القوات السودانية في اليمن وقود الحرب ومطالب الانسحاب
منذ إعلان مشاركتها في حرب اليمن ضد الحوثيين بجانب تحالف المملكة العربية السعودية والإمارات، ظل شد وجذب داخلي يعتري مسيرة المشاركة السودانية في تلك الحرب مع ضغوط داخلية وخارجية عديدة.
ويرى مراقبون أن قفزة الحكومة السودانية في العام 2015 من المعسكر الإيراني للسعودي تقف وراءها امال كسر العزلة الدولية وتخفيف حدة التدهور الاقتصادي الخانق الذي تمر به البلاد، اضافة للضغوط المكثفة التي مارستها المملكة العربية السعودية ومصر علي السودان بتطبيقها حظراً تجارياً على التحويلات البنكية الي السودان في العام 2014 الأمر الذي أضاف عبئا هائلاً على الخرطوم بجانب الحظر الأمريكي المفروض منذ عشرين عاماً.
ورغم المساعدة السعودية للخرطوم في رفع الحظر الاقتصادي الأمريكي إلا أن الخرطوم لم تحصل على ما تريده من الرياض وأبوظبي في ظل استمرار أزماتها الاقتصادية. إذن لم تحافظ الخرطوم علي تحالفاتها التقليدية مع معسكر الهلال الشيعي من ايران الى حزب الله وحركة حماس، كما لم تكسب الكثير من معسكر المملكة الذي يعتقد المراقبون انه مدعوم أمريكياً.
وبدأت في غضون ذلك تتصاعد حركة ضغط داخلية من أجل سحب القوات من اليمن من داخل البرلمان مدعومة ببعض المبادرات الشعبية في وقت تصاعد فيه الرفض الشعبي للمشاركة في تلك الحرب مع ارتفاع أعداد القتلى السودانيين في الحرب المستمرة لأكثر من ثلاثة سنوات حاليا، فيما يقول معارضون سودانين ان الحكومة تستعمل تلك القوات كمرتزقة للحصول على الأموال من الرياض.
حوجة اقتصادية ومناورات استراتيجية
ويكشف مركز دراسات (افريكا انتلجنس) في تقرير له أن الخرطوم تشعر بالخذلان من عدم التزام المملكة العربية السعودية بالتزاماتها تجاهها الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ موقف وسطي تجاه الازمة الخليجية والتلويح بالعودة إلى المعسكر القطري-التركي المقرب من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في الشرق الاوسط.
ويقول التقرير أن المملكة أبدت تحفظات على سلوكيات قوات الدعم السريع التي أرسلت من قبل السودان تحت قيادة ضباط من القوات المسلحة للمشاركة في حرب اليمن، مشيرا إلى وجود خلافات مكتومة بين الخرطوم والرياض رغم ما تقدمه الحكومة السودانية من حوافز لاثبات حسن نيتها تجاه المملكة، إلا أن الحكومة السعودية ما تزال تشكك في نوايا الخرطوم وتعتقد بأنها ما تزال على علاقات سرية أمنية مع طهران اضافة للتقارب بين الخرطوم والدوحة الذي يمثل عامل ازعاج للسعودية. ويمضي التقرير للإشارة إلى أن السودان الذي يعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة ما يزال يأمل في تلقي الدعم الاقتصادي من دولتي السعودية والإمارات.
وقدمت السعودية خدمة غير مسبوقة للخرطوم إذ ساهمت بشكل فعال في إقناع الجانب الأمريكي برفع العقوبات الاقتصادية طويلة الأمد على الخرطوم في أكتوبر من العام 2017، إضافة لوعدها الخرطوم بدفع 2.2 مليار دولار مقابل مشاركته في الحرب.
