السودان : احتضان وتدريب الجماعات الاسلاموية عابرة الحدود
٨ابريل٢٠١٥
احاديث الرئيس السوداني عمر البشير الاخيرة التي نفى فيها احتضان نظامه للجماعات الاسلامية في عدد من دول المنطقة اهمها ( ليبيا ) ونقده للغارات المصرية الجوية ضد تنظيم داعش في ( طرابلس ودرنة ) لم تكن مقنعة لاحد ، الى جانب انكاره العلاقة مع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين ، بل ان البشير اعتبر ان تنظيم ( الدولة الاسلامية في العراق والشام – داعش ) مخترق ،وقد راى المراقبون والمتابعون لشؤون الجماعات الاسلامية بان تلك الاحاديث توضح مدى تورط نظام البشير في دعم تلك الجماعات رغم نفيه المتكرر.
الانقاذ وشبح الاممية الاسلامية
ويقول المحلل السياسي والخبير في الجماعات الاسلامية الدكتور خالد التجاني لـ (عاين ) وهو الذي كتب قبل اسبوع مقالاً بعنوان : ( شبح الاممية الاسلامية يطارد الانقاذ ) نشره على صفحته في ( الفيس بوك ) بعد زيارة الرئيس عمر البشير الى دولة الامارات ( المسألة المهمة في مدلول تصريحات البشير أنها تشير إلى إمكانية حدوث تحول درامي كبير في موقف السياسة الخارجية السودانية في خضم تحولات إستراتيجية مهمة في العلاقات الإقليمية تتبدل فيها التحالفات في المنطقة لن يكون السودان بمعزل منها أو بمنأى عن آثارها وإن آثر أن يبقى متفرجاً أو محاولاً أن يسترضي جميع الأطراف الفاعلة ) ويضيف التجاني ( والمعلوم أن السودان ظل محسوباً في ما يُعرف بالمحور القطري – التركي, في مواجهة المحور السعودي – المصري- الإماراتي ) ، وفي حين حسّنت الخرطوم من علاقتها بكل من القاهرة والرياض في الأشهر القليلة الماضية ، وتستكمله بأبي ظبي، فما الذي يمكن توقعه من المحور الآخر ، على الرغم من تأكيدات البشير بأنه ليست هناك مواقف كلياً متماهية, وأن كل دولة تقف بما يحقق مصالحها.
غير ان ظاهرة إنتشار وتصاعد الجماعات الاسلاموية الأصولية المتطرفة بكثافة في المنطقة العربية والإفريقية، من قبل ( تنظيم القاعدة، طالبان ، جبهة النصرة في سوريا، أنصار بيت المقدس في سيناء، الى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش” ) ، والسودان هو الحاضن الاساسي لهذه الجماعات ويقوم بتدريبها ويسهيل مرور المنتمين لها عبر الحدود الى العراق والشام وليبيا وغيرها من الدول العربية والافريقية وحتى آسيا في جنوب الفلبين،الى جانب الاستعانة بعدد من افراد هذه الجماعات في حروبه الداخلية وفق اتهامات المعارضة .
ولم تستطيع الجماعات الإسلاموية الصعود الى السلطة في أي دولة من الدول العربية عدا في السودان، حيث تمكن إسلاميو السودان من الإستيلاء على مقاليد نظام الحكم في السودان عبر إنقلاب عسكري، ليلة الثلاثين من يونيو 1989م ، فأصبح الراعي الرسمي للجماعات الأصولية في المنطقة العربية والأفريقية، بإستضافته لأبرز قادة الحركات الإسلامية في العالم كالشيخ أسامة بن لادن والشيخ راشد الغنوشي ، وعمر عبد الرحمن ( مصري يحمل جواز سفر دبلوماسي سودااني وهو المسجون في السجون الامريكية لتنفيذ عقوبة السجن المؤبد بعد ادانته بتفجير مركز التجارة الدولي عام 1993 ) وغيرهما، وجميع هؤلاء القادةأقاموا في السودان إقامة شبه دائمة .
اعتراف قيادي اسلامي بوجود الحركات المتطرفة في السودان
ويعترف القيادي الاسلامي البروفسيور حسن مكي في حوارات منشورة في عدد من الصحف والمواقع السودانية بوجود الحركات الاسلاموية المتطرفة في السودان ، ويكشف عن انخراط عدد من السودانيين الاسلاميين في القتال في ليبيا مع أنصار الشريعة، ويقول ( ربما هناك من يقاتل مع بوكو حرام، رغم أنها حركة قائمة في إطار قبيلة البرنو، ومعروف أن هذه القبيلة لديها إمتدادات في ثلاثة دول نيجيريا ، وتشاد، والنيجر، وجزء منها في الكاميرون ، ولكن هي إيضاً موجودة في السودان ) ، ويشير الى هذه الحركات جميعها مخترقة خاصة حركة (بوكو حرام) ، ويضيف ( هذه حركة ضد المشروع الاسلامي الذى أسسه الشهيد أحمد أبلو في نجيريا وكان منهجة يقوم على التعليم الحديث للمسلمين حتى في الخلاوى ، وقد إعتبرت بوكو حرام أن هذا المسار رجزٌ من عمل الشيطان ) .
