٢٤ أكتوبر ٢٠١٣
نهاية
الشهر الجاري، تدخل منطقة أبيي المتنازع عليها بين طرفي السودان في أيامها
المفصلية للاستفتاء على تبعيتها لأي من البلدين، وفقاً لما حددته الآلية الأفريقية الرفيعة التابعة للاتحاد الأفريقي. رغم ذلك لم تتضح الرؤية
فيما يختص بالجانب الرسمي من الحكومتين. يجيء هذا في الوقت الذي تستعد اللجنة القومية لاستفتاء أبيي
بجنوب السودان والمكونة من مجموعات شعبية
لإجراء الاستفتاء الشعبي في الثامن والعشرين من أكتوبر الجاري، وقد قامت اللجنة
بتنظيم ترحيل المواطنين من دينكا نقوك إلى أبيي بغية إجراء الاستفتاء في
مواعيده.
أما
من الجانب الرسمي فقد أعلن رئيس جنوب السودان الفريق (سلفا كير) في مؤتمر
صحفي بأغسطس الماضي أن استفتاء منطقة أبيي سيتم في موعده التي حددتها
الآلية الأفريقية الرفيعة، وشكلت الدولتان لجنة مشتركة لمتابعة إجراءات
قيام الاستفتاء برئاسة (إدورد لينو) من جانب جنوب السودان و(خيري الفهيم)
من جانب السودان، وشرعت اللجنة في تنفيذ المهام الموكلة إليها. إلا أنها
اصطدمت بإعلان الحكومة السودانية معارضة قيام الاستفتاء قبل تشكيل اللجان
المشتركة بين البلدين، مثل لجنة ترتيب الاستفتاء.
ويقول
(إدورد لينو) عبر الهاتف لـ(عاين) : “إن قيام الاستفتاء في موعده المحدد
حسب مقترح [ رئيس الآلية الرفيعة ثامو ] إمبيكي أصبح ضرب من الخيال. لكننا
شرعنا في الترتيبات الأساسية لقيام الاستفتاء. نحن نثق فى قدرة الاتحاد
الأفريقي في فرض قرارات على الدولتين لإيفاء الاستفتاء فى موعده، ولكن على
الآلية الرفيعة فرض هيبتها والالتزام بحل هذه القضية بالضغط على الجانب
السوداني الرافض لقيام الاستفتاء فى موعده المحدد.” وأبدى لينو أسفه
لمواقف حكومة الجنوب التي وصفها بـ”الضبابية” حسب تعبيره، وطالب حكومته
بموقف حاسم لطي ملف القضية. موضحاً أن التلكؤ في حل هذه القضية سيقود
البلدين إلى مصير مشئوم.
من
جانبه قال المتحدث باسم الجانب السوداني في اللجنة المشتركة لاستفتاء أبيي
(قبيس أحمد المصطفى) فى تصريح لـ(عاين): “إن الظروف الحالية غير مواتية
لإجراء الاستفتاء وقد اتضح الأمر بعد الزيارة التي قامت بها اللجنة
المشتركة ولجنة الاتحاد الافريقي إلى المنطقة، والوقوف على الأمر من أرض
الواقع، وأن ما يجري الآن في المنطقة من قِبل الجنوب لا يخصنا فى شيء ولن
نعترف بمخرجاته.”
وفي
ذات الإطار قال الناطق الرسمي باسم اللجنة القومية لدعم استفتاء أبيي
(أتيم سايمون) لـ(عاين): “أن أهالي دينكا نقوك قد أكملوا كافة الاجراءات
الخاصة بعملية الاقتراع المحدد لها يوم ٢٨ أكتوبر الجاري. إلا أنهم تفاجئوا
بنداء من الحكومة طالبت فيه بإيقاف الاجراءات الأولية المتمخضة عن عملية
التصويت. في الوقت الذي كانت قد شرعت فيه اللجان الأهلية بعملية تجهيز
الغرف الخاصة بالتصويت واحضار صناديق الاقتراع.” واستبعد (سايمون) حدوث
اشتباكات بين المسيرية والدينكا لأن الحكومتين قد ركزتا على المصالح
التجارية أكثر من الاستفتاء، وزاد (سايمون): “إن القمة التي جمعت (سلفا
كير) و(عمر البشير) فى الأيام الماضية لم تخرج بأي قرارات حول موضوع أبيي.
مما يشير إلى أن الأمر ربما تم تناوله على هامش القمة. رغم أهميته المتعلقة
بقضايا أرض وشعب وكرامة.” موضحاً أن الجدول الزمني المحدد قد شارف على
النهاية بينما لا تحرك الحكومتان ساكناً.
وكانت اللجنة القومية لاستفتاء أبيي لجنوب السودان قد أعلنت يوم الاثنين
المقبل موعداً لإجراء الاستفتاء، ولكن حكومة (كير) استبقت ذلك بعدم
الاعتراف بالنتيجة. موضحة أن ما يدور في أبيي لايمثلها، وهو ما جعل كل من
(إدورد لينو) و(أتيم سايمون) يتنبآن بتوتر فى الوضع الداخلي لجنوب السودان.
يذكر أن أبيي شهدت الكثير من التوتر منذ استقلال جنوب السودان العام ٢٠١١. خصوصاً بين قبيلتي المسيرية ودينكا-نقوك، وكانت آخر نتائجه مقتل زعيم دينكا-نقوك كوال دينق مجوك في مايو الماضي على يد مجموعة مسلحة من قبيلة المسيرية، مما يشير إلى أن نتائج هذا الاستفتاء قد تؤدي إلى رفع حالة التأزم بين البلدين أياً كانت نتيجته.