ويتزامن الصعود والهبوط في تمسك الخرطوم المشاركة بعاصفة الحزم باليمن الآمال المبطنة والمكاسب التي يسعى لتحقيقها من خلال هذه المشاركة. الأمر الذي ظهر في تصريحات الخرطوم التي ألمحت إلى إمكانية الانسحاب من تلك الحرب كما جاء على لسان وزير الدولة بالدفاع في مايو الماضي لكن سرعان ما تراجع عنها الرئيس السوداني عمر البشير ، مؤكداً التزام السودان بالاستمرار في حرب اليمن، عقب توقيع اتفاق سوداني سعودي بتمويل السودان بالنفط في ظل أزمة الوقود الحادة التي ضربت السودان منذ بداية العام الحالي.
وتحاول الخرطوم الحفاظ على علاقاتها بمحوري الصراعات الخليجية- الخليجية في ظل ضغوط متزايدة عليها لاتخاذ موقف واضح من قبل المعسكر السعودي.
وتتواصل ضغوط مزدوجة علي السودان وبقية دول القرن الأفريقي عقب تفاقم الصراعات الخليجية بين محوري السعودية وقطر وتسارع السباق بينهما من أجل إيجاد موطئ قدم في الإقليم والسيطرة على موانئ البحر الأحمر في ظل تزايد النفوذ التركي في البحر الأحمر عقب توقيعه اتفاقيات طويلة الأمد مع حكومتي الصومال والسودان واستئجار ميناء مقديشو وجزيرة سواكن السودانية الأمر الذي زاد من حدة الاستقطاب الإقليمي في البحر الأحمر وأثار حفيظة كلا من السعودية ومصر خوفا على أمنهما القومي.
وتتواصل مناورات الخرطوم في هذا السياق بكروت متعددة للضغط على المملكة وحلفائها من بينها امكانية سحب القوات السودانية من اليمن وخلق حالة من التقارب مع قطر وتركيا وممارسة الضغوط على مصر ودعم المليشيات الاسلامية في ليبيا وغيرها من الكروت الاقليمية.
ومع ازدياد حدة التنافس بين الامارات من ناحية وقطر من ناحية أخرى في السيطرة على موانئ البحر الأحمر جاء توقيع الخرطوم لعقد مع الدوحة لادارة ميناء سواكن مقابل أربعة مليارات دولار، وعقد آخر لإنشاء أكبر ميناء في البحر الأحمر على الشواطئ السودانية ليضيف فصلاً آخر من المناورات التي تحاول الحكومة السودانية عن طريقها الحصول على مكاسب من هنا أو هناك. لكن مراقبون يرون أن أكثر الخطوات اثارة في تحركات الخرطوم الدبلوماسية الأخيره هي زيارة الرئيس البشير إلى موسكو في نوفمبر 2017 التي طلب فيها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحماية مما وصفه بالاعتداءات الأمريكية على السودان. وقال البشير لدى محاولته التقرب من المحور الروسي في تلك الزيارة انه “لحل الأزمة السورية بدون الرئيس بشار الأسد” الأمر الذي يعد مفارقا تماما للخط السعودي المعلوم تجاه الأزمة في سوريا.
وقود الحرب
وتتكتم الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع على العدد الحقيقي لقواتها المشاركة في اليمن، كما تبتعد دائما عن الإدلاء بمعلومات فيما يتعلق بالأرقام الحقيقية لقتلي القوات السودانية منذ بداية مشاركتها في عاصفة الحزم باليمن قبل ما يزيد عن الثلاث سنوات.
وتشير تقارير إلى أن عدد القوات السودانية المقاتلة في اليمن يزيد عن ثمانية آلاف جندي معظمها من القوات البرية والجنود التابعين لقوات الدعم السريع اضافة لقوات اسناد من القوات البحرية وسلاح الطيران والقوات الخاصة.
وتتضارب الأرقام حول أعداد القتلى في صفوف الجيش السوداني المشارك في حرب اليمن، بيد أن قائد قوات الدعم السريع التي تعد القوام العسكري الأساسي للقوات السودانية في اليمن محمد حمدان حميدتي أكد ان عدد القتلى وصل إلى 412 قتيلا، لكن تقارير أخرى أشارت الى أن العدد يتجاوز السبعمائة قتيل.
وكثيرا ما يصف الحوثيون اليمنيون الجنود السودانيون المشاركون في حرب اليمن بالمرتزقة و يتوعدونهم بالقتل والابادة على الأراضي اليمنية، متهمين الرئيس السودان بدفع جنوده الي المحرقة في اليمن.
