احتفالات المرأة في جنوب كردفان
في اليوم العالمي للمرأة
حواء السودانية تحت قبضة القوانين الجائرة والحرب الدائرة
تقرير : عاين
يصادف يوم الثامن مارس / اذار من كل عام احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة تذكيرا بالمجهودات التي تقوم بها ، ودورها في شتي المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية ، واقع المرأة السودانية في بلادها له نكهة تفوح منها رائحة القهر المتواصل للنساء في مناطق الحروب الدائرة في جبال النوبة والنيل الازرق النساء النازحات واللاجئات يعانين من فقدان الامل في الحياة ، وفي دارفور بات سلاح الاغتصاب الجماعي والفردي هو الالية المكررة والمستخدمة دوما ، واخرها اغتصاب تابت الجماعي في اكتوبر من العام الماضي ، ويأتي اليوم العاملي للمرأة ، وتمر علي النساء السودانيات اغتيال الشهيدة عوضية عجبنا في حي الديم بالخرطوم بواسطة ضابط شرطة عام 2012 ، وايضا مقتل السيدة سمية بشري متأثرة بجراحها بعد احتجاجات في حي الشجرة جنوب العاصمة الخرطوم ، ويأتي اليوم العالمي للمرأة ، تتعرض الصحفيات الي تضييق من اجهزة الامن المتكررة في مكاتب اعلام جهاز الامن ، وفتح بلاغات ضدهن تصل عقوبتها الاعدام والسجن المؤبد النازحات السودانيات في معسكرات النزوح يتعرضن للاهانة والاذلال عن خروجهن الي جلب الحطب او الذهاب الي الزراعة . وستات الشاي وبائعات الاطعمة البلدية في العاصمة واطرافها يجدن المضايقات من ضباط وعمال المحليات في العاصمة الخرطوم ، والابتزاز في سبيل اجبارهن الي الركوع والرضوخ ، ولا ننسي القوانين الجائرة التي سنتها السلطة الحاكمة في الخرطوم تجاههن مثل قانون النظام العام ، واحتفلت النساء في منطقة مندي بهذا اليوم ابتهاجا بالانتصار علي قوات الحكومة في جبال النوبة ..
من منطقة مندي بجبال النوبة ولاية جنوب كردفان كان طعم عيد المرأة باليوم العالمي للمرأة له مذاق خاص برائحة الانتصار العسكري علي قوات الحكومة السودانية ، قالت احدي النساء المشاركات فيه ل(عاين) اننا نحتفل بهذا اليوم العالمي للمرأة ، لان الحركة الشعبية لتحرير السودان حسب افادات النساء اعطت 25% علي اساس المشاركة وممارسة الحرية ، واضافت علي ان يكون لها الحرية في الحياة ، وهي احدي حظوظ الاحتفال بهذا اليوم .
واضافت اخري انها اول مرة تحتفل بهذا اليوم في منطقة مندي ، وعرفت ان هناك شئ اسمه المرأة ، وانها كانت ىسعيدة جدا بذلك ، وكأن الشخص خلق من جديد في هذه الدنيا .