وفي رأي رئيس تحرير صحيفة حريات الحاج وراق في حديثه لـ (عاين) أن السودان مستمرّ ومتورط في دعم الجماعات الإسلامية المتشددة حتى اليوم، رغم أنهم لاينفون علاقاتهم في حديثهم ولقاءتهم مع المصريين والمسؤوليين بدول الخليج في الأمارات والسعودية، بدعم الجماعات المتطرفة لكن يتعهدون أمامهم بمنع انشطة هذه الجماعات ، غير انهم يستمرون في دعمها ولن يتوقفوا عن ذلك رغم التهديدات الأمنية التي تشهدها المنطقة ، ويشير إلى أن واحدة من واجهات الوجود الإسلامي تتمثل في جامعة أفريقيا العالمية، التي تعتبرـ برأيه ـ مدرسة الكادر للجماعات الإسلامية الذين يفدون إليها من إثيوبيا، الصومال ، تشاد، نيجريا وأفريقيا الوسطى وتفرخهم الى هذه الدول ، بل وحتى الدول العربية وغيرها من دول العالم في آسيا واوربا .
النظام السوداني ينفي دعمه للجماعات الاسلامية
ومن جانبه ينفي دكتور ربيع عبدالعاطي القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان مساندة حكومة الخرطوم لاحد الاطراف المتصارعة في ليبيا، ويقول عبدالعاطي ل(عاين) ان اسلام السودان متسامح جدا ، ويضيف ( الحاكمون الان هم من هذا الشعب لذا هم متسامحون ايضاً والحكومة تقابل ذلك بالرفض الشديد والحسم ) ، ويشيرا الى السودان ليس له مصلحة ان يحدث توتر وعدم استقرار في ليبيا ومع الحدود المجاورة ، ويقول ( ولا توجد حكومة عاقلة تسير في هذا الاتجاه وثقافة التوتر تنعكس علينا نحن في المقام الاول ) ،وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا ، قال ان الصراع في ليبيا صراع داخلي ولايوجد تنسيق بين حكومته والاطراف الليبية، ويضيف ( هدفنا حدوث استقرار فيها ، واتهام حكومة اللواء خليفة حفتر ضد بلادنا لا اساس لها من الصحة، و نحن ندعو جميع الاطراف في ليبيا الي تسوية شاملة ، نافياً اتهام الحركات المسلحة في دارفور بان الحكومة تريد جعل منطقة جبل مرة ملجأ للجماعات الاسلامية المتطرفة .
غير ان وراق يؤكد بأن الخرطوم دعمت تحالف ( سيلكيا ) الاسلامية في جمهورية أفريقيا الوسطى والتي غيرت النظام الحاكم وإرتكبت مذابح ضد المسيحين تسببت في ردة فعل عنيفة على المسلمين، وهذه الجرائم تمت بتدبير من وزير وقائد في السلطة الحالية في السودان وهم معروفون ، بيد أنه ينوه إلى أن هنالك تقريراً بريطانياً أثبت أن الأسلحة التي أستخدمت في النزاعات الداخلية في أفريقيا الوسطى، هي نفس الأسلحة الموجودة في السودان ومعظمها أسلحة إيرانية.
التلاعب والمغالطات والشائعات وفق سياسة التقية
وفي ذات السياق يقول المفكر السوداني الدكتور حيدر أبراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانية لـ(عاين)، أن السودان يلعب سياسة التقية مع العالم بالا يعلن صراحة عن مواقفه الحقيقية ومن خلال الغموض حينا، والمغالطات واطلاق الشائعات احياناً أخري ، وبالتالي يصعب علي الآخر وهنا كل العالم رصد السياسة الخارجية وتحليلها بطريقة علمية صحيحة ، ويحيل دكتور حيدر الامر إلى ضرورة تحليل طبيعة النظام للتعرف على سياساته، ويرى أنه نظام (امنوقراطي ) بمعني أن جهاز الأمن هو الذي يقرر السياسات وليست وزارة الخارجية، ولا لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني ولا وزارة الدفاع، لذلك ليست الدبلوماسية هي وسيلة العمل الخارجي بل التآمر والسرية والغموض هو ما يحدد ملامح طريقة التعامل مع الخارج .