وبينما تكشف مصادر حوثية عن تمرد وسط القوات السودانية المقاتلة في اليمن بسبب الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوفها، يقول مراقبون إن الخلافات التي برزت بين الإمارات والسعودية بشأن الحرب والتسوية السياسية في اليمن تضع أيضا القوات السودانية في محك صعب بشأن الاستمرار في الحرب أو العمل علي التسوية بعد أن أعلنت الأمارات صراحة نهاية الحرب في اليمن بعد مقتل أكثر من خمسين من جنودها في اليمن.
كما وقعت معارك شرسة بين القوات السودانية والاماراتية في مدينة المخا اليمنية في أكتوبر 2017 راح ضحيتها 14 جنديا سودانياً. وتقول التقارير إن أسباب المعارك التي لم تنجح سوى الغارات السعودية في وقفها بالقوة، تعود إلى سيطرة قيادة القوات الاماراتية على سير العمليات العسكرية وتدخله في التفاصيل الصغيرة للجنود السودانيين ما أعتبره الأخيرون انتقاصاً و تقليل من قدراتهم وحطاً من شأنهم، معتبرين التصرفات الاماراتية لم تعد ندية وأخوية بين الزملاء، بل أصبحت بين القائد الذي يقدم الأموال وأجير يقاتل لقاءها. وفيما يبدو كرد فعل لتلك الخلافات ، كشفت تقارير اعلامية عن محادثات اماراتية أوغندية لارسال 8000 جندي أوغندي الى اليمن تحسبا لاحتمال انسحاب السودان، لكن الجيش الأوغندي نفي تلك التقارير.
\
مطالبات بالانسحاب
ارتفاع أعداد القتلى في ظل التكتم الحكومي والاستمرار في إرسال مزيد من القوات إلى اليمن اضافة لعدم جني مكاسب مادية أو سياسية كبيرة من تلك المشاركة وسع من دائرة الأصوات الرافضة للمشاركة في عاصفة اليمن في أوساط المعارضة بل والحكومة نفسها.
وتتبنى كتلة النواب المستقلون في البرلمان السوداني التي تعرف بكتلة التغيير الى جانب كتلة حزب الإصلاح المعارض مقترح انسحاب الجيش السوداني من اليمن ،بينما تذهب أحزاب الأمة القومي، والمؤتمر السوداني والشيوعي والمؤتمر الشعبي وغيرها من الأحزاب المعارضة الى ان مشاركة الجيش السوداني تعد مخالفة لمواثيق الدولة ومجرد إراقة لدماء السودانيين من أجل حفنة من المال.
في المقابل يقول القيادي في حزب المؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبدالعاطي أن الأصوات البرلمانية الأخيرة المطالبة بسحب القوات المشاركة في اليمن، لن يكون لها تأثير، لأن قرار الانسحاب في يد السلطة التنفيذية ، مشيرا الى ان البرلمان ليس له سلطة تجبر القوات السودانية علي الانسحاب من اليمن.
مبادرة
في غضون ذلك تنامي الرفض الي أوساط شعبية عديدة بينها كتاب وصحفيون ومثقفون، إذ أطلق عدد كبير منهم حملة تطالب بسحب القوات السودانية من الأراضي اليمنية على الفور.
ويقول البيان التأسيسي للمبادرة أن المشاركة السودانية لم يتم بتفويض من الشعب أو البرلمان، وانهم يشعرون بالخزي والعار جراءها.
ومضى البيان للقول “”بلغت بشاعة هذه الحرب مبلغاً نشعر بالعار جميعاً ونحن نرى كل يوم أيادينا تتلطخ بدماء الأبرياء والأطفال والشيوخ وسائر أفراد الشعب اليمني الشقيق والأخ والصديق”.
ويضيف البيان ” “إننا في حاجة الى تبرئة الشعب السوداني أمام ذمة العالم والتاريخ بأننا لم نمنح موافقتنا أبداً على المشاركة في غزو اليمن، وإننا لم نتواطأ أبداً بالخذلان والصمت الكسيف على استمرارها وقد حان الوقت لنقول بأعلى صوت ممكن أن كفى”.
