٢٣ فبراير ٢٠١٣
لم يكن يتوقع سكان قرية (نقورتانق) الواقعة في محلية (هيبان)،(جنوب كردفان). أن تشهد منطقتهم واحدة من أكثر الهجمات شراسة خلال السنة الجارية. حيث لقي خمس مدنيين مصرعهم جراء قصف الجيش السوداني للقرية، وهولاء أوّل مدنيين يتم تأكيد مقتلهم بسبب القصف الجوي منذ ١٣ يناير الماضي. بعد مقتل طفل في السنة الأُولى من عمره جراء إلقاء خمس قنابل على منطقة (التيس) بمحلية (البرام) بالولاية.
يخرج سكان قرية (نقورتانق) من بيوتهم ناحية الغابة للبحث عن الطعام. يتسلق كل من تسمح لياقته جذوع الأشجار التي لا تنبت أي ثمار صالحة للأكل في تلك المنطقة. الشيء الوحيد الذي يستطيع القرويين التقاطه من الأغصان لتناوله هو أسراب الجراد المعشش على الأشجار.
تكمن المشكلة الوحيدة في استخدام الجراد كغذاء هو توافره بشكل موسمي في الإقليم. حيث لا يتوفر طوال العام.
تعاني القرية وكافة أرجاء محلية (هيبان) من نقص متزايد في الغذاء، ككثير من المناطق في ولاية (جنوب كردفان). يحاول السكان المحليون جاهدين تعويض انقطاع الامدادات الغذائية عن مناطقهم بإيجاد بدائل أخرى. في ظل الشلل الذي أصاب الموسم الزراعي للعام الثاني على التوالي. نتيجة استمرار العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال، وما ينتج عنه من قصف جوي لمناطقهم.
نهار الأحد ١٧ من فبراير، خرج القرويين كعادتهم لجمع الجراد، وقبل أن ينهوا عملهم. فوجئوا حوالي الساعة السادسة مساءً بطائرات الأنتينوف التابعة للجيش السوداني وهي تحلق فوقهم. لم يتسن للكثيرين الوقت الكافي للنزول من على الأشجار عندما سقطت تسعة قنابل في أرجاء القرية, قتل ثلاثة من المدنين على الفور , وجرح ثلاث اخرون نقلوا لاحقاً لمستشفى أطباء الطوارئ الألمانية. خارج مدينة (كاودا). حيث تلقُّوا الإسعافات الأوّلية هناك قبل أن يتم نقلهم لمستشفى (مذر أوف ميرسي) في (قديل) لتلقي العلاج الكافي. اما المستشفى الرئيسي في محليّة (هيبان) لم يتلقى إمدادات طبية منذ حوالي عشرة أشهر، لذا لم يتمكن استقبال الحالات الحرجه والجرحى.
وفقا لأطباء مستشفى (مذر أوف ميرسي) فإن اثنين من الضحايا، وهم امرأة في الأربعين، وطفل في الخامسة من عمره، قد تُوفّيا بعد بضعة أيام من نقلهما إلى المستشفى.
منذ بداية العام، وثّقت (عاين) سقوط أكثر من ١٠٠ قُنبلة في مناطق مأهولة بالمدنيين في ولاية (جنوب كردفان). سبعة مدنيين على الأقل قُتلوا نتيجة القصف، وخمسة عشر آخرين أصيبوا بجراح. أما الأكثرحظاً، فهم يواجهون على الأقل خطر المجاعة.