ويقول ابراهيم ان النظام السوداني يعمل علي تضليل وتمويه العالم من خلال تعدد اتخاذ مراكز اتخاذ القرار ثم التحدث باكثر من لسان لتقول جهة رسمية تصريحا معينا في قضية بعينها ثم تصرح جهة أخري رسمية ايضا بالادلاء بتصريح متناقض تماما مع التصريح الأول ، ويضيف ( نحن نلاحظ المتحدثين الرسميين الكثر فمن الممكن أن يدلي كل من ، وزير الخارجيةعلي كرتي، وربيع عبدالعاطي ،وامين حس عمر،وامين الاعلام في حزب المؤتمر الوطني بتصريحات مختلفة في قضية واحدة ، ويقول ( كما يستخدم التضليل من خلال ترسانة الشائعات التي تطلقها اجهزته الاعلامية، وعلي رأسها المركز السوداني للخدمات الصحافية وهو تابع لجهاز الامن والمخابرات مباشرة الى جانب القنوات الفضائية الرسمية والاذاعات والصحف المملوكة للحزب الحاكم والاجهزة الامنية ) .
احتضان الشباب الافريقي المسلم
وينوه ابراهيم إلى أن السودان يحتضن عددا من الشباب الافريقي المسلم للدراسة في (جامعة أفريقيا العالمية ) وهي مؤسسة يشرف عليها قادة وكوادر الاخوان المسلمون ، تقليداً لجامعة (الصداقة) أو جامعة (لوممبا) في موسكو ابان فترة الاتحاد السوفيتي السابق او على طريقة ( الاممية الاسلامية ) للتأثير علي طلاب الدول النامية باعتبار انهم قادة وزعماء المستقبل وقد تخرج عدد من السياسيين الصوماليين الذين يتصارعون في بلادهم من هذه الجامعة ، وكان أحد المتهمين بعضوية (بوكو حرام) قد هرب الي السودان وكانت له صلة بهذه الجامعة.
ويرى الخبير في الجماعات الاسلامية خليل نوح (عاين) ويرى نوح أن مشروع التقسيم بدأ بالسودان والآن في ليبيا واليمن ، ويقول ( لكنه فشل في مصر من خلال إضعاف النظام المصري بدعم التيار الإسلامي )، ويشير إلى أن أمريكا تثير الفتنة من خلال العقيدة المذهبية كماهو الحال في اليمن مابين الحوثيين وتنظيم القاعدة، محذراً من أن إستمرار النظام السوداني المصالحة و تنفيذ السياسة الأمريكية لن يكون على حساب الوحدة العربية .
ويرعي النظام السوداني ـ كما يضيف حيدرـ عددا من المنظمات تحت شعار الاعمال “الخيرية” بتمويل من بعض الدول الخليجية والاثرياء النفطيين ، وهي تعمل في عدد من الدول الافريقية تحت غطاء العمل الطوعي الانساني ، وكثير من طاقم السفارات السودانية في افريقيا هم في الاصل ضباط تابعون لجهاز الامن وليسوا دبلوماسيون محترفون ، ويصل في تحليله إلى نتيجة مفادها أن النظام السوداني يدعم الارهاب في افريقيا ولكن بسياسة قضاء الحاجات بالكتمان ، فهو يري ضرورة أن يشغل الغرب بمثل هذه الاعمال المقلقة بقصد فك العزلة المضروبة حوله.والنظام يعطي الانطباع لامريكا والغرب أنه يمكن أن يكون وسيطا مع الحركات الاسلامية المتشددة .
السمسرة مع كل الاطراف
ويصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الحاج وراق المجموعة الحاكمة في الخرطوم بأنها تمارس نشاطها السياسي (كسماسرة ) تدعم الجماعات الإسلامية المتطرفة في العالم من جانب، لكنها في ذات الوقت تلعب مع المجتمع الدولي في أنها تبيع لهم هذه الجماعات بأن تسلمهم قوائم المطلوبين، وبالتالي ـ كما يضيف وراق ـ فإنهم يعملون بعقلية السمسار يريدون التربح من الجهتين دعم الجماعات الإسلامية والتعاون مع الدول الكبرى في مكافحة الإرهاب، لذلك ليس لديهم رغبة في التخلص من ملف الإرهاب وأكدوا ذلك للدوائر الإستخباراتية في الولايات المتحدة، حتى يتبادلوا معهم المعلومات، فليست لديهم مشاكل مع أمريكا من هذه الناحية، لكن المشاكل كالعقوبات والحظر الإقتصادي تأتيهم من جهات أخرى .
