توتر في الخرطوم بعد معارك أبو كرشولا
١٦ مايو ٢٠١٣
شهدت العاصمة السودانية حالة غير مسبوقة من التوتر لاحتمالات دخول قوات الجبهة الثورية إليها، وزاد من قلق المواطنين إعلان الحكومة رفع حالة الاستعداد العسكري. حيث شوهدت منذ يوم الأربعاء العشرات من المصفحات والمدرعات تجوب شوارع الخرطوم مع انتشار كثيف للجيش والشرطة والأجهزة الأمنية عبر نقاط التفتيش على الجسور وعدد كبير من الشوراع الرئيسية.
وفي تطور لافت. هاجمت الأجهزة
الأمنية ظهر الخميس حلقة نقاش أسبوعية تنظمها رابطة طلاب دارفور بجامعة أم
درمان الأهلية. مستعينة بمجموعات من الطلاب الجامعيين المناصرين لحزب
المؤتمر الوطني الحاكم. مما أدى لاشتباكات قوية بين الطرفين استخدمت فيها
السواطير والسيوف بالإضافة إلى العصي والقنابل الحارقة (المولتوف)، وتدخلت الشرطة باستخدام القنابل المسيلة للدموع لفض الإشتباكات لاحقاً معتقلة عدداً من طلاب دارفور. الذين أقاموا حلقتهم احتفالاً بإنتصارات الجبهة الثورية في إقليم كردفان.
وكانت بعض القنابل قد ألقيت أثناء الاشتباكات
عن طريق الخطأ داخل وحول مستشفى أبو عنجة القريبة من الجامعة. حسب ما أدلى
به صيدلي يعمل بالمستشفى فضل عدم ذكر اسمه لـ (عاين) معلقاً : “يضم المستشفى قسماً لأمراض الصدر. مما يشكل خطراً على صحة المرضى إلقاء القنابل بهذا الشكل”.
جرح في الاشتباكات اثنان من الطلبة المناصرين
للحكومة فيما يسمى بالطلاب الإسلاميين الوطنيين. حيث نقلا إلى عيادة
الجامعة. في حين لم يتم حصر الجرحى من جانب رابطة طلاب دارفور الذين أعتقل
بعضهم أثناء وصولهم لمستشفى حوادث أم درمان لتلقي العلاج.
وكانت الحكومة قد أطلقت حملة إعلامية الأربعاء الماضي. بثت خلالها أجهرة الإذاعة والتلفزيون الرسميين الأغاني الوطنية ومارشات القوات المسلحة والأناشيد الجهادية. في حين نصبت لافتات إعلانية مضيئة تدعوا المواطنين لتلبية نداء الجهاد ومحاربة الجبهة الثورية. وراتفعت درجة التوتر بين المواطنين بإغلاق بعض الأسواق والمحال التجارية أبوابها والتزام معظم المواطنين منازلهم منذ وقت مبكر نسبياً.
وفي الأثناء أغلقت السلطات مستشفي السلاح الطبي التابع للقوات المسلحة أمام المواطنين والزائرين، وفرغته لاستقبال جرحي القوات المسلحة القادمين من مناطق العمليات، وشاهد مراسل (عاين) العشرات من سيارات الإسعاف تتنقل بسرعة بين المطار الحربي والمستشفى حتى وقت متأخر من ليل الأربعاء.
وفي غضون ذلك أعلنت الجبهة الثورية في بيان تحصلت ( عاين ) على نسخة منه أنها سيطرت على مناطق جبل الداير، وسدرة، وتتقدم نحو الأبيض، وفي المقابل وجه والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر خطاباً للآلاف من جنود الشرطة والأمن والمجاهدين مساء الأربعاء نفسه. وجه فيه انتقادات شديدة اللهجة للجبهة الثورية ووصفهم بالعملاء، وزاد بالقول : “لو عايزين يجو خليهم يجربوا يجونا. أي زول عندو عربيتين لاندكروزر وربط فيها دوشكا حيقول خاشي الخرطوم”.
وكانت الحكومة السودانية قد صرحت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن قواتها باتت على مشارف استرداد منطقة أبو كرشولا بولاية شمال كردفان التي تسيطر عليها قوات الجبهة الثورية منذ أسبوعين. فيما ردت الجبهة الثورية بنفي تلك الاتهامات وأكدت أن أمر سيطرتها على مناطق واسعة في شمال كردفان بات أمراً واقعاً لن تستطيع الحكومة إنكاره.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير في أول تصريح من نوعه منذ دخول قوات الجبهة الثورية إلى مدينة أم روابة السبت قبل الماضي، أن القوات المسلحة السودانية والمجاهدين وصلوا إلى مداخل أبو كرشولا، وهدد البشير لدى مخاطبته احتفال بتخريج عدد من الدعاة يوم الاثنين في الخرطوم بأن قواته ستطهر أبو كرشولا وكل السودان ممن وصفهم بـ “الخونة والعملاء”.
في المقابل قللت الجبهة الثورية من شأن تصريحات البشير وأكدت أن قواتها تتقدم نحو العاصمة وأنها تمكنت من قطع الطريق الرابط بين الأبيض عاصمة شمال كردفان وكوستي عاصمة ولاية النيل الأبيض التي تبعد أقل من 300 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم، وقال المتحدث باسم الجبهة الثورية أبو القاسم إمام في تصريح لـ ( عاين ) أن قواتهم دمرت كافة المتحركات العسكرية الثلاثة التي حاولت الوصول إلى أبو كرشولا، وأضاف : “لقد فروا جميعهم من أمامنا وتركوا سلاحهم وعتادهم وتركوا الطعام والمؤن، ونحن نتقدم يوماً بعد يوم وهدفنا رأس النظام في الخرطوم”.