حسينة عبدو تحكي مأساة امها عوضية الدود عندما قررت الذهاب الي منطقة ( ميري) بولاية جنوب كردفان لحضور احتفال بالمنطقة ، ولسوء الحظ تجددت الحرب مرة اخري في يونيو 2011 ، ومازال بعض النساء اللاتي ذهبن الي المنطقة اخبارهن غير معروفة (مقطوعة) الي الان ، وقالت حسينة ل(عاين) انها ذكرت هذا الحدث، لاذكر العالم بالمآسي التي لا تلاحق النساء في مناطق الحروب السودانية ، ونساء جبال النوبة ، وفتياتها تحت لهيب الطائرات الحكومية ، فالمرأة السودانية في كل مكان تعمل فيه تجد المضايقات ، اذا لم تكن سلطة العنف الشرعي ، تكون من السلطة الاجتماعية الذكورية في المجتمع الذي يكرس سياسة التمييز السلبي بين المرأة والرجل ، فالنساء العاملات في الاسواق بالاخص العاملات في بيع الشاي ، كل يوم دقيقة يسمعن بذاءات وفاحش القول من بعض الزبائن ، واوضحت ان بعض الزبائن يقدرون دورعمل المرأة في السوق ، باعتبارها ربة منزل وتساعد اسرتها ، والاغلبية لها رأي مخالف وينظرون تحت اقدامهم ، واضافت حسينة علي العالم ان ينتبه الي المرأة في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور وما تتعرض له من عنف متواصل ، لم ينتهي الي الان، وعلي العالم ان لا يجعل الاحتفال سنوي ، قضايا المرأة يجب ان تناقش بشكل يومي ، كاحتياجاتنا للغذاء والشراب والدواء، ونساء من جبال النوبة مررن بظروف معقدة وقاسية في جبال النوبة
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حيت المصورة والناشطة نجلاء سيد احمد كل النساء السودانيات بالاخص النساء المتواجدات علي خط النار،وفي معسكرات النزوح واللجوء،وفي دول المهجر،ونساء الداخل تمارس عليهن كل صنوف الاضطهاد وعسف العسكر،ولا ننسي من يحاكمون بقانون النظام العام،قالت ل(عاين) تمر الذكري واوضاع النساء في تدهور مريع،وكررت كل يوم يمر وانقلاب الترابي البشير متواجد علي سدة الحكم هو خصم علي مكتسبات المرأة السودانية التاريخية،وخصم علي تماسك المجتمع وتعايشه السلمي،وانتقدت سياسة السلطات انها تساهم في اضعاف النسيج الاجتماعي.
في السياق ذاته تضيف الناشطة الحقوقية الاستاذة اماني حسابو رغم مرور ستة عقود علي الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، تخصيص يوم للاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي تواكبه حملات موسعة لبحث آليات وفق العنف ضد المرأة ، قالت اماني ل(عاين) ان الواقع الذي تعيشه المرأة السودانية يعكس التردي المريع الذي تعيشه حواء السودانية خاصة في مناطق الحروب والنزاعات حيث تتعرض لابشع الانتهاكات من القتل والتشريد والاغتصابات التي في تابت تستخدم كواحد من اخطر الاسلحة من قبل مليشيات النظام . وفي مثل هذا اليوم ، تلك الانتهاكات تعطي صورة بالغة السلبية عن اوضاع المرأة ، وتعبر بشكل اخر عن طبيعة ما تتعرض له المرأة ، وتاريخ المرأة النضالي مشرف الا ان النفق مظلم ،مازال يكبلها ويحد من وعيها وقدراتها ، وهو الجانب المتعلق بقانون الاحوال الشخصية الذي يؤسس للتخلف الاجتماعي ،ويأصل للفكر الذكوري وتعميق المفاهيم البالية حيث تظهر ازدواجية الدولة وازدواجية معاييرها في مطاردة الكادحات من اجل توفير لقمة العيش الكريم لابناءهن من خلال العمل في الشارع تحت السنة الشمس الحارقة ،ثم الحرب الاجتماعية للناشطات في مجال العمل العام والسياسي والاف البلاغات باقسام الشرطة ضد الفتيات بحجة الحياء العام في الشارع .ورغم ذلك نجد حواء السودانية اليوم هي صمام امان الاسرة والعمود الفقري للاقتصاد والتحية لهن جميعا ،ونحن نستمد منهن هذا الصمود.وتقول اماني لكل نساء بلادها في السودان ، وحواء معاقبة من الفقر والحرب والجهل ،واضافت رغم تلك المرارات يمكن لحواء ان تقوم بدورها الافضل، في ظل وطن تتوفر فيه الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية ..
المرأة تشارك في العمل العام ، تجد النساء السياسات في لا لقهر النساء ، ومنظمات المجتمع المدني الاخري،ونساء الاحزاب والاعلاميات والعديد في المجالات الاخري ، وقالت الاستاذة امل عمر من ولاية كسلا بشرق السودان ل(عاين) انها متخوفة من تراجع دورها في المجال العام في السنوات الاخيرة ، وقلة عدد النساء المتواجدات في مراكز صنع القرار في الدولة ، وحتي النساء المشاركات حكرا لنساء الحزب الحاكم ، ويمر هذا اليوم والمشاركة ضعيفة رغم محاولة وعمل النساء في السياسة والمجتمع المدني والاقتصاد ، وانتقدت االمشاركات هذه رغم ضعفها ، انها محصورة فقط في مناطق معينة وسط البلاد . وانتقدت الاستاذة امل تأثير سياسات وقوانين الدولة علي عمل المرأة في المجال العام مثل قوانين الاحوال الشخصية والنظام العام ، وكذلك المنظومة التشريعية والثقافية ، اضافة الي غياب مفهوم المواطنة وتكرار الاعتداءات الجنسية والاغتصابات الجماعية وغياب الامن في مناطق الحرب ..
