواتهم في اليوم الاول للانتخابات بلغ (3 ) مليون ناخب ، الا ان الصور التي التقطها مراسلو ( عاين ) تثبت حقيقة اخرى الى جانب شهود العيان ، وقد شهد اليوم الثاني للاقتراع السودانية مقاطعة بدت أكبر من اليوم الأول ، رغم انتهاء العطلة التي منحتها الحكومة للشعب السوداني في اول يوم عملية الاقتراع ( الاثنين ) ، وعودة الحياة الى شوارع العاصمة ، غير ان حملة المقاطعة تواصلت وبشكل اوسع ، ما دعا المعارضة تؤكد ان حملة المقاطعة التي ابتدرها مع  جماهير الشعب قد اثمرت وعلى نطاق واسع في العاصمة والاقاليم بشكل لم يكن في توقعات احد .

الحكومة تعترف بضعف الاقبال ويتجه لمد يوم للاقتراع

اعترف النظام الحاكم نفسه بضعف الاقبال مما دفعه لانجاح العملية الانتخابية يعطي ساعة اضافية في ايام الاقتراع ويمد يوماً آخر الى جانب تقديم الحوافز المالية للجان انتخاباته في الولايات والدوائر التي تتميز عن غيرها بكثرة الناخبين وبحسب مصادر تحدثت لـ ( عاين )  وصلت الحوافز المالية الى مبالغ كبيرة وصلت (100 ) مليون جنيه  للدائرة في اشارة الي ضعف الاقبال ، في مقابل ذلك واصلت السلطات الامنية حملات الاعتقالات الواسعة ضد الناشطات والناشطين ، ووجهت الصحف بكتابة عناوين رئيسية تظهر فيه ان نسبة الاقبال كبيرة جداً للذين ادلوا باصواتهم خلال ايام الاقتراع .

وقد تجاوزت الاعتقالات اكثر من (20 ) من الشابات والشباب ابرز المعتقلات الدكتورة ساندرا فاروق كدودة من الحزب الشيوعي والتي انكر جهاز الامن وجودها بحراساته رغم اقتياده لها من الشارع العام من امام دار حزب الامة القومي في مدينة ام درمان ، وشملت الحملة سلوى ادم بنية من الحركة الشعبية لتحرير السودان ( شمال ) وآخرين ، ويتوقع المراقبون ان تتوسع حملة الاعتقالات عقب انتهاء الانتخابات التي ربما يتم تمديدها الى يوم الخميس بدلاً عن الاربعاء بسبب ضعف الاقبال ، كما تمت اضافة ساعة اخرى على للمراكز في اليوم الثاني لعملية التصويت ، فيما اصدر الامين العام للمفوضية القومية للانتخابات جلال محمد احمد تعميماً الى المراكز التي تم تصوير موظفيها ونشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وهم يغضون في نوم عميق بتهديدهم بانهم سيحرمون من الحافز المالي اذا تكرر ذلك .

جهاز الامن يختطف ساندرا كدودة وينكر وجودها بطرفه

ويؤكد الدكتور امجد فريد زوج الناشطة الدكتورة ساندرا فاروق كدودة لـ( عاين  ان ساندرا كانت متجهة الي دار حزب الامة القومي في الليلة التي سبقت بداية عملية التصويت للمشاركة في حملتي ( ارحل ) ومقاطعة الانتخابات التي نظمتها قوى الاجماع الوطني  ، ويقول ان جهاز الامن اوقف سيارتها في شارع الموردة قرب دار حزب الأمة القومي مكان الفعالية ( امام مدرسة الموردة ) ، ويضيف ( كانت لحظتها تتحدث مع شخص كان موجوداً داخل دار حزب الأمة والذي استمع الى حديثها مع الاشخاص الذين قاموا بتوقيفها حيث سمعها تسأل عن بطاقاتهم وسمع جلبة بعد ذلك تم اغلاق هاتفها الجوال ) ، ويسرد قائلاً ( وبعد البحث عنها وجدت سيارتها في المكان الذي تم توقيفها فيه وبداخلها المفتاح وقمنا بفتح بلاغ بالرقم 197 / 47 اجراءات جنائية لدي الشرطة في موقع الحدث ) وقال أن الاسرة ستتابع هذا البلاغ الي ان تعثر على ساندرا وانها تقدمت بخطاب الي استعلامات الأمن طالبت فيه معرفة مكان اعتقالها ، ويضيف ( لقد انكر جهاز الامن مكان وجودها لكن سنقلب طوب الأرض من أجل معرفة مكانها ومعرفة من قام باختطافها بهذه الطريقة الاجرامية التي لا تشبه الا اجهزة الأمن السوداني ) .

