٥اغسطس٢٠١٤
تشهد مناطق في جنوب النيل الازرق تصعيداً عسكرياً في الاونة الاخيرة بين الجيش السوداني والحركة الشعبية في الشمال ، ويبدو ان الحرب في جنوب السودان بين الحكومة والحركة الشعبية المعارضة بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار قد اثرت بشكل مباشر في الاوضاع في معسكر ( البونج ) للاجئين السودانيين في ولاية اعالي النيل ، وقد تم رصد تحركات نسبت الى قوات مشار في تلك المنطقة ، الى جانب تسلل عدد من قواته الى داخل الحدود السودانية ناحية النيل الازرق وباعتراف المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني الصورامي خالد سعد ، اضافة لافادات المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير ، غير ان قيادي في مجموعة مشار نفى بشكل قاطع ضلوع قواته في اي معارك في جنوب النيل الازرق .
ويقول مراسل (عاين) إن مليشيا قوامها من ابناء النوير انشقت عن جيش جنوب السودان في الثالث من اغسطس الجاري قوامها (35 ) جندياً بقيادة ضابط برتبة ( رائد ) ، ويضيف ان هذه القوة استطاعت كسر مخزن السلاح والاستيلاء على عدد (20 ) رشاش ومدفع ( ار بي جي ) واثنين مدفع ( قرنوف ) ، ويشير الى ان المنشقين اتجهوا نحو قرية ( لينق ) جنوب منطقة ( البونج ) التي يوجد فيها معسكر للاجئين السودانيين ، وقد دخلت هذه القوة في اشتباكات مع ما يعرف بالجيش الابيض تابع لجيش جنوب السودان وقد قتل جنديان من المنشقين وسبعة من القوات التابعة للحكومة الى جانب جرح (7 ) آخرين تم نقلهم الى المستشفى توفي احدهم .
تخوفات من استهداف عسكري لمعسكر اللاجئين في البونج
وقال عدد من اللاجئين في معسكر البونج ان اشتباكاً عشوائياً وقع في مساء الثالث من اغسطس الجاري اشتركت فيه قوات شرطة المنطقة والمليشيات التابعة للحكومة والمشنقة عنها ، واضافوا ان الاشتباك استمر حوالي (15 ) دقيقة قتل فيه اثنين من التجار السودانيين وجرح فيه حوالي (23 ) شخصاً من عسكريين ومدنيين من ابناء السودان وجنوب السودان تم نقلهم الى المستشفى ، غير ان مراسل ( عاين ) اكد ان ادارة معسكر اللاجئين التابع للامم المتحدة في ( البونج ) حظرت اللاجئين من الخروج الى خارج المعسكر ، ويقول “لاتوجد حماية دولية لهم حتى الان ومانشاهده داخل معسكر (دورو) حتى الان هو عدد من القوات الحكوميه منتشره داخل المعسكر ” ، وقال ان هناك مواطنين من ابناء المنطقة لجأوا الى المعسكر طلباً للحماية مما عقد من اوضاع المعسكر خاصة ان بينهم افراد من الجيش الابيض التابع لجيش جنوب السودان وآخرين انشقوا عنه ، ويقول ان ذلك ينذر بالخطر في حال حدوث اشتباكات داخل المعسكر وان الخوف ان يتحول المعسكر الذي يضم اكثر من (17 ) الف لاجئ الى ارض معركة عسكرية ويصبح هدفاً عسكرياً من قبل قوات مشار ، خاصة ان الامم المتحدة لا تملك قوة كافية وانها ربما تخلي سبيلها من المعسكر في حال حدوث اي اشتباكات ، ويضيف ” ليست هناك اي قوة عسكرية تحمي اللاجئين ” .
عبور اكثر ( 2 ) الف من قوات مشار الى النيل الازرق
ويوجد حذر كبير من حدوث اشتباكات بين قوات المتمردين التابعين لنائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار والذين عبروا الحدود السودانية بعد هزيمتهم في بلدة ( الناصر ) الحدودية الاسبوع الماضي ، حيث عبر اكثر من (2 ) من جنود مشار مع اسرهم الى جنوب النيل الازرق ووصلوا بلدتي ( الروم ) و( بت القوز ) ، ويقول مصدر في الجيش الشعبي في شمال السودان ان جهاز الامن والمخابرات استقبل تلك القوات واقام لها معسكر بعد ان تم تزويدهم بالمؤن والاسلحة والذخائر حيث وصلتهم (4 ) سيارات ضخمة محملة بالغذاء والسلاح والذخائر ، ويضيف ان تلك القوة استولت على اسلحة من سرية تابعة لجيش الحركة الشعبية في الشمال واختطفت جندياً بسلاحه بعد ان احاطوا بقوة الجيش الشعبي المتمركزة داخل الحدود السودانية ، ويقول المصدر ان القوات المسلحة السودانية قريبة جداً من المعسكر الذي اقامت فيه قوات مشار القريبة من حامية ( بوط ) العسكرية .
