الجنجويد يثيرون الرعب في جنوب دارفور والحكومة واليوناميد صامتتان
٢٩مايو٢٠١٤
تعيش مدينة نيالا ومعسكر ( كلمة ) للنازحين حالة من الرعب والقلق بعد ان اصبحت مليشيا الجنجويد المعروفة بقوات الدعم السريع تسيطر عليها بالكامل على المدينة وتهديد النازحين باجتياح المعسكر في حال عدم دفع الاتاوات والاموال التي يفرضها رجال المليشا .
وإستولت عناصر الجنجويد ظهر الخميس على مرتبات السلطة القضائية في مدينة نيالا، في الوقت الذي أغلقت فيه محكمة نيالا شمال أبوابها، عقب تهديد الجنجويد بإقتحام المحكمة و إطلاق سراح مجموعة منهم متهمين في قضية نهب مسلحة، وقال شهود عيان لـ(عاين ) إن مجموعة من الجنجويد كانت تستقل سيارة دفع رباعي إعترضت الطريق امام سيارة تتبع للسلطة القضائية كانت خارجة من بنك السودان في طريقها الى مباني السلطة القضائية تحمل مرتبات الموظفين والعاملين في المحاكم والسلطة القضائية بالقرب من نادي الهلال وسط المدينة، واضاف الشهود ( قامت المجموعة بتهديد سائق السيارةثم استلوا على المرتبات وفروا الى جهة غير معلومة) . و أكد احد الموظفيين بالقضائية ان المجموعة المسلحة نهبت المرتبات التى تقدر قيمتها بمبلغ 360 الف جنيه ، ما يعادل (40 ) الف دولار .
وقال مواطنون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لاسباب امنية في حديثهم لـ(عاين ) ان محكمة نيالا اغلقت ابوابها ظهر امس بعد ان هددت عناصر الجنجويد باقتحام المحكمة واطلاق سراح زملاء لهم متهمين في قضية نهب مسلح تحري محاكمتهم في ذات المحكمة ، وأوضح المواطنون أن الأوضاع الأمنية في المدينة اصبحت متدهورة بصورة مريعة خلال الفترة الماضية وان الخوف والهلع، وذكروا ان قوات الجنجويد اصبحت منتشرة في شوارع نيالا وانها تثير الرعب والهلع وسط المواطنين، وكشف الموطنون عن ان عناصر الجنجويد قاموا بالاستيلاء على أكثر من 10 سيارات في خلال الاسبوع الجاري، و نهب ممتلكات المواطنين، عقب إغلاق شارع المطار الرئيسي، في ظل غياب تام لوجود السلطات الحكومية و أجهزة الأمن و الشرطة، وقال عدد من سكان نيالا ان عن المواطنين اصبحوا يتركون سياراتهم في المنازل خوفا من اختطافها من قبل الجنجويد، و اشاروا الى انتشار الخوف و القلق وسط تجار السوق حيث باتوا يغلون متاجرهم مبكراً خوفا من الجنجويد
من جهة اخرى كشف النازحون في معسكر (كلمة) في ولاية جنوب دارفور عن تهديدات من قبل مليشيا قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الامن والمخابرات الوطني ، وقالت قيادات في المعسكر ان هذه المليشيا تستخدم أساليب ابتزاز على النازحين عبر الصاق اتهامات جزافية مثل السرقة وغيرها ، وذلك من اجل الاستيلاء علي اموال من خلال تهديدات باجتياح المعسكر حال رفض قيادات النازحين دفع المبالغ والاتاوات التي تفرضها هذه القوات ، في وقت عجزت فيه قوات اليوناميد من التصدي لهذه القوات والقيام بمهمتها في حماية النازحين الامر الذي رفضته النازحين وامهلوا اليوناميد فترة اسبوع لمعالجة الامر او طردهم نهائيا من حماية المعسكر
اكثر من اربعين مليون جنيه غرامات في خلال 3 اسابيع
وقال المتحدث باسم النازحين حسين ابوشراتي لـ(عاين ) ان قوات الدعم السريع اتجهت الي ابتزاز النازحين والاستيلاء علي اموال طائلة في شكل غرامات وقال (خلال ثلاث اسابيع فقط دفعنا (41) مليون جنيه غرامات لا اساس لها من الصحة ) ، مشدداً على ان هذه القوات الان اصبحت تتمركز قرب المعسكر وتقوم كل اسبوع بالدخول الي المعسكر ، واضاف ان هذه القوات تاتي الي قيادات المعسكر وتقول ان لديها مواشي تمت سرقتها من قبل النازحين وعليه تقوم القيادات بدفع مبلغ تفرضه القوات على القيادات او التهديد باجتياح المعسكر .
وقال ابو شراتي ان هذا السيناريو اصبح يتكرر كل اسبوع ، وذكر ان عناصر الجنجويد جاءت قبل اسبوعين اتوا وادعوا ان لديهم 6 ابقار تمت سرقتها واجبروا النازحين بدفع 8 مليون او اجتياح المعسكر، واضاف ان قيادات النازحين اجتمعت وقررت دفع المبلغ عن طريق اشتراكات وبعد اسبوع من الاتهام الاول عادوا واتهموا احد النازحين بسرقة بندقية ايضا مما اجبروا النازحين على دفع 12 مليون وقال ا( يوم الاحد الماضي اتهموا النازحين بسرقة 17 رأس من الاغنام واجبروهم على دفع 18 مليون و3 مليون اتعاب.
