وصول الفوج الاول من اللاجئين السودانيين الى الخرطوم وسط اجراءات امنية

ترحيل اللاجئين السودانيين من عمان الى الخرطوم قسراً

– شبكة عاين – الجمعة 18 ديسمبر 2015 –

وسط اجراءات أمنية مشددة استقبلت صالة (الحج والعمرة) في مطار الخرطوم ظهر الجمعة الثامن عشر من ديسمبر الجاري اول مجموعة من اللاجئين السودانيين وعددهم  (430) عبر ثلاث طائرات  من مطار (الملكة علياء) في عمان، وتبلغ جملة الذين سيتم ترحيلهم الى الخرطوم (800) لاجئ سوداني، ويتوقع ان يتم نقلهم في وقت لاحق،  وقد قامت الحكومة الاردنية بترحيل طالبي اللجوء السودانيين الذين رفضوا اعادتهم الى موطنهم، واشبتكت الشرطة الاردنية مع اللاجئين اثناء محاولة ترحيلهم.

الخارجية السودانية تعلن استعدادها لارسال طائرات لنقل اللاجئين

وكانت الحكومة السودانية قد اكدت على لسان المتحدث باسم الخارجية علي الصادق  جاهزيتها لاسترجاع (800)لاجىء من الاردن معظمهم من اقليم دارفور، فيما عبرت المتحدثة باسم الامم المتحدة في الاردن عن قلقها بترحيل عدد (430) من جملة (800 )لاجىء كانت قد اعتقلتهم السلطات الاردنية يوم الاربعاء. وافادت متابعة (عاين) عن وصول الدفعة الاولى الى مطار الخرطوم بصالة الحج والعمرة تحت حراسة امنية مشددة، وناشد اللاجئون السودانيون المنظمات الحقوقية والناشطين للعمل على وقف الانتهاكات الواقعة عليهم من قبل السلطات الاردنية، واكد احدهم في حديثه لـ (عاين ) أن اوضاعهم في غاية السوء واكد وقوع وفيات وسط النساء والاطفال بسبب استخدام الشرطة الاردنية الغاز المسيل للدموع في مواجهتهم.   

احداث عمان اعادت الى الاذهان احداث ميدان عبد المنعم رياض بالقاهرة

ويواجه اللاجئون السودانيون في الاردن خطة محكمة لترحيلهم قسرياً الى العاصمة السودانية، واعادت  احداث اللاجئين السودانيين بالاردن الى الاذهان حادثة ميدان عبد المنعم رياض التي راح ضحيتها (25لاجئي سوداني، واعتبر المراقبون تلك الواقعة بانها تمثل عنصرية من بعض الدول العربية  ضد السودانيين، وتقول الصحفية المصرية نورا يونس لـ (عاين ) ان فكرة اللجوء والتعاطف في  بعض المجتمعات العربية متعلقة بلون البشرة، وتشير الى أن التعامل في مصر مع اللاجئين السودانيين والافارقة يتم بصفة عامة بطريقة مختلفة ويتم ترحيلهم في كثير من الاوقات، وتقول ( يختلف الامر عن اللاجئين السوريين الذين يلقون قبولاً وتتم مساعدتهم من خلال مبادرات المجتمع المدني المصري ).

وتقول يونس التي سبق ان حصلت على جائزة منظمة ( هيومان رايتس فرست ) الامريكية لتغطيتها احداث اعتصام اللاجئين السودانيين في القاهرة ان المجتمع المدني المصري اندهش للتنسيق الذي تم بين الامم المتحدة والسلطات المصرية في فض ذلك الاعتصام امام مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ( ميدان عبد المنعم رياض ) اواخر ديسمبر 2005، وتشير الى ان معظم موظفي المفوضية ذهبوا الى اجازة اعياد ( الكريسماس ورأس السنة )، وتضيف ( لقد تم فض الاعتصام بوحشية ولم يكن هناك مكان للخروج الآمن ).

