نذر مجاعة تهدد ولايات دارفور والموطنون ياكلون ثمار الاشجار لتفادي الموت
١٤مايو٢٠١٤
تقرير :عاين
تهدد المجاعة ولايات دارفور بسبب قلة المحصول الغذائي لهذا العام الى جانب نفاذ المخزون الغذائي في وقت مبكر مما ادي الي ارتفاع اسعار الحبوب الغذائية فضلاً عن عدم امتلاك الولايات لما يسمي بالمخزون الاستراتيجي الامر الذي جعل المواطنين يلجأون الي اكل ثمار الاشجار وحفر بيوت النمل من اجل امتلاك قوت يومهم .
وكان برنامج الغذاء العالمي قد اعلن في شهر مارس الماضي أن (30) % من سكان دارفور امنهم الغذائي مهدد وفي حاجة ماسة للمساعدات الغذائية ، بيد ان حكومات هذه الولايات عاجزة عن تقديم المساعدات ، وليس في مقدرتها الاعلان عن وجود مجاعة في ولاياتهم باعتبار ان ذلك يقع ضمن اختصاص الحكومة المركزية في الخرطوم ، ويري مراقبون ان الاوضاع المعيشية في ولايات دارفور تنذر بوقوع كارثة انسانية وربما ادت الي تكرار المجاعة التي وقعت في منتصق ثمنينات القرن الماضي الامر الذي يتطلب من الحكومة اعلان المجاعة في دارفور وعزا المزارعون فشل الموسم الزراعي نتيجة للحرب الدائرة في الاقليم منذ اكثر من عشر سنوات .
تكرار مجاعة الثمانينات لفشل الموسم الزراعي
وتخوف عدد من المواطنين في ولايات دارفور من تكرار المجاعة الشهيرة التي ضربت الاقليم عام 1985 والتي تعد الاسؤ في العالم مما جعل اهل الاقليم يحفرون بيوت النمل للحصول علي الغذاء
وكشف مسئول حكومي بولاية شمال دارفور فضل حجب اسمه لـ(عاين) ان الاوضاع الانسانية في ولايات دارفور تنذر بمجاعة وكارثة انسانية لان كل المؤشرات تؤكد ذالك ، وقال ان الاوضاع الانسانية صعبة للغاية نتيجة لقلة الغذاء واضاف ان الحرب الدائرة افرزت هذه الفجوة الغذائية ، وقال ان الحروبات الدائرة الان ساهمت في زيادة معاناة المواطن الى جانب ضعف الخدمات التي قال ( انها اذاقت المواطن مر المعاناة وجعلته في أدنى مراتب الفقر ولا يستطيع أن يصمد كثيراً امام ما يواجهه من هذه المعاناة ) ، واضاف ان المواطن في دارفور اصبح الان لا يملك قوت يومه وان حكومات الولايات عاجزة عن تقديم اي مساعدات وحول المخزون الاستراتيجي اقر المسؤول الحكومي بان الخرطوم تتحدث عن مخزون استراتيجي في الاعلام فقط وان الولاية ليس لديها مخزون استراتيجي ، مشيراً الى فصل الخريف في هذا العام كان شحيحاً ، الحروب القبيلة التي انتشرت في الاونة الاخيرة بولايات دارفور بين القبائل في بعضها اثرت في عملية الزراعة ، مشدداً على ان ولاية شمال دارفور تعيش اوضاعا معيشية صعبة مطالباً حكومة الخرطوم بتقديم المساعدات لمعالجة هذه الازمة قبل ان تنفجر الازمة
من جانبه اكد نائب رئيس اتحاد مزارعي ولاية شمال دارفور محمد الحسن بدوي لـ (عاين ) فشل الموسم الزراعى نتيجة للافات التي ضربت المناطق ، وقال ان الوضع الغذائي في دارفور غير مطمئن في الوقت الراهن ، واضاف ان هذا الوضع يتطلب من الحكومة المركزية والمنظمات الانسانية تقديم الغذاء في ظل ارتفاع الحبوب الغذائية نتيجة لضعف المحصول ، واضاف ان المحصول لهذا العام هو أقل من العام السابق مما سبب نقصا في المواد في الاسواق في شمال دارفور وبعض اجزاء من غرب دارفور وارتفع اسعار الحبوب ، وقال ان غالبية اهل دارفور لا يستطيعون شراء الحبوب وهذا يشكل ازمة انسانية جديدة ستطل برأسها في هذه الولايات ، مطالباً الحكومة بالتدخل لمعالجة الازمة في اسرع وقت ممكن الامر
المخزون الاستراتيجي في للاعلام فقط
من جانبه اكد الصحفي الاقتصادي في ولاية جنوب دارفور عزالدين دهب لـ(عاين ) ان المجاعة اصبحت تهدد الاقليم ، واضاف (برزت في هذه الايام بوادر فجوة غذائية تهدد سكان اقليم دارفور المنكوب منذ اكثر عشر سنوات ) ، وقال ان الحرب الاهلية في الاقليم الى جانب النزاعات القبلية ونشاط مليشيات الجنجويد كانت وراء فشل الموسم الزراعي ، واضاف ان طرد المنظمات الدولية التي كانت تقدم المساعدات الانسانية والغذائية اثرت بشكل كبير في خلق الفجوة الغذائية لا سيما وسط النازحين الذين ليس لديهم مقدرة في الحصول على الغذاء ، وقال ان المواطنين في بعض مناطق دارفور يعانون نقص حاد في المواد الغزائية اذ بلغ سعر جوال الذرة 750 جنيه سوداني الى جانب ارتفاع المواد الغذائية الاخري ، مشيراً الى ان نقل المحاصيل والمواد الغذائية تشكل اكبر المعضلات خاصة مع اقتراب موسم الخريف حيث تغلق العديد من الطرق .
وانتقد دهب صمت الحكومتان الولائية والمركزية حيال الازمة ، وقال ان حكومة الولايات عاجزة في طمئنة المواطنين رغم حديثها عن المخزون الاسترانيجي ، واضاف ( لم ترد تقارير حكومية عن المخزون الاستراتيجي وتوفير الغذاء وخفض اسعار السلع خاصة الحبوب لطمئنة المواطنين )، مناشداً الحكومة المركزية بالتدخل العاجل لتفادي الكارثة إلانسانية التي يمكن أن تحدثها الفجوة الغذائية الكبيرة التي يعيشها الاقليم
وكانت الامم المتحدة اعلنت في شهر مارس الماضي ان 30% من سكان دارفور مهددون بالمجاعة وان وضعهم الامني الغذائي محتاج الي مساعدات عاجلة وان برنامج الغذاء الاعالمي اجري مسوحات في دارفور وتبين له وفقا لذلك ان (30) % من سكان الاقليم وضعهم الأمني الغذائي مهدد بشكل عام وفي حاجة الى مساعدات انسانية .