آلاف النازحين يواصلون اعتصامهم بمخيم كلمة للمطالبة ببقاء (يوناميد)
8 ديسمبر 2020
واصل آلاف النازحين اعتصامهم لليوم الثاني على التوالي، بمخيم كلمة للنازحين، شرقي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي البلاد، للمطالبة ببقاء البعثة المشتركة للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد).
ومن المنتظر أن ينتهي تفويض يوناميد في دارفور نهاية الشهر الحالي، وقد اجتمع مسؤولون بالبعثة بقيادات النازحين، لإبلاغهم بالأمر.
ويعقد مجلس الأمن جلسة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، للتقرير بشأن إنهاء وجود البعثة أو التمديد لها.
وقال المنسق العام للنازحين واللاجئين، يعقوب محمد آدم، إن “وفداً من يوناميد التقاهم اليوم الثلاثاء، حيث أبلغهم بأن قرار بقاءهم من عدمه يعتمد على مجلس الأمن، وانهم متفهمين لأوضاع النازحين وما يحتاجونه من دعم وحماية”.
وأضاف آدم لـ(عاين)، أن الحكومة لم تتواصل معهم فيما يخص القضية، غير أنه أشار إلى أن النازحين مصممون على الدفاع عن حقهم في الحماية وتوفير الأمن ببقاء البعثة.
وكشف يعقوب، عن مشاركة واسعة لسكان مخيم كلمة المكون من 10 وحدات مركزية، حيث يعتصم الآلاف في الجهة الجنوبية للمخيم قريباً من مقر يوناميد الواقع بمحلية بليل، لافتاً إلى مجيء مواكب للنازحين من مخيمات: “عطاش، السلام، السريف، سكلي ودريج “، فضلاً عن وصول أفراد من مدينة كاس التي تبعد نحو 70 كلم من نيالا، وأنهم بانتظار وصول مجموعات كبيرة غداً الأربعاء.
وشدد المنسق العام للنازحين واللاجئين، على أنه في حال جاء قرار مجلس ضد مصالحهم، فإنهم قرروا ابتدار احتجاجات واسعة تشمل جميع مخيمات النزوح في دارفور البالغة 175 مخيماً، وأنهم سينقلون الاحتجاجات إلى المدن.
ويرفض النازحون خروج بعثة يوناميد من إقليم دارفور حيث يرون أن خروجها وتسليم مقراتها للحكومة السودانية سيخلق فراغاً أمنياً ويشجع المليشيات بمسمياتها المختلفة لارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات دون أن تطال يد العدالة الجناة.
في السياق، طالب رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد النور، المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان، دعم بلاده لبقاء بعثة يوناميد.
وقالت الحركة في بيان لها، خلال لقاء جمع قادتها بالمبعوث البريطاني روبيرت فيرويدز في العاصمة اليوغندية كمبالا الاحد، أنه رغم ضعف وقصور البعثة، إلا أن خروجها من دارفور فى ظل المعطيات الحالية سيخلق فراغاً أمنياً كبيراً يشجع على استمرار ارتكاب الامتهاكات والجرائم ضد المدنيين، فضلاً عن أن القوات الحكومية غير مؤهلة لملء الفراغ الذى يحدثه خروج البعثة وهى ليست طرفاً محايداً فى الصراع حتي تقوم بحماية من ساهمت فى تشريدهم وحرق قراهم.
واندلعت الحرب في إقليم دارفور عام 2003، عندما أعلنت فصائل مسلحة تمردها على الدولة، للمطالبة بتقاسم الثروة والسلطة، وإزالة الفوارق التنموية والتهميش السياسي والاقتصادي، إلا أن الحكومة وقتها شنت عمليات عسكرية ضدهم.
وخلف الصراع في دارفور نحو 300 ألف قتيل، وأكثر من مليوني نازح ولاجئ بحسب ما تقول الأمم المتحدة.
وفي 2006، وبعد ضغوط دولية عقدت الحكومة السودانية اتفاق سلام في أبوجا النيجيرية، مع إحدى فصائل حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، ومع آثار الحرب التي تفاقمت قرر مجلس الأمن الدولي إرسال بعثة يوناميد لحماية المدنيين في دارفور.
وجرى نشر قوات بعثة حفظ السلام المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور في العام 2007، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1769، قوامها (26) ألف فرد بهدف حماية المدنيين، وحماية عمال الإغاثة، وحماية أفراد البعثة.