من جهتها تقول الدكتورة اسماء السني والدة الناشطة الدكتورة ساندرا كدودة لـ (عاين ) أن استعلامات الأمن رفضت اخبارهم عن مكانها وانكروا وجودها معهم ، وتضيف (نحن لا يخالجنا شك في انها بطرف جهاز الامن وهو من قام باختطافها من الطريق العام ولا نريد من سلطات الامن معرفة ان كانت لديهم أو لا بل نريد أن نعرف في مكتب من مكاتب جهازهم هي ولن نألوا جهدا في ذلك حتي تعود ساندرا الي المنزل ) .

المعارضة : مقاطعة المواطنين للانتخابات احكمت من عزلة النظام

وفي سياق غير بعيد تقول نائبة رئيس حزب الامة المعارض الدكتورة مريم الصادق المهدي لـ(عاين) ان مقاطعة المواطنين لهذه الانتخابات بهذه الصورة الواسعة اوضحت ان النظام الحاكم ليس لديه جماهير على ارض الواقع ، واصفة الانتخابات بالمهزلة والتزوير ، واشارت الى ان القوات النظامية شاركت في عملية الاقتراع الى جانب سقوط اسماء مرشحين للانتخابات الرئاسية من كشوفات الناخبين الى جانب اخرين غير منضوين لعضوية حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، اضافة الى مشاركة الاطفال من هم دون (15 ) عاماً ، وتضيف ان قوى المعارضة غير معنية بهذه الانتخابات لانها غير ديموقراطية وقاطعتها بشكل واسع وخلفها الشعب السوداني والمجتمع الدولي الممثل في الاتحاد الاوربي ، كندا ودول الترويكا ( الولايات المتحدة ، بريطانيا والنرويج ) ، وتابعت ( المواطن السوداني قاطع الانتخابات بوعيه عبر تجاهله التام وحملة ارحل من اجل التعريف بخطر النظام الحاكم على المديين الآني والبعيد )

وتشير مريم المهدي الى ان الشعب السوداني عليه الاتجاه نحو البديل الموضوعي للنظام بعد ذهابه ، والانتخابات التي تجرى حالياً يقول الكثير من قيادات المعارضة انها غير دستورية الذي اقره النظام الحاكم ولكنه قام بتغييره قبل اجراء الانتخابات ليتوافق مع عملية التزوير التي يقوم بها ، وقبل بدء عملية الاقتراع رفض المؤتمر الوطني تنفيذ تعهداته التي قطعها مع الاتحاد الافريقي وخارطة الطريق للحوار الوطني وفق قرار مجلس السلم والامن الافريقي (456 )  .

وتقول مريم الصادق المهدي  أن المقاطعة الحالية مؤشر علي رفض الشعب لسياسات النظام الذي استمر لـ ( 26 )عاماً بدون أن يقدم حل لازمة السودانية التي تفاقمت كما ان المقاطعة تعني تماسك برنامج قوى المعارضة الذي يتوافق مع طموحات جماهير الشعب السوداني ويقف الى صفها ، وتضيف أن حملة الاعتقالات التي قامت بها أجهزة الامن في العاصمة والولايات توضح كذلك ان النظام علم مبكرا بفشل عمليته الانتخابية لذلك لجأ الي اساليبه القديمة التي لم تخلي عنها اصلا ,

فيما يقول القيادي بتحالف قوي الاجماع الوطني والناطق بأسم الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف لـ(عاين) أن حملة المقاطعة غير المسبوقة التي شهدتها الانتخابات الحالية في السودان توضح بجلاء ان الحزب الحاكم استنفذ كل رصيده السياسي في البلاد ولدي المواطنون الذين علموا ما يخبئه لهم ان اعادوا انتخابه مرة اخري ، ويضيف ان نجاح حملة المقاطعة كان ساحقاً والتي دعت لها المعارضة السودانية تحت مختلف المسميات مقابل حملات الكذب والتضليل التي قام بها النظام ولم يصدقه احد فيها ولن يصدقه أحد بعد اليوم ، ويشير الى ان الانتخابات كانت معروفة انها غير ذات جدوي خاصة بعد ان رفض الاتحاد الاوربي والترويكا وكندا وكل القوي المحبة للسلام مراقبتها ، ويقول ( هذه رسالة سالبة للنظام لو كان فيه من يعقل بمثل هذه الاشارات ) .