ويشير وراق الى ان صفقة مماثلة كان يفترض ان تتم مع السعوديين والامريكيين في عهد حكومة الرئيس الامريكي الاسبق بيل كيلنتون عرضها النظام لتسليم اسامة بن لادن لكنها فشلت بسبب رفض الرياض وواشنطون ، وبعدها قام تنظيم القاعدة بتفجير السفارتين الامريكيتين في دار السلام ونيروبي عام 1998 وهو ما ادى الى قصف واشنطون لمصنع ( الشفاء ) بصورايخ ( توماهوك ) لاعتقادها ان المصنع يقوم بصنع اسلحة كيمائية .
تجنب الضربات العسكرية من الغرب
ويقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد التجاني في مقاله الذي اشير اليه من قبل ( ان تلك الضربة كلفت الحكومة الاسلامية في السودان بان كشف غطاءها الاخلاقي وسقوط دعاوى المبادئ في سياساتها الخارجية حيث وجدت نفسها مجبرة لخدمة اجندة الحرب ضد الارهاب وتعاونت بلد حدود بفتح ملفاتها الامنية للمطلوبين لامريكيا ) ، ويرى ان تلك الحرب جنب السودان ضربات عسكرية امريكية .
ويقول مسؤول استخباراتي امريكي ان العلاقة بين السودان ووكالة الاستخبارات المركزية قد قطعت في منتصف التسعينات عندما وفر السودان ملجأ لأسامة بن لادن وآخرين من زعماء القاعدة، لكن العلاقات استؤنفت بعد هجمات 11 سبتمبر عندما اعادت السي آي ايه افتتاح محطتها في الخرطوم ، ويشير الى ان التعاون تركزعلى معلومات عن القاعدة قبل مغادرة بن لادن السودان في 1996 وشركاتها وجهودها لاقتناء اسلحة دمار شامل وبعد ذلك انتقل التعاون من المعلومات التاريخية الى العمليات الراهنة لمكافحة الارهاب.
ويقول المحلل السياسي محمد ادم لـ (عاين ) ، ان الزيارة التي قام بها مساعد الرئيس السوداني ابراهيم غندور الى واشنطون قبل شهرين كان الهدف منها مناقشة دور الجماعات الاسلامية المتطرفة ، وكيفية القضاء علي هذه المجموعات المؤرقة للامن والسلم الدوليين ، واهم هذه الجماعات المتطرفة هي ( بوكو حرام )النيجيرية ، ويضيف ان الهجمات الارهابية التي قامت بها الجماعة الاسلامية الراديكالية في عدد من الدول المجاورة لنيجيريا من النيجر وتشاد وكينيا .
تسلل الاسلاميون الى دارفور
في اخر تقرير لخبراء الامم المتحدة عن دارفور اشار الي ان دارفور يمكن ان تكون ارض خصبة محتملة لتسلل الراديكاليين الاسلاميين بسبب حدودها المليئة بالثغرات والتضامن العائلي عبر الحدود بين القبائل السودانية وابناء عموتهم الافارقة من جمهورية افريقيا الوسطي ، ليبيا ، مالي والنيجر،الا ان الخبراء الامميين لم يحددوا حجم هذا التهديد، بينما رصدت مخابرات غربية عمليات نزوح واسعة للمقاتلين الاسلاميين من مسرح العمليات السوري الي ليبيا بعد الضربات القوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي،ويعد هذا الهروب الاكبر من نوعه،وكشفت نشرة فرنسية معنية بالاخبار الاستراتيجية والدفاعية،ان مدينة (درنة ) الليبية هي الوجهة التي يقصدها المقاتلين من جنسيات مختلفة،ويسيطر تنظيم (داعش) الفرع الليبي،وانصار الشريعة علي هذه المدينة التي اصبحت ملجأ للمقاتلين الاجانب الفارين من سوريا،وذكرت (تي تي يو) الفرنسية ان غالبية المقاتلين عبروا الاراضي التركية قبل ان يستقلوا مراكب الصيد الصغيرة الي مدينة درنة الساحلية .
المشروع الاسلامي يلعب علي التناقضات
يقول الخبير في الجماعات الاسلامية الدكتور شمس الدين ضو البيت لـ(عاين) ان الحكومة السودانية فتحت المنابر الاعلامية للمتحالفين معها والتي يشاركونها نفس المنهج والافكار ،وتحت هذه المنابر يستطيع الجميع ان يقرأوا ان الكتاب واحد والهدف واحد ايضا،من نفس الخلفيات والتجربة ، ويضيف (هذا مايريده المؤتمر الوطني ان يرسله للعالم ) ،ويقول ( اما فيما يتعلق بدارفور وتحولها الي بؤرة للحركات الاسلامية الراديكالية فان الفتنة الداخلية في المنطقة،واللعب علي الانتماءات القبلية والاثنية،والدخول في الصراع بين القبائل ) ويشير الى ان النظام تعمد ان تكون الاوضاع على النحو الحالي في دارفور باعتبارها خط الدقاع الاول لمشروعها الجهادي .