بينما تضيف الطالبة شيماء من مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة يمر هذا اليوم تشهد المرأة واقعا مريرا في مناطق الحرب ، لا تنال ابسط حقوقها في
الحياة كانسان طبيعي، وغالبا ما تمارس عدة ادوار داخل اطار اسرتها ، قالت ل(عاين) ان المرأة النازحة وضعها سئ ، رغم النزوح والاوجاع فهي مضطهدة من مريضي النفوس ، وانها تضطر للعمل يوفر لها عائد مادي ، واضافت هي عرضة ومصدر احتقار لبعض العقليات التي وصفتها بالمريضة ، وحول سؤالها هي المرأة بامكانها ان تستعيد جزء من الامل المفقود؟، ردت قائلة ، والله لا تستطيع جزم ذلك،لان عبارة يوم واحد فقط نتخذه نحن سيدات المناطق التي لا تعاني حربا ولا نزوحا كمناسبة لمناقشة قضايا الجندر ، واوضحت شيماء ان صديقاتنا في مناطق الحرب ، فلا اظنه يشكل فرقا لديهن ،فهن لم يسمعن بعد عن قضية بوشر بحلها.
وفي امريكا اعربت الناشطة حواء عبدالله جنقو الناشطة الحقوقية التي نالت جائزة المرأة الشجاعة في العالم عن فخرها بنضالات ، وجسارة المرأة السودانية عامة ، والمرأة في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق خصوصا ، وشددت جنقو علي رفضها القاطع للعنف الذي تواجهه المرأة ،ووصفت جريمة اغتصاب نساء تابت بولاية شمال دارفور، بانها جريمة هزة العالم ، وطالبت بمنح قضية المرأة السودانية الاولوية ..
ويوضح الناشط الحقوقي صلاح مصطفي من منطقة العباسية تقلي بولاية جنوب كردفان ان المرأة في جبال النوبة تعاني من ويلات الحرب المتكررة ، قال صلاح ل(عاين) الالم كبير الذي يحيط بهن ، ونساء الهامش في البلاد تخرجن للعمل من الصباح الباكر ، وتعود بعد مغيب الشمس للاسرة ، وكل نساء الهامش السوداني في الاسواق ، ويفقدن ابسط مقومات الحياة الكريمة.
في ذات السياق تضيف الصحفية ندي رمضان يأتي اليوم العالمي هذا العام،والمرأة السودانية بمناطق النزاعات تعاني قسوة الحروب واستخدامها كسلاح ضغط كما حدث في تابت،وجريمة الاغتصاب مزقت قلوب الشرفاء ببلادي،بيد ان سافكي الدماء مازالوا يتمسكون بالنفي رغم وجود الادلة الدامغة.قالت ندي رمضان ل(عاين) ان النظام اصابه التخبط بالتزامن مع الحملة الانتخابية،حيث اصدر مجمع العلماء بفتوي حرمت ترشيح المرأة في الانتخابات،لكن سرعان ما نفي الجمع الفتوي ليفتح الباب واسعا ،واين نحن كنسوة من فتاوي علماء السلطان،وعندما تمارس محليات الخرطوم هواياتها في (كش) ستات الشاي،وطرحت سؤالا اين علماء السلطان من فساد الحزب الحاكم،يكذب ويتحراه بان اكبر قاعدة مناصرة جماهيرية من النساء،والحملة الانتخابية لهم كشفت المستور والحجم الطبيعي الذي وثقته الصور،عشرة نسوة تتقدمهن تابيتا بطرس.وكشفت ندي ان تابيتا حضرت مرغمة حتي لا يتم طردها كما صرحت لموقع الكتروني،والمرأة لا تزال تتعرض للمضايقات ومصادرة الحريات التي كفلتها القوانين لنظام يتجه لتفصيلها كي تليق به،لايرجي منه ولا ينصف المرأة.