ويمنع دستور السودان الانتقالي للعام 2005 التدخل في شؤون الدول الأخرى، ويشدد على أهمية تعزيز مبادئ التعاون المشترك مع جميع دول المحيطة به، ويأمر الحكومة بالسعي دائما الى الحفاظ على علاقات متوازنة وودية مع الدول الأخرى.
تاريخياً شارك السودان في حرب اكتوبر 1967 ضد اسرائيل، عندما هاجمت اسرائيل مصر وسوريا ولبنان وسيطرت علي شبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية، كما شاركت القوات السودانية في عمليات دولية تصب في مساعي حفظ السلام والاستقرار، مثل قوات الردع العربية لحفظ السلام في لبنان تحت لواء جامعة الدول العربية .
وفي ذات السياق يقول الصحفي والكاتب أبا ذر علي الامين ان هذه المجموعة الرافضة يمكنها أن توسع من حملتها وتشكل ضغطا شعبيا وسياسيا على الحكومة من أجل سحب تلك القوات من اليمن.
ويقول الأمين لـ (عاين) ان مجموعات الضغط لديها فرصا واسعة في حمل الحكومة على الانسحاب أسوة بتجارب عالمية مثل الضغوط التي مورست علي الادارات الامريكية من أجل الانسحاب من حروب فيتنام والعراق وكذلك الحملات التي منعت مشاركة العديد من الجيوش الاوروبية من المشاركة في حرب الخليج الثانية.
ويرى الأمين ان الحملة يمكن أن تجتذب أعدادا كبيرة من المهتمين مثل أسر الجنود المشاركين والقتلى والكثير من جماعات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية المعارضة، اضافة لفتح تحقيقات بشأن الانتهاكات التي تقع في ميادين القتال.
ويضيف ” أن مثل هذه الخطوة قد تحرك الشارع السوداني أو تحرك ذوي هؤلاء الجنود المشاركين في الحرب كما يمكن أن تحرك منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية، وهذا قد يؤدي الى نتيجة ايجابية”.
وأشار الى أهمية دور النشاط الصحفي في رصد الوقائع والانتهاكات وعكسها داخليا وإقليميا ودوليا، الأمر الذي يمكن أن يشكل ضغوطا عالمية واقليمية سيكون له أثره الايجابي على قضية الانسحاب من اليمن.
استمرار المشاركة
في المقابل ما تزال الحكومة متمسكة بالاستمرار في حرب اليمن، وترى أن مشاركتها تمليها شروطا اقليمية ودولية ذات أبعاد استراتيجية عديدة لا سيما في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد.
ويقول اللواء الهادي ادم رئيس لجنة الامن بالبرلمان لـ(عاين) ان القوات السودانية ستظل في اليمن حتى تكمل مهمتها التي ذهبت إليها، والمتمثلة في الدفاع عن الأراضي المقدسة واستعادة الشرعية إلى اليمن من قبضة الحوثيين. وأكد ادم التزام السودان بالعمل مع قوات التحالف، من أجل تحقيق الهدف الذي التزمت به حكومة السودان مع اصدقاءها من أجل استعادة الشرعية والدفاع عن أراضي الحرمين الشريفين، باعتباره التزام ديني وأمني.
ويستبعد المحلل السياسي محمد لطيف تراجع الحكومة عن قرار المشاركة في حرب اليمن في التوقيت الراهن، مبينا أن تصريحات الرئيس البشير في موسكو بشأن الموقف من سوريا وطلبه الحماية من الروس تتعلق بالموقف من السياسات الامريكية ولا علاقة لها بموقف السودان من المشاركة في عاصفة الحزم.