ومن جانبه قال شيخ معسكر (كلمة) علي جمعة لـ(عاين ) ان مليشيات الدعم السريع اصبحت ترتكب انتهاكات خطيرة داخل المعسكرات وتجبر النازحين بدفع اموال رغم ان النازحين لا يمتلكون اموالا ، واضاف ( هذه المليشيات تاتي قيادات منها وتقابلنا وتقول ان لديهم مفقدودات ويتهمون النازحين بالسرقة وهم يتمركزون قرب المعسكر ) ، وقال ان هذه القوات تقوم بالتهديد باجتياح المعسكر لذا نضطر نحن بنجمع الغرامات التي يفرضونها ونقوم بجمعها من النازحين وندفعا للجنجويد ، وتابع ( يعني اصبحنا ندفع لهم ونصرف لهم مرتبات من طرفنا رغم نداءاتنا للحكومة والمجتمع الدولي بضرورة حسم هذه المليشيات ) ، مستنكراً تصرفات قوات الدعم السريع (مليشيا الجنجويد ) ، وقال ان قوات اليوناميد غير قادرة على حماية النازحين
مقتل نازح امام قوات اليوناميد الصامته
ويقول الشيخ علي جمعة لعاين ان قيادات النازحين اجتمعت مع قيادة قوات اليوناميد التي تدعي انها تحرس النازحيم من اجل معالجة هذا الابتزاز ، ويضيف( لكن هذه القوات قالت انها لن تستطيع وضع حد لهذه المليشيات) واضاف نحن اخطرنا اليوناميد انه في حالة اي اتهام تقوم قوات اليوناميد بالاجتماع مع قيادات المعسكر لمعالجة الامر دون تهديدات الجنجويد ، وقال (ان هذه المليشيات اثناء الحديث مع احد القيادات يدعى عبدالشافي موسي محمد الذي نفي دخول مجرم للمعسكر قامت القوات بقتله امام بعثة اليوناميد التي لم تستطيع حتي اسعاف المصاب حتى فارق الحياة ) ، واضاف ( بعد هذا الحادث اجتمعنا مع اليوناميد وامهلناهم اسبوع اما ان يقوموا بواجبهم بحماية المعسكر او الخروج منه وان نقوم نحن بحماية المعسكر حتي لو نقتل جميعا ) .
وكشف قيادي اخر في معسكر( كلمة ) في حديثة لـ(عاين) إن هناك عناصر مندسة في صفوف النازحين في المخيمات لممارسة السرقات وتلصق التهم على النازحيم لتمهد لهذه القوات بالدخول الي المعسكر وقال (هناك اتهام بان هناك عناصر داخل المعسكر تندس في صفوف النازحين وهي التي تأتي بهذه المشاكل، وشدد على ان ( هناك تنسيق بين مليشيا الجنجويد وبعض القادمون من الخارج ويدخلون المعسكر ثم تاتي قوات الجنجويد وتقول ان هناك اثر سارق دخل المعسكر ) ، بينما يري الناطق باسم النازحين ان هناك خطة تمت بين قوات الجنجويد واليوناميد من اجل اضعاف النازح ، وقال ان اليوناميد اصبحت غير قادرة علي حماية النازحين بل تتعامل مع قوات الدعم السريع التي هربت من جنوب كردفان الي دارفور ، واضاف ان هذه القوات تمارس النهب علي النازحين والمواطنين لان ليس هناك قانون حتي الدولة لا تستطيع محاسبتها ، مشيراً الى ان مقتل احد قيادات النازحين امام مقر اليوناميد يؤكد مدي تعاون المليشيات وقوات اليوناميد ، مطالباً الامم المتحدة بسحب هذه القوات والاتيان بقوات قادرة علي حماية النازحين
دوريات للشباب المعسكر لحماية اهلهم
وكشف المتحدث باسم النازحين حسين ابوشراتي لـ(عاين) عن ان النازحين في معسكر (كلمة) شكلوا لجنة من الشباب للقيام بدوريات ليلية لمنع دخول اي مجرم الى المعسكر حتي لا يتم اتهام النازحين ، وقال الناطق (اجتمعنا مع الشباب للقيام بدوريات ليلية لمنع دخول اي شخص للمعسكر) ، مؤكداً وجود تنسيق بين الجنجويد وبعض النازحين الموالين للنظام الامر الذي جعل شباب المعسكر باتهام بعض النازحين وقاموا بحرق 7 منازل للمشتبه بهم الى جانب حرق 20 منزلا تتهم بايواء بعض الذين يتناولون الخمور ، وقال ان اليوناميد تتعاون مع هذه المليشيات لابتزاز النازحين ، وراى ان تشكيل دوريات من قبل الشباب قد لا يسهم في شئ وان الامر يتطلب تدخل عاجل من الامم المتحدة لحماية النازحين ، واضاف ان قوات الدعم السريع اثبتت فشلها واتت منهزمة لذا قررت الانتقام من اي شخص يواجهونه وان الحكومة منحتهم حصانة بان يستولوا علي اي شئ دون محاسبتهم بجانب ارتكاب جرائم ، ويعتبر هذا فصل آخر من فصول قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الامن والمخابرات لا يعرف الى تنتهي فصولها .