قوى الاجماع : الشعب مستعد لاحداث الانتفاضة الشعبية

ويرى القيادي في قوى الاجماع الوطني ان مقاطعة الانتخابات فيها خير كثير حيث  اثبتت لكل القوي العالمية التي كانت تطالب المعارضة بالجلوس مع النظام بحكم وجوده في الارض أن النظام لا وجود حقيقي له ، ويقول ان حزب المؤتمر الوطني يحكم عبر الاجهزة الامنية والقوات النظامية كما اثبت انه نظام مراوغ لا يمكن ان يقدم حلول لمشاكل السودان ، وينظر الى ان الواقع الماثل سيعطي قوى المعارضة مزيد من الدعم السياسي الذي تحتاجه من قبل الاتحاد الاوربي ودول الترويكا وكندا التي رفضت مراقبة الانتخابات ومن ثم النظام اثبت لها عدم جديته في حل ازمة البلاد بالجلوس مع المعارضة في حوار سياسي شامل ، ويعتقد صديق يوسف ان الوضع الراهن يؤكد عزلة النظام داخلياً واستعداد الشعب لاسقاطه بالقوة عبر الانتفاضة الشعبية ، التي يقول انها ستنتظم الشارع السوداني بعد ان عرف النظام الحاكم حجمه الحقيقي رغم مكابرته وزيادة قبضته الامنية باعتقال الناشطات والناشطين ورفضه توضيح اماكن احتجازهم كما هو ماثل في حالة الدكتورة ساندرا فاروق كدودة ، ويضيف ( النظام يريد ان العودة الى المربع الاول بتشديد قبضته الامنية ولكن ستخرج جماهير شعبنا لاسقاطه بشكل نهائي ) .

ويرى محللون في الخرطوم ان الاقبال الضعيف علي العملية الانتخابية التي اقامها الحزب الحاكم وسط مقاطعة واسعة من المواطنين وكافة قوي المعارضة الحقيقة ورفض المجتمع الدولي من مراقبتها ان العزلة تطوق بخناق النظام داخلياً وخارجياً ، ويتوقع هؤلاء المحللون ان يبدأ النظام بحملات مسعورة وانتقامية بالعودة للاعتقالات والاختطاف وترهيب الناشطات والناشطين لصرف انظار الراي العام عن فشله الذريع وسيحاول اقناع السودانيين والمجتمع الدولي ان نتيجة هذه الانتخابات لتمهيد العملية السلمية عبر الحوار السياسي مع المعارضة المسلحة والسلمية .

مشاركة الاتحاد الافريقي في مراقبة الانتخابات يشكك في حياديته

وحول مشاركة الاتحاد الافريقي في مراقبة هذه الانتخابات عبر المتحدث باسم قوى الاجماع بكري يوسف عن اسف المعارضة لهذه المشاركة ، ويقول لـ ( عاين ) ان الاتحاد الافريقي ممسك بعدد من الملفات التي تتعلق بالازمة السودانية والبحث عن طرق حلها باعتبار انه طرف وسيط يفترض فيه الحيادية ، ويضيف ان موقف الاتحاد الافريقي بمشاركته في مراقبة هذه الانتخابات غير اخلاقي وسيحكم عليه التاريخ وهو اخفاق في دوره كوسيط في العملية السلمية بين اطراف النزاع السوداني .

في ذات السياق يضيف الكاتب الصحفي في صحيفة ( الميدان ) كمال كرار ان الشارع السوداني عبر عن استياءه من موقف الاتحاد الافريقي ، ويقول لـ ( عاين ) ان موقف الاتحاد الافريقي كان متوقعاً لانه نادي يعبر عن الحكومات الدكتاتورية في القارة .

ومن جانبه يشير مستور احمد محمد القيادي في حزب المؤتمر السوداني وعضو قوي الاجماع الوطني الى ان قرار الاتحاد الافريقي في مراقبة الانتخابات السودانية يزيد من فجوة الثقة بين قوى المعارضة والاتحاد الافريقي،ويقول لـ(عاين) ان الانتخابات الجارية الان لا تتوفر فيها اي المعيار الدولية حول نزاهتها ، مؤكداً انحياز الاتحاد الافريقي للنظام ومحاولة للاعتراف بشريعته الزائفة ، ويقول ان ذلك سيؤثر في دور الاتحاد في المساهمة في الحل السلمي في البلاد ، ويضيف (  خطوة الاتحاد الافريقي تفتقد الي الشجاعة خاصة ان النظام ينافس نفسه وكان على مجلس السلم والامن الافريقي ان يتخذ قراره دون مجاملة ) .

ويري المحامي والناشط الحقوقي عبدالمنعم محمد ادم انه توجه من اصحاب الدعم الاقليمي الذي يبحث عنه النظام في الخرطوم ،ويقول لـ(عاين) انه توجه الاتحاد الافريقي الداعم لمقاطعة المحكمة الجنائية الدولية لانهم يدعمون بعضهم البعض في الموقف ضد شعوبهم، ، ويضيف ان الرؤساء الافارقة يخشون من مذكرة المحكمة الجنائية لاعتقال البشير، وهم يريدون هذه الاجواء التي تجعلهم جالسين علي كارسي السلطة ، دون تحقيق التحول الديمقراطي الذي تحلم به الشعوب الافارقة .

 This is debug window. Set define(‘DEBUG’, FALSE) in config.php file to hide it.