وتتوقع المصادر التي تحدثت لـ ( عاين ) ان تستهدف قوات مشار مناطق النفط في حقول ( فلوج ) في اعالي النيل ، والاتجاه للسيطرة على منطقة ( الرنك ) الحدودية مع السودان رغم التعزيزات العسكرية بحوالي (3 ) كتائب تابعة الى جيش حنوب السودان بحسب المتحدث باسمه فيليب اقوير الذي تحدث لـ (عاين ) مؤكداً ان قواته تراقب تحركات قوات مشار في جنوب السودان وان التي عبرت الى الحدود السودانية يجب ان يتم نزع السلاح منها وفق اتفاق البلدين ضمن اتفاق التعاون المشترك الموقع في العام 2012 ، غير ان المصادر ترجح ان تدخل تلك قوات مشار في معارك لفتح الطريق امام بلدة ( الناصر ) وان تكون الحدود مكشوفة لها ، وتوقعت ان تشترك مع القوات السودانية للسيطرة على منطقتي ( اولو وملكن ) في النيل الازرق وهما منطقتا ارتكاز للجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في الشمال ، ورغم ان المصادر تشككت في قدرة قوات مشار في السيطرة على تلك المناطق الا انها قالت ان الخوف ان يتم اسناد جوي من قبل الخرطوم لتلك القوات .
ويقول المواطن حسن الجالي لـ ( عاين ) وهو من ابناء النيل الازرق ان هذه القوات الضخمة وصلت الى محلية ( التضامن ) في النيل الازرق وان هذه المنطقة تتحرك فيها ما يعرف بمليشيا ( ابطال المابان ) بقيادة كمال لومو وهي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية والتي اصبحت خالية من السكان .
ويقول ناشط في حقوق الإنسان فضل حجب اسمه لـ (عاين ) انه يتوقع أن يتم عمل مشترك بين مليشا أبطال المابان وقوات “رياك مشار” في أي وقت، بعد أن تم تجنيد مشترك ( لأبناء النوير والمابان ) ، في المنطقة التي تعد من أكبر مناطق الذهب بالولاية فضلاً عن البترول الذي يقع في المناطق الحدودية مع ولاية اعالي النيل ، متهماً الخرطوم بالسعي الى تفتيت معسكرات اللاجئين، بغرض اعادة المواطنين الى النيل الازرق لتقويت الفرصة على الحركة الشعبية “شمال”حول إدخال الإغاثة لهم
نفي وتأكيد من طرفي جنوب السودان
من حانبه نفي يوهانس موسى فوك القيادي في مجموعة مشار اي وجود لقواتهم في النيل الازرق ، مشدداً على ان قوات (مشار) مستقرة في اراضي دولة الجنوب تحديداً في مناطق الناصر. نافيا أن تكون لهم اي علاقة بالصراع الدائر بين الحركة الشعبية “شمال” والحكومة السودانية داخل النيل الازرق . موضحاً ان قواتهم لن تعتدي على احد الا إذا تم الاعتداء عليها ، فيما قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير لـ ( عاين ) ان القوات التي عبرت الى السودان تابعة الى رياك مشار وانها تمركزت في النيل الازرق ، وتوقع ان تعود الى جنوب السودان بعد ان تعيد تنظيم نفسها وان قوات اخرى بعد ان تم طردها من بلدة ( الناصر ) اتجهت شرقاً الى داخل اثيوبيا ، رافضاً الحديث عن ان كان هناك دعم من قبل اديس ابابا او الخرطوم لهذه القوات .
ومن جانبه حذر الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب مايكل مكوي من مغبة اي إحتكاك بين قوات التمرد واللاجئين في المعسكرات المتاخمة لولاية أعالي النيل بسبب دعم الحكومة السودانية. مؤكداً ف لـ(عاين) خرق قوات مشار لإتفاق وقف العدائيات في منطقة الناصر.
وكان المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد قال إن (114 ) جندياً من الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان لجأوا إلى غرب كردفان بسبب ما وصفه الظروف الاقتصادية الخانقة وتفشي الجوع في المعسكرات التي يقيمون فيها ، واضاف ان هؤلاء الجنوب في منطقة الميرم سلموا اسلحتهم كاملة .
ويربط محللون تطورات الاوضاع في جنوب النيل الازرق مع زيارة مرتقبة سيقوم بها زعيم المتمردين في جنوب السودان الدكتور رياك مشار الى الخرطوم ، ويردد المراقبون ان مشار قد يطلب مساعدة عسكرية من الحكومة السودانية لاحداث تغيير عسكري على الارض بالسيطرة على مناطق النفط التي ستساعد السودان للخروج من ازمته الاقتصادية وفي ذات الوقت يتيح لمشار والقوات الحكومية التعاون العسكري في الحاق الهزيمة على قوات الحركة الشعبية في النيل الازرق وجنوب كردفان ، غير ان الخرطوم تنفي وجود اي تعاون عسكري مع مشار ورددت على لسان وزير خارجيتها علي كرتي انها تقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع في جوبا .