اتهام بتواطؤ مفوضية اللاجئين مع الحكومة الاردنية

ومن جانبه ادان الباحث في جامعة ( كورنيل ) الامريكية أحمد حسين آدم العنف الذي استخدمته الشرطة الاردنية في مواجهة اللاجئين السودانيين، معتبراً ان المفوضية السامية لشؤون اللاجئين كانت متواطئة مع السلطات في عمان، ويضيف ( هؤلاء اللاجئون عزل وبينهم اطفال ونساء وهذا يمثل خرق واضح للاعلان العالمي لحقوق الانسان، كمان ان السلطات الاردنية لديها التزام اخلاقي وانساني لانها وقعت على االاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين لعام 1951)، ويقول (ما حدث في عمان فيه نوع من العنصرية تجاه اللاجئين السودانيين خاصة ان هناك لاجئين من دول اخرى لم يتم التعامل معهم بذات الصورة وهي في كل الاحوال مدانة )، ويضيف ان اللاجئين السودانيين في عمان فروا من حرب الابادة الجماعية التي يقوم بها نظام الخرطوم في مناطق الحرب ( دارفور، جبال النوبة والنيل الازرق )، وتابع ( احمل الحكومة الاردنية مسؤولية ما سيقع على اللاجئين عند وصولهم الى الخرطوم خاصة إن اقليم دارفور قد وقعت فيه ابادة جماعية معترف به عالمياً )، متهماً الحكومة السودانية بانها تلاحق اللاجئين الفارين من الابادة الجماعية، ويقول (نظام البشير يسمسر بدماء اللاجئين السودانيين )، مناشداً المنظمات الدولية ممارسة الضغوط لكي تتراجع السلطات الاردنية عن حملتها ضد السودانيين وان تمتثل للقانون الدولي، ودعا الى اللجوء الى القضاء الدولي.

صفقة دولية للتعامل مع اللاجئين السودانيين

وكانت المعارضة السودانية  وقيادات المجتمع المدني قد استبقوا احداث الاردن متهمين الحكومة السودانية بالتنسيق مع العديد من الدول التي تأوي سوادنيين لإرجاعهم وقبض اثمان معاناتهم، وكان السكرتير العام للحركة الشعبية ياسر عرمان  اول من اتهم الخرطوم  بعقد صفقة مع بعض الدول لاستقبال لاجئين سوريين مقابل قدر من المال وإرجاع سودانيين من بعض الدول الاوربية ولكن الخارجية السودانية سارعت بالنفي. ومضى في ذات الاتجاه  المحامي السوداني المقيم بلندن علي العجب، الذي قال لـ (عاين ) ان عملية ترحيل اللاجئين السودانيين التي نفذتها الحكومة الاردنية بمساعي من الحكومة السودانية عبر خطة لئيمة بإبرام اتفاقيات مع العديد من الدول التي تأوي السودانيين وتقبض اثمان ترحليهم، ويضيف ان الخرطوم خدعت تلك الاطراف انها مستعدة لتوفير مشاريع اعاشة لكفالتهم، واوضح ان هذه  فكرة جديدة للاستثمار في معاناة من هربوا من جحيم حروبات السودان، مطالباً بكشف النقاب عن هذه الممارسات التي تطأل اللاجىء السوداني في كافة دول العالم.

و من جانبه اعتبر المحامي السوداني  نبيل اديب أن اللاجئين السودانيين في الاردن يمثلون طالبي اللجوء السياسي لا يمكن أن يتم ترحيلهم الى البلد التي تم اللجوء أو الذي هربوا منه، و يضيف لـ(عاين)  ان من حق الاردن أن ترفض طلب اللاجئ السياسي لعدم موافاة الشروط القانونية ولكن لا يمكن ابعاده الى بلده بل يتم ترحيله فقط الى بلد اخر حفاظاً على سلامته، و ناشد اديب الدول على مرآعاة المادة (14) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و التي تنص على حق الفرد في (أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد)،  وشدد على ان الاردن بما فعلته اصبحت خارقة للمواثيق الدولية.