ويمضي محمد لطيف قائلا “المقربون من دوائر صنع القرار .. يؤكدون ان القرار الاستراتيجي الذي تلتزم به الحكومة هو استمرار دور السودان فى عاصفة الحزم .. وبالتالي الاحتفاظ بوضعه .. سواء كان على مستوى القوات على الأرض .. أو على صعيد الموقف السياسي .. اما المقربون من الرئيس يؤكدون أن علاقات المملكة مع السودان بالنسبة له علاقة استراتيجية .. وانه عند التزامه .. أيا كانت تلك الالتزامات وتبعاتها تكون موضع تنفيذ”
أما الكاتب محمد مصطفى جامع فيري ان الخرطوم تتعامل بحذر وعقلانية مع قضية مشاركتها في حرب اليمن وتتخوف من ردة فعل سعودي يمكن أن تسحب من خلالها الاستثمارات السعودية في السودان والتي تصل إلى 11 مليار دولار.
ويضيف جامع ان الخرطوم ما تزال تنتظر مزيدا من الدعم الاقتصادي السعودي لا سيما في ظل أزمتها الراهنة كما تأمل أن تلعب المملكة دورا في رفع اسم السودان من اللائحة الاميركية للدول الراعية للإرهاب عقب نجاح وساطتها في رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان التي استمرت لعقدين.
كارثة إنسانية
وتقول تقارير إن نظرة العالم بدأت تتغير تجاه دعم عاصفة الحزم التي تشنها السعودية وحلفاؤها تحت ضغوط الأوضاع الانسانية الحرجة في اليمن وسقوط المدنيين جراء غارات التحالف.
وبدأ المجتمع الدولي في دعوة كافة الأطراف إلى العودة إلى مائدة المفاوضات لا سيما في ظل الفشل البائن للقوات في استعادة الرئيس عبدربه منصور هادي للحكم رغم مرور أكثر من ثلاثة سنوات على انطلاق تلك الحرب.
وتشير التقارير إلى أن الكارثة الانسانية في اليمن تعد الأسوأ عالميا لا سيما عقب اشتداد الحرب بين الحوثيون وجيش التحالف العربي من أجل السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، مشيرة إلى أن قرابة 22 مليون يمني في أمس الحاجة إلى المساعدات العاجلة.
وتقول شبكة (ايرين) للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن الأوضاع الانسانية في اليمن على حافة المجاعة بالفعل بسبب التدهور المستمر منذ نشوب الحرب قبل أكثر من ثلاثة سنوات. وتضيف الشبكة في تقرير حديث لها ان اغلاق قوات التحالف لكافة المنافذ البحرية والبرية والجوية في اليمن ردا علي قصف قوات الحوثي للعاصمة السعودية الرياض قد فاقم من خطورة الموقف الذي يحتاج تدخل عالمي عاجل لتدارك الموقف.
مقبرة الغزاة
ومن جانبه يسخر الصحفي اليمني عوض كشميم من الدول العربية المشاركة في حرب اليمن، لاستعادة ما اسماه بالشرعية المزعومة رغم تفريط كافة دول التحالف في اراضيها ومصالحها المباشرة نسبة لوقوعها تحت التبعية الكاملة للولايات المتحدة الأمريكية على حد قوله. ويوجه كشميم انتقادات لاذعة للحكومة السودانية، قائلا في حديث لـ(عاين) ” كيف نقتنع ان السودان الذي فرط في جنوبه بسبب الضغوط الغربية، يجي الان ساعيا لكي يدافع ويحمي الجنوب العربي”.
ويمضي للقول” أن الإمارات فشلت في استعادة جزرها المحتلة من القوات الإيرانية، وتجئ في المقابل لتحتل الجزر اليمنية، كما أن المملكة العربية السعودية التي تركت ثرواتها وخيراتها مجانا للولايات المتحدة الامريكية، واسرائيل وانجلترا، جاءت هنا الى اليمن لتسيطر على ثرواته وخيراته”، قبل أن يحذر بان مصير كافة تلك القوات سيكون الموت على الأراضي اليمنية التي وصفها بمقبرة الغزاة عبر التاريخ.
“لن تستطيع هذه الدول بما فيها المملكة والإمارات أن تستمر في تلك الحرب إلى الأبد، هذا بالاضافة للخسائر الاقتصادية التي تلقي على عاتقها بصورة يومية.